|
[ من يعزي فيك من ؟ ] يا خاتم السلام... (ابو ساندرا )
|
Quote: إنها الكائنات استضافتك في خدرها قمر العشية يصطفيك وتحتويك لدى البكور خيوط فجر وشحتك بضوئها شمس النهار على جبينك لؤلؤة وعلى ذراعك يستريح النيل من عنت المسيرة في الهجير
من يا ترى يبكي لديك عليك من؟ ومن يعزي فيك ... من؟
من يا ترى يبكي لديك ...عليك ...من ؟
حق لجيلنا ان يفاخر فقد أهدته الأيام فرصة العمر عندما تفتح وعيه في أعقاب هزيمة يوليو الأليمة في العام1971 ، وكانت البلاد يومها تنؤ تحت ثقل ديكتاتور متهور ، وكان حزبنا مثخن الجراح ، وفي ربقة الحزن واليأس سطع فجر الأمل في جامعة الخرطوم ، فتى أسمر غض الاهاب ، عميق الفكر ، رصين العبارة ، باسق الوعي ، شاهق الشجاعة ، صارم الوضوح ، كنا نسعى اليه من أطراف المدينة المكلومة بغياب فرسانها ونجوم لياليها ونداوتها ونواديها ومنتدياها بالرحيل الفاجع لعبدالخالق محجوب ورفاقه شفيع الطبقة وفارس الغابات جوزيف ، كنا نسعى اليه في قهوة النشاط التي خط فيها تاريخآ مجيدآ ومواقف جسورة وناصعة ، لكي نلتمس منه الأمل واليقين بيوم نصر قادم نسد فيه الدين ، كنا نخط خطواتنا الأولى في المدارس الثانوية في العام 73/74 وخطواتنا الأولى في درب العمل السياسي والإلتزام مدفوعين ومتأثرين بالبطولة والجسارة التي أبداها شهداء يوليو من القادة والضباط والجنود ، ألهمتنا مأثرتهم وأهدتنا البوصلة محددة لنا إتجاه يممنا شطره ونتسائل مفاخرين مع علي عبدالقيوم: {أي المشارق لم نغازل شمسها ونميط عن زيف الغموض خمارها أي المشانق لم نزلزل بالثبات وقارها أي الأناشيد السماويات لم نشدد لأعراس الجديد بشاشة أوتارها
كان هناك الخاتم ، شامخ و واضح وملهم ، ألهمنا -نحن ذلك الجيل المحظوظ- وأهدانا الأمل والبشارة والثقة في قدرة حزبنا على تجاوز المحنة ومن ثم يسهم مع جماهير الشعب وقواه الحية في إقتلاع عرش الطاغوت في مارس إبريل 1985
ومن بعد ظللنا نتابع ونطالع مساهماته الغنية بالفكرة والحكمة في الميدان وفي الشبيبة وفي الندوات الجماهيرية والمغلقة وفي دور التحالف ، فقد كان هناك معبرآ بلسان مبين وبقلم أكثر قدرة على الإبانة عن خطنا ورأينا وموقفنا
تواصلنا معه ومحطناه إحترام وتقدير لم ينتقص منه موقفه من الحزب ، وجادلناه في قراره في حوار مفتوح وعبر الإتصال ، إحترمنا خياراته وإحترم رأينا و أذكر حواري معه في هذا الموقع وصبره عندما وصفته بالإستعجال مشيرآ لما قاله { والحزب أخذ ببعض منطلقاتي} مؤكدآ له أنه لو واصل لأخذ الحزب بكل منطلقاته فإن حركة التغيير سوف تمضي نحو غاياتها ولن يصح إلا الصحيح يومها قال لي { أخشى عليك يا صديقي } وتمنى أن نواصل مابدأه لا أعرف في تاريخ الحزب تسامح مع مغادريه خاصة لو نشطوا ، إلا في حالة الخاتم عدلان حيث لم يفقد إحترام غالبية أعضاء الحزب وأعرف أن بعض الزملاء القياديين إحتفوا به عند عودته الأخيرة للوطن وبادلهم التقدير والأحترام |
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: [ من يعزي فيك من ؟ ] يا خاتم السلام... (ابو ساندرا ) (Re: هميمة)
|
و كان محمد إبراهيم نقد كبيرآ عندما خف إلى المطار دامع العيون وكان حزنه عظيمآ مثله ومثل آلآف الرفاق الذين فجعوا في الرحيل المبكر للخاتم وإزدادت الفجيعة فداحة لأن الرحيل كان في تمام لحظة تهيؤ الخاتم لمرحلة جديدة في مشوار نضاله الناصع مرحلة ركز فيها على الفكر والكتابة
وكان كدودة صغيرآ وهو يدخل بقدميه في شرك تلك المقارنة البائسة بين خاتم فارق الحزب ولكن لم يغادر مواقع النضال وبين من فارق وإرتمى في أحضان السلطة متواليآ حينآ ومحرضآ في أحايين كثر
عبدالخالق محجوب محمود محمد طه جون قرنق الخاتم عدلان إكتمال مربع الفقد وخسارتنا العظيمة
| |
|
|
|
|
|
|
|