|
|
 ابو الغيط: نعم لم يتم الاتفاق على اليات الدعم المادي لدارفور!!
|
احمد ابو الغيط
نعم .. لم يتم الإتفاق على آليات للدعم المادي لدارفور
--------------------------------------------------------------------------------
حاوره : فتح الرحمن شبارقة
مقدرة خاصة يتميز بها وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في توصيل أرائه وأفكاره وإخفائها أحياناً، فهو رجل يجعل من اللغة وسيلة إيضاح وإخفاء في آن واحد تحدث الوزير بدبلوماسية عالية كادت تفسد الحوار أو أصابت شيئاً من ذلك :
«الرأي العام» جلست إليه في حوار قصير وشيق بمقر إقامته بفندق الهلتون قبيل مغادرته الخرطوم بدقائق، تناولت فيه عدداً من القضايا التي تتصل بالقمة العربية وما يتردد عن تراجع الدور المصري من الاسهام في الشأن السوداني إلى جانب تداعيات حادثة المهندسين فيما قطعت سيارات مراسم رئاسة الجمهورية التي وصلت إلى الهلتون لكي تقله إلى المطار الحوار قبل أن نتطرق إلى محور غياب مبارك عن القمة وما تردده مجالس الخرطوم في ذلك فإلى مضابط الحوار :
--------------------------------------------------------------------------------
= ما تقييمك لما خرجت به القمة من توصيات؟
- اعتقد أن القمة أدت الهدف المطلوب منها وهناك فهم خاطيء ان القمم عليها ان تصدر قرارات تاريخية وتتبنى مواقف مفصلية وليس بالضرورة الامر كذلك في كل قمة. فالقمم هذه تأكيد على رغبة العالم العربي والقادة العرب للإلتقاء الدوري لمناقشة مشاكل وشؤون الامة العربية ، من هنا فإذا كانت التحديات خطيرة وكبيرة فإن الإستجابة الى التحدي بقدر التحدي نفسه وإذا كانت القضايا قضايا مستمرة فيبقي رد الفعل مستمراً وهذه القمة لها سماتها.
= مقاطعة : ما هي سمات هذه القمة ؟
هناك حكومة إسرائيلية في طريق التشكيل وهناك حكومة فلسطينية تم تشكيلها ،هناك عملية سلام وبالتالي يجب أن تضع الامة العربية الإطار الذي تتصوره للتسوية ، ومن هنا جاءت القرارات الفلسطينية تعيد التأكيد على الأساسيات والثوابت العربية ، فيما يتعلق بالعراق هناك وضع عراقي مأساوي، قتلى في الشوارع ، قتال بين طوائف، قوات أجنبية وصعوبة في تشكيل حكومة جاءت نتيجة لإنتخابات لم تشكل بعد ، مفاوضات حول الشأن العراقي بين القوى الاجنبية ودول الجوار العراقي كلها عناصر كانت تتطلب قدراً من رد الفعل العربي في قرار خاص بالعراق.
ومسألة دارفور هناك الكثير من الاهتمام بها وكان رد فعل القمة أيضاً في هذا الصدد جديراً بالتقدير. هناك التحولات المؤسسية في أوضاع القمة مجلس السلم والأمن العربي كيفية اتخاذ القرار إتاحة الفرصة لرئيس البرلمان العربي لمخاطبة القمة كلها مسائل أعتقد أنها حققت الهدف منها.
= دعنا نتحدث السيد الوزير بلغة الربح والخسارة عن القمة ما هو أهم ما خسرته القمة وفي المقابل أهم ما ربحت فيه ؟
- لا يمكن القول من أن هناك خسائر من لقاء عربي ولكن هناك مجموعة من الإنجازات: التركيز على التعليم والتركيز على البحث العلمي والحاجة إلى تحقيق دفعة في الإصلاح كلها عناصر إيجابية. ومن يقرأ تقرير الامين العام للجامعة العربية للأعوام الخمسة الماضية ومن يستمع إلى خطاب الرئيس البشير يرى هناك رغبة شديدة في إحداث التقدم المطلوب في شأنه وبالتالي كلها أراها إحداث للتقدم، وحجم التقدم لا أستطيع أن أقيمه لك لأننا لا نقول حساباً وخسائر نستطيع أن نحدده بالكمية ولكن هناك توجهات طيبة.
= طيب إذا لم تكن هناك خسائر في القمة كما ذهبت ألم تكن هناك عقبات إعترضت سير القمة؟
- لا أعتقد أنه كانت هناك عقبات فقد كانت هناك نقاشات حول مسائل كثيرة تتطلب تباين التوجهات والتأكد من المسار ولكن لا أعتقد ان هناك خسائر ولا يمكن الحديث إلا عن قمة حققت الهدف منها في لقاء عربي شارك فيه عدد كبير من الملوك والرؤساء العرب وهذا في حد ذاته أمر طيب.
= كيف تنظر إلى إرجاء بعض الموضوعات التي كانت موضوعة على طاولة النقاش وكان مقرراً أن يكون هناك إتفاق بشأنها في القمة؟
مثل ماذا.. ؟
= محكمة العـــــــــدل العربية مثلا ..
رأى البعض أن محكمة العدل العربية قد يحتاج أمرها إلى بحث في مناهج مختلفة ولا يجب أن نضع أنفسنا في منهج واحد ثم الإتفاق عليه منذ العام 1945م مع إنشاء الجامعة العربية . فقد كلف الإجتماع الوزاري بالبحث في هذا الموضوع ولا ضرر في ذلك فتأجل الأمر.. سيدي مسألة محكمة العدل العربية مضى على عدم إنشائها ستون عاماً والمسألة ليست في هذه القمة أو لأن الأمر يمثل كارثة كبرى لأننا فشلنا.. أنتم تبحثون عن مسائل في حقيقة الامر غير موجودة.
