|
مصر تسيطر علي حلايب وتمنع السودانيين من دخولها !!! وبدأ سيناريو لي الذراع !!!
|
غلقت السلطات المصرية قبل حوالي (9) ايام بوابة (24 سوهين).. وهي المعبر التجاري الوحيد بين السودان ومصر في مثلث حلايب في المنطقة المعروفة باسم (شلاتين). الاغلاق تم في اتجاه واحد، حيث تسمح السلطات بدخول السلع الدولارية (السمسم والكركدي والابل) القادمة من السودان.. ولكنها تمنع خروج البضائع من مصر الى السودان التي تقدر بحوالي (500) طن يومياً.. يأتي على رأسها الاسفلت والكوابل الكهربائية ومصوغات الالمنيوم والبلاستيك، والمواد الغذائية والاقشمة والملبوسات الجاهزة.. وكلها صناعات مصرية. التجار المصريون وعملاؤهم التجار السودانيون المتضررون ضجوا بالشكوى ووصلوا الى أعلى المستويات في جمهورية مصر.. ولكن السلطات المصرية تصم أذنيها وتتعامل مع القضية بسياسة الصمت المطبق!!. الأضرار لا تتوقف على التجار فقط، بل تتعداها الى الحكومتين المصرية والسودانية، والسلطات المحلية والمواطنين المستفيدين من حركة التجارة في الجانبين. وعلى سبيل المثال فان القيمة الجمركية على البضائع المصرية التي تتحصل عليها الجمارك السودانية في نقطة (العبيدية) التي تقع على بعد 280 كيلومتراً جنوب حلايب، و20 كيلومتراً من مدينة بربر.. تبلغ حوالي ملياري جنيه سوداني يومياً، عدا الرسوم التي تتحصل عليها الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس وديوان الضرائب والسلطات المحلية.. ولكن يبقى المتضرر الاكبر هو مصر.. التي اوقفت سلطاتها تدفق بضائعها نحو السودان!. وللأسف فان السلطات السودانية تعاملت مع الواقع المرير والاضرار الكبيرة التي نجمت عن اغلاق البوابة، بنفس (سياسة الصمت) التي انتهجتها السلطات المصرية. السؤال الكبير الذي يطرح نفسه بقوة.. لماذا السكوت، وهل الاجراء المصري الأخير يتسق مع سياسة فرض الأمر الواقع و(مصرنة حلايب).. خاصة مع الاجراءات التي اتخذتها مصر في السابق بمنح الجنسية المصرية والبطاقة العائلية لسكان حلايب، واقامة المجمعات السكنية والمدارس التي تُدَرس فيها المناهج المصرية، وازالة كل انواع الوجود السوداني في المنطقة وخضوعها للقانون المصري الذي يسمح بدخول المواطن المصري إليها، ولا يمنح هذا الحق للمواطن السوداني الا باذن دخول من السلطات المصرية لمدة 7 ايام فقط. يُبعد بعدها المواطن السوداني بالقوة، ولا يؤذن له بدخول حلايب مرة اخرى الا بعد انقضاء 6 شهور؟. في الخرائط المصرية.. حلايب لم تعد سودانية.. وهنالك أحاديث متناثرة بأن الحكومة المصرية بصدد تحويل المنطقة الى منتجع سياحي بعد هروب السائحين من منتجع شرم الشيخ القريب من اسرائيل بسبب الهجمات الارهابية. وهنالك حديث عن مشروعات تعدين مصرية ستبدأ قريباً في المنطقة!، وفي كلتا الحالتين.. لابد من اغلاق البوابة وايقاف حركة التجارة (حالياً من جانب واحد حتى لا تتضرر المصالح المصرية بشكل كبير).. تمهيداً للاغلاق الكامل بعد ايجاد معبر جديد للإبل والبضائع السودانية إلى مصر.. وداعاً حلايب.. وإنا لفراقك لمحزونون، وللإنقاذ مهللون وشاكرون!!.
* عمود ( مناظير ) لزهير السراج نقلا عن السوداني
|
|
|
|
|
|