|
السيادة التي يتباكون عليها .. وغشوة الرئيس مبارك للخرطوم .
|
حينما اعلنت الامم المتحدة بأن قواتها سوف تحل محل القوات الافريقية في دارفور لما لها من امكانيات كبيرة وعتاد اكثر تطورا من الاخيرة .. من أجل حفظ أمن وأرواح اهلنا من نيران الجنجويد وغيرهم من المتحاربين لفشل القوات الافريقية في هذه المهمة .. انتهز نظامنا الانتهازي الانهزامي هذه الفرصة وسير المظاهرات وارتفعت الحناجر بأن دارفور سوف تكون مقبرة للامريكان (مع العلم بأنها قوات أمميه وليست أمريكية) بحجة التدخل الاجنبي وانتهاك السيادة الوطنية. ان السيادة الوطنية منتهكة بالاجنبي قبل ان تتدخل الامم المتحدة وقواتها في دارفور .. أليست القوات الافريقية اجنبية؟ أم هم في حسابات النظام غير أجانب (أولاد بلد) قوات الامم المتحدة في جبال النوبة منذ فترة وبالجنوب منذ اتفاقية السلام. وكلمة القوات الاجنبية لو فسرناها بمعناها الحرفي تعني اي جندي غير سوداني داخل الاراضي السودانية سواء كان ذلك بحجة حفظ السلام أو فض الاشتباك أو غيرها مادام غير سوداني . حكومتنا الرشيدة ونظامها من أجل بقائهم يعملون بعكس شعاراتهم ومبادئهم المعلنة (الغاية تبرر الوسيلة) .. في غشوة الرئيس مبارك الاخيرة للخرطوم وقبل وصوله بيوم وصلت طائرتان محملات بالجنود المصريين وبقوا في الخرطوم لمدة يوم وعاينو الطريق الذي سوف يسلكه رئيسهم من المطار وحتي القصر الجمهوري وفي اليوم التالي جاء الرئيس مبارك ومعه طائرتان مرافقتان لسيادته .. واصطف جنوده علي جانبي الطريق من المطار الي القصر .. نزل الرئيس مبارك من طائرته والي طالة المطار ومنها الي عربته المصفحة وبدلته الواقية من الرصاص والتي كانت بائنة للعيان من تحت البدلة الخارجية الي القصر الجمهوري واجتمع مع الرئيس البشير لمدة خمسة وخمسون دقيقة ومنها الي المطار . تري ماذا قال مبارك للبشير في هذا الاجتماع السريع .. وكان يمكن لسيادته ان يناقش ما دار فيه عن طريق الهاتف. ولماذا تكبد سيادته عناء السفر من أجل الــ 55 دقيقة اجتماع. وما هو سر الحراسة الشديدة وعدد الجنود الكبير في الوفد الرافق لسيادته؟ محبتي واحترامي
|
|
|
|
|
|