= طيب ماذا تفعلون إذا رفض الاتحاد الافريقي مقترحات القمة العربية بشأن دارفور؟
- هذه مسألة سوف تحتاج إلى وقت لأن التمويل المشار إليه من أول أكتوبر القادم ومن هنا إلى اكتوبر نأمل أن يتم التوصل إلى إتفاق وإلى وقف إطلاق نار حقيقي وأن تبدأ مسألة حفظ السلام وبالتالي يقوى ذراع الاتحاد الافريقي ونستطيع من هناك أن نتحرك لتحقيق الآمال بالنسبة لشعب دارفور.
= يتحدث القرار عن إلتزام مادي تجاه القوات الافريقية في دارفور إبتداء من أكتوبر القادم ماذا إذا لم يتم التوصل إلى إتفاق في هذه الفترة أو دخلت قوات أممية إلى دارفور؟
قاطعني .. لا أستطيع الاجابة على سؤال إفتراضي مستقبلي دائماً أرغب في التحدث عن مسائل أستطيع أن أستشعرها.
= إذاً، إليك هذه المسألة التي تستطيع أن تستشعرها.. إلى أي مدى الدعم الذي قرر إلى دارفور هو ملزم ؟
هو قرار، سوف نرى كيفية تنفيذ هذا القرار في إطار جهد التسوية في دارفور.
= هل تم الاتفاق على آليات لهذا الدعم المادي لدارفور؟
- لا
= حسب ما توفر لديكم من معلومات لماذا إعتذرت المملكة العربية السعودية عن إستضافة القمة العربية القادمة؟
- لا أعلم ..لا أعلم .. لا أعلم.. لكن في الأصل هو إنعقاد القمم في دولة المقر والإستثناء هو في حالة رأت دولة أن لها رغبة في الإستضافة ، وربما رأت المملكة أن يفضل عقد الاجتماع في دولة المقر ونقبل بذلك بل على ذلك نرحب بعقد القمة القادمة في مصر.
= قبل إنطلاق هذه القمة كان هناك حديث عن قمة ثلاثية تضم (مبارك والبشير والقذافي) لماذا ألغيت هذه القمة؟
- نعم كانت هناك قمة مقررة ولكن لم تلغ هذه القمة، المسألة إن إرتباطات الزعماء الثلاثة لم تلتق لعقد القمة الثلاثية وبالتالي ولما لم يستطيعوا الإلتقاء قبل إنعقاد مجلس الامن والسلم الأفريقي عقد وتم التنسيق بين الوفود المصرية والسودانية والليبية وبالتالي لقاء الرؤساء الثلاثة لم يعد قائماً في لحظتها لكن الإحتمال قائم في أية لحظة لكي يجتمعوا سوياً مرة أخرى.
= يتحدث البعض عن تراجع للدور المصري عن الإسهام في الشأن السوداني؟
- «ليه» .. لدينا مشاركة في قوة حفظ السلام في جنوب السودان.. لدينا مراقبون في غرب السودان ، هناك نشاط مصري دبلوماسي وهناك رغبة في استثمارات مصرية ، وهناك شركات تعمل بشكل مشترك.
= مقاطعة.. ولكن هناك من يتحدث عن غياب مصري حتى في بعض المشاركات ذات الطابع الاحتفالي كتوقيع اتفاقية السلام وتدشين حكومة الوحدة الوطنية ؟
- أنا شاركت في التوقيع على إتفاق نيفاشا كشاهد ومصر هي الدولة العربية الوحيدة التي كانت شاهداً على إتفاق السلام بجوار الولايات المتحدة والنرويج والإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة فهذا تواجد مصري حقيقي. فمصر هي الدولة العربية الوحيدة الموجودة كمشارك في متابعة مفاوضات أبوجا وهناك ممثل خاص للرئيس مبارك هو السفير احمد حجاج الذي هو في هذه اللحظة موجود في أبوجا يتابع المفاوضات فكيف يكون هناك تصور بأن الإهتمام المصري بالسودان قد إنخفض وهناك...
= لننتقل إلى محور آخر.. هل أثرت حادثة المهندسين على العلاقة بين مصر والحركة الشعبية.؟
- حادث المهندسين هو حادث قتل فيه مصريون فأبناء السودان هم أبناء مصر ولايمكن ما حدث أن يرضي أحداً وقد أسى قلب المصريين جميعاً لما حدث ولكن في الحياة كثيراً ما يحدث من الأحداث ما لا يستطيع الإنسان أن يسيطر عليها ، بمعنى عندما تكون هناك عاصمة في أحد اكبر ميادينها بهذا الوضع وينتهي تفريق الإعتصام عن طريق إطلاق بعض مدافع المياه فيجري المعتصمون «ويدوسوا» بعضهم البعض فيسقط هؤلاء الضعفاء من النساء والاطفال هذا أمر يدمي قلب كل مصري ولا أتصور أن هناك مصرياً واحداً إلا ونام غاضباً في تلك الليلة ولكن يحدث في الحياة ما يحدث..
= مقاطعة : عفواً ولكن لم تتحدث عن تأثير ذلك على العلاقات فقد تم إغلاق القنصلية المصرية في جوبا في أعقاب تلك الأحداث..؟
- قاطعني .. القنصلية المصرية سوف تتواجد قريباً على أرض السودان مرة أخرى والقنصل المصري العامل في جوبا سوف يعود قريباً للغاية وأستطيع أن أؤكد أن برامج التنمية والمساعدة المصرية لجنوب السودان سوف تنشط بشكل فعال للغاية خلال الأسابيع والشهور القليلة القادمة.
نقلاً عن صحيفة الراي العام السودانية
|
|
 
|
|
|
|
nashaat elemam
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست