العين والحسد!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 01:22 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-30-2006, 08:18 AM

سامى عبد الوهاب مكى
<aسامى عبد الوهاب مكى
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4971

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
العين والحسد!!

    نظرة شرعية و بحث كامل عن:
    العين ..الحسد.. تعريفهم، حكمهم، آثارهم، أسبابهم وألعلاج
    اجري البحث اخوكم خالد محمد

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

    جعل الله المحبة الخالصة بين المسلمين هي أوثق عرى المحبة في الله، وجمع المتحابين تحت ظلال عرشه، ووثق الإسلام بذلك بوجوب المحافظة على مال المسلم وعرضه ونفسه، بأن لا يصيبه أذى ولا يُمس بسوء.
    ولكن تبحر بعض النفوس في مياه آسنة، تتشفّى ممن أنعم الله عليهم ورزقهم من خيره بالحقد والحسد، فيثمر ثمراً خبيثاً غيبةً ونميمةً واستهزاء وغيرها. ولا يخلو مجتمع من تلك النفوس الدنيئة. لذلك كان لزاماً علينا معشر الدعاة أن نطرح مثل هذه المواضيع التي انتشرت في المجتمع الإسلامي بل في الأوساط الشبابية بل حتي حلق التحفيظ فقد يحسد الشاب أخاه على حسن صوته أو لحفظه الجيد أو لعبادته.

    تعريف العين: هي النظرة ينظرها الإنسان لغيره إما حقدًا أو حسدًا لزوال النعمة عنه وهذا الحسد المذموم وهو لا يكون إلا من نفس خبيثة وإما إعجابًا ودهشة وهذا يحدث من أي شخص حتى لو كان من الصالحين. قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( إن طبائع الناس تختلف ، فقد يكون ذلك من سم يصل من عين العائن في الهواء إلى بدن المعيون ، وقد نقل عن بعض من كان معيانا أنه قال : إذا رأيت شيئا يعجبني وجدت حرارة تخرج من عيني (

    اقسام العين

    الإصابة بالعين إما أن تكون من عين إنسية أو عين من الجن ، فالجن يصيبون بالعين كإصابة الإنس أو أشد ، ففي سنن النسائي عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ عليه الصلاة والسلام يَتَعَوَّذُ مِنْ عَيْنِ الْجَانِّ وَعيْنِ الإنسِ فَلَمَّا نَزَلَتِ الْمُعَوِّذَتَانِ أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ مَا سِوَى ذَلِكَ . وتنقسم العين الى ثلاثة أقسام ، وهذا تقسيم افتراضي وليس قطعي (تقسيم الرقاة) :


    العين المعجبة :
    إن النفس إذا ما أفرطت في الإعجاب بنعمة من النعم أثرت فيها وأفسدتها بإذن الله تعالى ما لم يبرك صاحبها ، يقول تعالى في سورة الكهف: } وَلَوْلآ إِذْ دَخَلْتَ جَنّتَكَ قُلْتَ مَا شَآءَ اللّهُ لاَ قُوّةَ إِلاّ بِاللّهِ إِن تَرَنِ أَنَاْ أَقَلّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً { ، ويقول عليه الصلاة والسلام ( إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ فَلْيَدْعُ لَهُ بِالْبَرَكَةِ) جزء من حديث رواه أبن ماجة .
    يقول ابن حجر : أن العين تكون مع الإعجاب ولو بغير حسد ولو من الرجل المحب ومن الرجل الصالح ، وإن الذي يعجبه الشيء ينبغي أن يبادر إلى الدعاء للذي يعجبه بالبركة فيكون ذلك رقية منه أ.هـ.
    وهي ايضا عين انسيه مصاحبه لنفس شيطانيه فهي يصاحبها نوع من انواع المس فعندما تقراء علي المريض يتكلم الجان ويخبرك انه اتي عن طريق عين وعين العجب هي اقل درجه من المهلكه والمعطبه وقريبه من النفس المعطبه ولكن خطرها اقل بكثير من المهلكه والمعطبه فهي تاتي من انسان حاقد ولا يقنع مما اتاه الله من خير فمريض النفس (( عين العجب )) يشعر بالام في الجسم وقد تكون في يوم محدد او يوم في شهر اويوم في سنه او يكون المريض عليل دائما من الم معين او فشل دائم في دراسه اوعمل الي اخ....
    وعند الحافظ بن عساكر عن علي رضي الله عنه أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فوافقه مغتما فقال يا محمد ما هذا الغم الذي أراه في وجهك؟ قال "الحسن والحسين أصابتهما عين" قال صدق بالعين فإن العين حق أفلا عوذتهما بهؤلاء الكلمات؟ قال "وما هن يا جبريل؟" قال: قل اللهم ذا السلطان العظيم والمن القديم ذا الوجه الكريم ولي الكلمات التامات والدعوات المستجابات عاف الحسن والحسين من أنفس الجن وأعين الإنس فقالها النبي صلى الله عليه وسلم فقاما يلعبان بين يده فقال النبي صلى الله عليه وسلم "عوذوا أنفسكم ونساءكم وأولادكم بهذا التعويذ فإنه لم يتعوذ المتعوذون بمثله"
    وعند مسلم في صحيحه عنَ جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ يَقُول رَخَّصَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لآلِ حَزْمٍ فِي رُقْيَةِ الْحَيَّةِ وَقَالَ لأَسمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ مَا لِي أَرَى أَجْسَامَ بَنِي أَخِي ضَارِعَةً تُصِيبُهُمُ الْحَاجَةُ قَالَتْ لا وَلَكِنِ الْعَيْنُ تُسْرِعُ إِلَيْهِمْ قَالَ ارْقِيهِمْ قَالَتْ فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ ارْقِيهِمْ.
    العين الحاسدة :
    تخرج العين من نفس حاسدة خبيثة ، خبيث صاحبها ، وهي في الأصل تمني زوال النعمة التي أنعم الله بها على المحسود , يقول الله تعالى : } وَدّ كَثِيرٌ مّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدّونَكُم مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفّاراً حَسَداً مّنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مّن بَعْدِ مَا تَبَيّنَ لَهُمُ الْحَقّ { [البقرة: 19] .
    العين القاتلة ( السمية أو النارية ) :
    تخرج العين من العائن إلى المراد إعانته بقصد الضرر ، قال الكلبي : كان رجل من العرب يمكث لا يأكل يومين أو ثلاثة ، ثم يرفع جانب من خبائه فتمر به النعم فيقول : ما رعى اليوم إبل ولا غنم أحسن من هذه ، فما تذهب إلا قريبا حتى يسقط منها طائفة ، فسأل الكفار هذا الرجل أن يصيب رسول الله عليه الصلاة والسلام بالعين ويفعل به مثل ذلك ، فعصم الله تعالى نبيه وانزل قوله تعالى: }وَإِن يَكَادُ الّذِينَ كَفَرُواْ لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمّا سَمِعُواْ الذّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنّهُ لَمَجْنُونٌ{ أ.هـ.
    وعند أحمد عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( إِنَّ الْعَيْنَ لَتُولِعُ بِالرَّجل بِإِذْنِ اللَّهِ حَتَّى يَصْعَدَ حَالقًا ثُمَّ يتَرَدَّى مِنْه) . فقد يصاب الإنسان بعين سمية في رأسه فتتلف خلايا مخه فيصاب بالجنون ، أو قد يصاب الإنسان بعين سمية في نفسيته فيجهد من الضيق والحزن والكآبة وتضيق عليه الأرض بما رحبت فمثل هذا يخشى عليه من الانتحار والعياذ بالله .
    يقول ابن القيم في كتابه بدائع الفوائد عندما تعرض لتفسير سورة الفلق : فلله كم من قتيل وكم من سليب وكم من معافى عادى مضني على فراشه يقول طبيبه لا أعلم داءه ما هو ، فصدق ليس هذا الداء من علم الطبائع ، هذا من علم الأرواح وصفاتها وكيفيتها ومعرفة تأثيراتها في الأجسام والطبائع وانفعال الأجسام عنها وهذا علم لا يعرفه إلا خواص الناس والمحجوبون منكرون له أ.هـ قال الحافظ أبو بكر البزار في مسنده عن جابر بن عبدالله عن أبيه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (أكثر من يموت من أمتي بعد كتاب الله وقضائه وقدره بالأنفس) قال البزار يعني العين .
    ويؤدي هذا النوع من أنواع العين لقتل المعين بسبب التأثير الشديد الحاصل نتيجة العين السمية ، أو إحداث أمر لا يمكن تداركه أو علاجه ، بحيث تؤدي إلى حدوث تلف شديد في مناطق حساسة في الجسد ويكون نتيجتها الحتمية الوفاة ، وقد ثبت من حديث جابر وأبي ذر - رضي الله عنهما - قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( العين تدخل الرجل القبر، وتدخل الجمل القدر ) ( صحيح الجامع 4144 ، السلسلة الصحيحة 1249 )
    : جاء في مسند الإمام أحمد عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ وَسَارُوا مَعَهُ نَحْوَ مَكَّةَ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِشِعْبِ الْخَزَّارِ مِنَ الْجُحْفَةِ اغْتَسَلَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ وَكَانَ رَجُلا أَبْيَضَ حَسَنَ الْجِسْمِ وَالْجِلْدِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ أَخُو بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَهُوَ يَغْتَسِلُ فَقَالَ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ وَلا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ فَلُبِطَ سَهْلٌ فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ لَكَ فِي سَهْلٍ وَاللَّهِ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَمَا يُفِيقُ قَالَ هلْ تَتَّهِمُونَ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ قَالُوا نَظَرَ إِلَيْهِ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامِرًا فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ وَقَالَ عَلامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ هَلا إِذَا رَأَيْتَ مَا يُعْجِبُكَ بَرَّكْتَ ثُمَّ قَالَ لَهُ اغْتَسِلْ لَهُ فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ وَمِرْفَقَيْهِ وَرُكْبَتَيْهِ وَأَطْرَافَ رِجْلَيْهِ وَدَاخِلَةَ إِزَارِهِ فِي قَدَحٍ ثُمَّ صُبَّ ذَلِكَ الْمَاءُ عَلَيْهِ يَصُبُّهُ رَجُلٌ عَلَى رَأْسِهِ وَظَهْرِهِ مِنْ خَلْفِهِ يُكْفِئُ الْقَدَحَ وَرَاءَهُ فَفَعَلَ بِهِ ذَلِكَ فَرَاحَ سَهْلٌ مَعَ النَّاسِ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وفي رواية قَالَ فَضَرَبَ صَدْرَهُ بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُ حَرَّهَا وَبَرْدَهَا وَوَصَبَهَا قَالَ فَقَامَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ أَوْ مِنْ نَفْسِهِ أَوْ مِنْ مَالِهِ مَا يُعْجِبُهُ فَلْيُبَرِّكْهُ فَإِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ .
    وفي رواية عند مالك في الموطأ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يَقُولُ اغْتَسَلَ أَبِي سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ بِالْخَرَّارِ فَنَزَعَ جُبَّةً كَانَتْ عَلَيْهِ وَعَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ يَنْظُرُ قَالَ وَكَانَ سَهْلٌ رَجُلا أَبْيَضَ حَسَنَ الْجِلْدِ قَالَ فَقَالَ لَهُ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ وَلا جِلْدَ عَذْرَاءَ قَالَ فَوُعِكَ سَهْلٌ مَكَانَهُ وَاشْتَدَّ وَعْكُهُ فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأُخْبِرَ أَنَّ سَهْلا وُعِكَ وَأَنَّهُ غَيْرُ رَائِحٍ مَعَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ سَهْلٌ بِالَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِ عَامِرٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ ألا بَرَّكْتَ إِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ تَوَضَّأْ لَهُ فَتَوَضَّأَ لَهُ عَامِرٌ فَرَاحَ سَهْلٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ .
    والنفس المعطبه
    يصاحبها ايضا تلبس من الجان ولكن ضررها اقل من النفس المهلكه وهي تعطل الجزء الذي تصيبه باذن الله ، فمثلا اذا اصيب شخص بالعين في يده فانها تشل اليد واذا اصاب العين في الرجل فانها تشل واذا اصاب العين في الجسد فانه يشل كامل الجسد
    فهناك اناس لايخافون الله ولايتقوه عندما يرون شيء يعجبهم لا يذكرون الله فحسبنا الله ونعم الوكيل
    (( وقال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ ألا بَرَّكْتَ إِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ ))
    فارجو من كل مبتلي بهذه النفس ان يحتسب الاجر عند الله وان يتوكل علي الله فالله هو الشافي والمعافي
    العين المعطلة ( المتلف
    أ )- العين المعطلة نتيجة التعرض لأسباب حسية : ويؤدي هذا النوع إلى تعطيل أبدي للعضو نتيجة التعرض لسبب حسي معين ، ومثال ذلك أن يصاب الإنسان بالعمى نتيجة تعرضه لحادث معين بسبب الإصابة بالعين ، وهذا النوع من أنواع العين لا تفلح معه الرقية الشرعية بسبب الآثار التي تتركها العين والتي لا يمكن تدارك نتائجها أو علاجها

    ب )- العين المعطلة دون التعرض لأية أسباب حسية معينة : وهذا النوع يتأتى فجأة دون أن يتعرض الإنسان لأية أسباب حسية محددة ، ومثال ذلك الإصابة بالعمى أو الشلل وعند إجراء الفحوصات الطبية اللازمة لا تتبين أية أسباب عضوية معينة لذلك ، وهذا النوع تنفعه الرقية الشرعية بإذن الله تعالى إن لم تصل درجة العين وقوتها إلى حد العين السمية والله تعالى أعلم

    3)- العين المؤثرة بتأثير مرضي :-

    وهذا النوع من أنواع العين يؤدي للإصابة بالأمراض المتنوعة ، وقد تظهر بعض أعراض تلك العين على المريض ، فقد ثبت من حديث جابر بن عبدالله – رضي الله عنه – قال : ( رخص النبي صلى الله عليه وسلم لآل حزم في رقية الحية، وقال لأسماء بنت عميس : ( مالي أرى أجسام بني أخي ضارعة تصيبهم الحاجة ) قالت : لا، ولكن العين تسرع إليهم ، قال : ( ارقيهم ) قالت : فعرضت عليه فقال : ( ارقيهم ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب السلام ) ، وقد ثبت من حديث أم سلمة – رضي الله عنها – زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجارية في بيت أم سلمة رأى بوجهها سفعة : ( استرقوا لها فإن بها النظرة ) ( متفق عليه )
    وهذا يؤكد أن آثار العين قد تظهر على المعين وتسبب له الأمراض والأسقام
    سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين السؤال التالي : ( هل النسيان والصداع والدوخة والنزيف والإسقاط وغيرها لها علاقة بالعين أو الحسد أو السحر ؟

    فأجاب – حفظه الله - : ( هذه الأمراض معتادة وتحدث كثيراً ، ويتولى علاجها الأطباء والممرضون ، ويحصل الشفاء منها بإذن الله بواسطة العقاقير والأدوية ، فمن وقعت به هذه الأمراض فإن عليه مراجعة الأطباء والمستشفيات ، وهم يعرفون هذه الأدواء ويتولون علاجها ، ومع ذلك فيمكن أن تحدث كلها أو بعضها بسبب عين أو سحر ، بحيث أن العائن يصيب المعين ويحسده على قوة الذاكرة فيحدث معه النسيان ، ويحسده على النشاط والصحة فيحدث له الصداع والدوخة ، ويحسد المرأة على الحمل فيحدث معها الإسقاط ، وكذا قد يعمل الساحر فيسلط شيطانه على إنسان فيصاب بمثل هذه الأمراض ، أو على امرأة فيسقط حملها ، وعلاج ذلك كغيره من علاج المعين والمريض بالسحر والحسد ونحوه كما هو معلوم ) ( المنهل المعين في إثبات حقيقة الحسد والعين – ص 86 )

    يقول الشيخ عطية محمد سالم – رحمه الله - : ( ولما كانت الإصابة بالعين من أخطر الأمراض كما قيل ، إنها تورد البعير القدر ، وتدخل الرجل القبر ، وتشترك إصابات " العين " مع الأمراض التي تصيب الإنسان على اختلاف أنواعها وتفاوت آثارها وقد وجدت النصوص في الوقاية منها عند التخوف من وقوعها ، والعلاج من إصابتها بعد وقوعها ) ( العين والرقية والاستشفاء من القرآن والسنة – ص 5 )

    ومما لا شك فيه أن بعض الأمراض المعروفة اليوم قد يكون سببها الإصابة بالعين والحسد ، ويستغرب الكثيرون من تلك الحقيقة ، بل قد يقدح بعض الأطباء المتخصصين في ذلك ، وقد يصل الأمر بهم درجة القذف والتهجم واعتبار ذلك الكلام من الهرطقات والخزعبلات ، وادعاء أن العلم يقف ضد ذلك بل ويحاربه ، معتمدين بذلك على الدراسة النظرية والعملية وكافة الأساليب والوسائل التقنية الحديثة التي توصل إليها الطب الحديث وأهله ، ومع كل ذلك فلا بد من الإقرار والإذعان لهذه الحقيقة الهامة ، وقد قررت النصوص الحديثية ذلك قبل ألف وأربعمائة سنة حيث ثبت من حديث جابر – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين ) ( حديث حسن – صحيح الجامع 126 ، السلسلة الصحيحة 747 )

    إن انتشار الأمراض المتنوعة والخطيرة وموت الكثيرين من الناس نتيجة لذلك لا يعني مطلقا أن كافة هذه الأمراض أمراض عضوية بحتة ، فقد تكون بعض تلك الأمراض نتيجة التعرض للإصابة بالعين والحسد ، ولم يقرر الطب التخصصي بكافة فروعه وأقسامه في يوم من الأيام أن فلانا قد مات نتيجة للإصابة بداء العين والحسد ، وهذا الكلام لا يعني مطلقا أن كافة الأمراض الموجودة على الساحة اليوم تعزى نتيجتها للإصابة بهاذين الداءين العظيمين ، فلا إفراط ولا تفريط ، بل إن الواجب الشرعي يحتم اتخاذ كافة الأسباب الشرعية والحسية المباحة للاستشفاء من كافة الأمراض على اختلاف أنواعها ومراتبها ، ومن ثم فلا بد من الاعتراف بهذه الحقيقة الهامة التي سوف توفر الفرصة المواتية لعلاج كافة الأمراض سواء كانت عضوية أو روحية عن طريق مراجعة المصحات والمستشفيات والأطباء المتخصصين ، وكذلك اللجوء للرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة ، والتيقن بأن الشفاء من الله سبحانه وتعالى وحده
    ويقسم هذا النوع من أنواع العين إلى قسمين :-

    أ - العين المؤثرة بالأمراض العضوية المعروفة :

    وهذا النوع من أنواع العين يؤدي إلى أمراض عضوية تحدد وتشخص من قبل الأطباء والمتخصصين وتكون معروفة لديهم كمرض السرطان والسل ونحو ذلك من أمراض متنوعة أخرى ، ويكون الأصل في هذه الأمراض نتيجة التعرض للإصابة بالعين والحسد ، ويقسم هذا النوع إلى الأنواع التالية :-

    1)- العين المؤثرة بالآلام والأسقام :-

    أ- العين المؤثرة بألم عضوي ذا تأثير كلي : وفيه يتعرض المعين لأمراض وآلام تصيب جميع أنحاء الجسد ، ويشعر من خلال ذلك بالتعب والإرهاق والخمول وعدم القدرة على القيام بالأعمال الدورية المعتادة

    ب- العين المؤثرة بألم عضوي ذا تأثيرجزئي : وفيه يتعرض المعين لمرض يتركز في جهة محددة من الجسد ، وله أعراض معينة ، وعند قيام المريض بالفحص الطبي يتبين وجود أسباب طبية نتيجة لتلك المعاناة

    ج- العين المؤثرة بألم عضوي متنقل : وفيه يتعرض المعين لأمراض وآلام متنقلة في جميع أنحاء الجسد ، فتارة يشعر بألم في الرأس وتارة أخرى يشعر بألم في المفاصل وهكذا

    2)- العين المؤثرة بإحداث تشنجات عصبية : وتنقسم إلى قسمين :-

    أ- العين المؤثرة بإحداث تشنجات عصبية قصيرة الأمد : وفيه يتعرض المعين من فترة لأخرى لتشنجات عصبية دون أن تحدد بزمان أو مكان ، وتستمر تلك التشنجات لفترات قصيرة الأمد نسبيا ، وقد ترتبط تلك التشنجات أحيانا مع المؤثرات الاجتماعية للمريض كالغضب والفرح ونحوه ، وتعتمد تلك التشنجات في قوتها على قوة العين والحسد

    ب- العين المؤثرة بإحداث تشنجات عصبية طويلة الأمد : وفيه يتعرض المعين من فترة لأخرى لتشنجات عصبية دون أن تحدد بزمان أو مكان ، وتستمر تلك التشنجات لفترات طويلة نسبيا ، وقد ترتبط تلك التشنجات أحيانا مع المؤثرات الخارجية للمريض كما أشرت في الفقرة السابقة ، وتعتمد تلك التشنجات في قوتها على قوة العين والحسد

    3)- العين المؤثرة في تعطيل الحواس العضوية : وتنقسم إلى قسمين :-

    أ )- العين المؤثرة في تعطيل الحواس العضوية الدائم : يتعرض المعين من خلال هذا النوع لتعطيل الحواس الخاصة بالسمع والإبصار والشم تعطيلا دائما ، فلا تعود تلك الحواس للمعين إلا بعد انتهاء العين وشفاء المريض بإذن الله تعالى

    ب)- العين المؤثرة في تعطيل الحواس العضوية المؤقت : يتعرض المعين من خلال هذا النوع لتعطيل الحواس الخاصة بالسمع والإبصار والشم تعطيلا مؤقتا ، ويتقلب الحال من وقت إلى وقت ومن زمن إلى زمن

    4)- العين المؤثرة بالشلل العضوي : وتنقسم إلى :-

    أ)- العين المؤثرة بالشلل العضوي الكلي : يتعرض المعين من خلال هذا النوع لشلل عضوي كلي في جميع أنحاء الجسد ، فلا يستطيع المريض الحراك مطلقا ، ولا تعود له عافيته إلا بعد انتهاء العين بإذن الله تعالى

    ب)- العين المؤثرة بالشلل العضوي الجزئي : يتعرض المعين من خلال هذا النوع لشلل عضوي جزئي يختص بمنطقة معينة كاليد أو القدم أو الرأس ونحوه ، ويبقى العضو معطلا فترة من الزمن ثم يعود إلى سابق عهده ، وتنتهي المعاناة بإذن الله تعالى عند انتهاء العين

    ج)- العين المؤثرة بالشلل العضوي المتنقل : يتعرض المعين من خلال هذا النوع لشلل عضوي جزئي متنقل ، فتارة يصيب الشلل منطقة اليد ، وتارة أخرى منطقة القدم وهكذا ، ولا ينقطع هذا الأمر إلا بعد انتهاء العين بإذن الله تعالى

    5)- العين المؤثرة بالخمول : وتنقسم إلى قسمين :-

    أ)- العين المؤثرة بالخمول الدائم : يتعرض المعين من خلال هذا النوع لخمول دائم ينتاب جميع أنحاء الجسم ، فيشعر المريض دائما بالفتور والخمول وعدم القدرة على العمل أو ممارسة أي نشاط يذكر

    ب)- العين المؤثرة بالخمول المؤقت : يتعرض المعين من خلال هذا النوع لخمول مؤقت ينتابه بعض الفترات وتتراوح نسبة ذلك الخمول بحسب قوة العين وتأثيرها ، فيشعر المريض أحيانا بالفتور والخمول وعدم القدرة على العمل أو ممارسة أي نشاط يذكر ، وتارة أخرى يكون نشيطا قويا يعيش كأي إنسان طبيعي آخر

    6)- فصل في:العين المؤثرة في حصول الاستحاضة(وهي ركْضَة من رَكَضَات الشيطان( : يصيب هذا النوع النساء
    للمستحاضة ثلاث حالات :
    الحالة الأولى : أن يكونَ لها حيض معلوم قبل الاستحاضة فهذه ترجع إلى مدة حيضها المعلوم السابق فتجلس فيها ويثبت لها أحكام الحيض ، وما عداها استحاضة ، يثبت لها أحكام المستحاضة .
    الفرق بين الحيض والاستحاضة
    دم الحيض يتميّز عن دم الاستحاضة بثلاثة أشياء :
    برائحته
    وبلونه
    وبكثافته
    وبما يُصاحبه من آلام
    مثال ذلك امرأة كان يأتيها الحيض ستة أيام من أول كل شهر ، ثم طرأتْ عليها الاستحاضة فصار الدم يأتيها باستمرار ، فيكون حيضُها ستة أيام من أول كل شهر ، وما عداها استحاضة لحديث عائشة ( رضي اللّه عنها ): أن فاطمة بنت أبي حبيش قالت : " يا رسول اللّه ، إني أستحاض فلا أطهر أفأدع الصلاة ؟ قال : لا . إن ذلك عِرْق ، ولكن دَعي الصلاة قدْرَ الأيام التي كنت تحيضينَ فيها ثم اغتسلي وصلى . رواه البخاري ، وفي صحيح مسلم :
    أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأم حبيبة بنت جحش : ( إمكُثي قدْر ما كانت تحبسُك حيضتك ثم اغتسلي وصلي ) . فعلى هذا تجلسُ المستحاضة التي لها حيض معلوم قدر حيضها ثم تغتسلُ وتصلي ولا تُبالي بالدم حينئذ .
    الحالة الثانية : أن لا يكون لها حيض معلوم قبل الاستحاضة بأن تكون الاستحاضة مستمرة بها من أول ما رأت الدم من أول أمرها ، فهذه تعمل بالتمييز فيكون حيضها ما تميز بسواد أو غِلْظَة أو رائحة يثبْتُ له أحكام الحيض ، وما عداه استحاضة يثبتُ له أحكام الاستحاضة .
    مثال ذلك امرأة رأتْ الدم في أول ما رأتهُ ، واستمر عليها لكن تراهُ عشرة أيام أسْوَد وباقي الشهر أحمر . أو تراهُ عشرة أيام غَليظًا وباقي الشهر رقيقًا . أو تراهُ عشرة أيام له رائحة الحيض وباقي الشهر لا رائحة له فحيضها الأسود في المثال الأول والغليظ في المثال الثاني ، وذو الرائحة في المثال الثالث ، وما عدا ذلك فهو استحاضة لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لفاطمة بنت أبي حبيش : إذا كان دم الحيضة فإنه أسودَ يُعْرَفُ ، فإذا كان ذلك فأمسكي عن الصلاة فإذا كان الآخر فتوضئي وصليِّ ؛ فإنما هو عِرْق . [ رواه أبو داود والنسائي ، وصححه ابن حبان والحاكم ] . وهذا الحديث وإن كان في سنده ومتنه نظر فقد عَمِلَ به أهل العلم - رحمهم اللّه - ، وهو أوْلى من ردِّها إلى عادة غالب النساء .
    الحالة الثالثة : ألا يكونَ لها حيض معلوم ولا تمييز صالح بأن تكونَ الاستحاضة مستمرة من أول ما رأتْ الدم ودمها على صفة واحدة أو على صفات مضطربة لا يمكنُ أن تكونَ حيضًا ، فهذه تعملُ بعادة غالب النساء فيكونَ حيضها ستة أيام أو سبعة من كل شهر يبتدئ من أول المدة التي رأت فيها الدم ، وما عداه استحاضة .
    مثال ذلك أن ترى الدم أول ما تَرَاهُ في الخامس من الشهر ويستمر عليها من غير أن يكون فيه تمييز صالح للحيض لا بلون ولا غيره فيكون حيضُها من كل شهر ستة أيام أو سبعة تَبتْدئ من اليوم الخامس من كل شهر . لحديث حمنة بنت جحش ( رضي اللّه عنها ) أنها قالت : " يا رسول اللّه : إني أستحاضُ حيضةً كبيرة شديدة فما ترى فيها قد منعتني الصلاة والصيام ، فقال . أنعتُ لك ( أصفُ لك استعمال ) الكرسف ( وهو القطن ) تضعينه على الفرج ، فإنه يذهب الدم ، قالت : هو أكثر من ذلك . وفيه قال : إنما هذا ركْضَة من رَكَضَات الشيطان فتحيضي ستة أيام أو سبعة في علم اللّه تعالى ، ثم اغتسلي حتى إذا رأيتِ أنك قد طهُرت واستنقيت فصلي أربعًا وعشرين أو ثلاثًا وعشرين ليلة وأيامها وصومي . [ الحديث رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه ، ونقل عن أحمد أنه صححه ، وعن البخاري أنه حسنه ] .
    وقوله - صلى الله عليه وسلم - ستة أيام أو سبعة ليس للتخيير وإنما هو للاجتهاد فتنظر فيما هو أقرب إلى حالها ممن يشابهها خَلْقَةً ويقاربها سنا ورُحْمًا وفيما هو أقرب إلى الحيض من دمها ، ونحو ذلك من الاعتبارات فإن كان الأقرب أن يكون ستة جعلته ستة وإن كان الأقرب أن يكونَ سبعة جعلته سبعة .

    ب - العين المؤثرة بالأمراض العضوية غير المعروفة :

    وطبيعة هذه الأمراض أنها لا تشخص من قبل الأطباء ولا يقفوا على الأسباب الحقيقية ورائها ، وهنا لا بد من الإشارة لنقطة هامة جدا وهي أن بعض الأمراض لم يقف الطب على حقيقتها ومعرفة أسبابها لعدم توفر الإمكانات الطبية أو العلمية المتاحة لاكتشافها والوقوف على حقيقتها ، والمقصود من الكلام السابق أن كل مرض لم يقف الطب على حقيقته لا يعني مطلقا أنه تأتى بسبب الإصابة بالعين والحسد ، ومن هنا كان الواجب يحتم الدراسة العلمية الموضوعية المستفيضة للحالة للوقوف على الأسباب الرئيسة للمعاناة والألم والاهتمام بالجانب الديني والمتمثل في الرقية الشرعية ، وكذلك التركيز على الجوانب الطبية الأخرى في الاستشفاء والعلاج ، ومن هنا يكتمل البحث والدراسة في الأسباب الشرعية والحسية التي تسعى بمجملها لتقديم جل ما تستطيع لخدمة الإسلام والمسلمين وتحقيق المصلحة الشرعية من وراء ذلك
    وتقسم تلك الأمراض إلى قسمين :-

    1)- العين المؤثرة بالأمراض العضوية ذات التأثير الكلي الدائم :-

    ويؤدي هذا النوع من أنواع العين للآلام والأوجاع المستمرة والعامة في جميع أنحاء الجسد ، وقد تتنقل تلك الآلام من عضو لآخر دون تحديد وتشخيص أعراضها من الناحية الطبية

    2)- العين المؤثرة بالأمراض العضوية ذات التأثير الجزئي الدائم :-

    وتؤدي للآلام والأوجاع المستمرة ولكنها تختص بعضو من أعضاء الجسم البشري ، وكذلك لا يتم تشخيص تلك الأعراض من الناحية الطبية

    4)- العين السببية الوقتية :-

    وهذا النوع من أنواع العين يصيب الإنسان بسبب مظهره ونشاطه وحركته ، ويقسم إلى قسمين :-

    أ - عين تأثير سببي وقتي تتعلق بالعمل والفعل :-

    ويؤثر هذا النوع على عمل وفعل المصاب ، ويتعلق بجانب معين في حياة المعين ، دون ظهور أية آثار جانبية أخرى متعلقة بحياته العامة أو الخاصة ، وتلك بعض النماذج على هذا النوع من أنواع العين :-

    * تؤدي للصدود عن الدراسة والمذاكرة بسبب التفوق الدراسي ، وتتعلق بهذا الجانب في حياة المعين دون أن تترك أية آثار جانبية أخرى تتعلق بحياته الزوجية أو الأسرية ونحوه

    * تؤدي لكراهية التدريس وكراهية كل ما يتعلق بهذا الجانب ، بسبب النشاط والجد والمثابرة دون أن يتعدى ذلك الأثر الجوانب الأخرى في حياة المريض كما أشرت في النقطة السابقة

    * تؤدي لكراهية المنزل ، والشعور بضيق شديد أثناء التواجد فيه ، بسبب التصميم والديكور والأثاث ونحوه ، وكذلك يكون التأثير متعلقا فقط بهذا الجانب دون التأثير على الجوانب الأخرى

    ب - عين تأثير سببي وقتي تتعلق بالمظهر والشكل :-

    ويؤثر هذا النوع على مظهر أو شكل المصاب ، دون التأثير على المظاهر الأخرى ، بسبب أن العين قد أصابت هذا المظهر دون غيره من المظاهر الأخرى ، كالجمال أو نعومة الشعر ونحوه ، وتلك بعض النماذج على هذا النوع من أنواع العين :-

    * تؤدي لكراهية لبس الحلي خاصة الذهب بالنسبة للنساء وعدم القدرة على فعله ، وحال القيام بذلك فقد يؤدي لتقرحات شديدة ، أو ضيق شديد في الصدر ، وتشعر المرأة معها بعدم ارتياح ، ولا ينفك عنها ذلك الشعور إلا بخلعها لتلك الحلي الذهبية ، أو قد يؤدي ذلك لفقدانها أو كسرها أو تلفها ، وقد يحصل كل ذلك بسب ظهور المرأة متزينة
    بالحلي بشكل ملفت للنظر

    * تؤدي لعدم القدرة على إرضاع المولود ، أو عدم قبول المولود الرضاعة من الأم ، بسبب قيامها بذلك أمام بعض النسوة

    * تؤدي لتساقط الشعر ، وأحيانا قد يؤدي للصلع ، خاصة عند بعض النساء ممن اشتهرن بنعومة شعورهن وجماله وطوله

    مع الأخذ بعين الاعتبار مراجعة المستشفيات والمصحات والأخصائيين لإجراء كافة الفحوصات الطبية اللازمة لتحليل تلك الأعراض والوقوف على حقيقتها وأسبابها الرئيسة ، وقد تكون الأسباب الخاصة بالحالة المرضية متعلقة بأمراض طبية ، ومن هنا كان لا بد للمعالج من الاهتمام غاية الاهتمام بكافة الجوانب المتعلقة بالحالة ودراستها دراسة علمية موضوعية مستفيضة ليستطيع أن يقوم بعمله على الوجه المطلوب

    5)- العين أو النفس العارضة ( الإعجاب - الغبطة ) :-
    وهذا النوع من أنواع العين عادة ما يصيب الإنسان أو الأمور العينية كالبيت والسيارة ، وما يميز ذلك النوع أن العائن لا يتمنى ولا يقصد زوال النعمة للشيء المعين ، بقدر إعجابه وحبه لتملكه فتقع العين ويقع تأثيرها بإذن الله سبحانه وتعالى

    قال الألوسي : ( ويطلق الحسد على الغبطة مجازاً ، وكان ذلك شائعاً في العرف الأول ) ( روح المعاني – تفسير سورة الفلق )

    قال الأصفهاني مبيناً الفرق بين الغبطة والمنافسة : ( فمجرد تمني مثل خير يصل إلى غيره فهو غبطة ، وإن زاد على التمني بالسعي لبلوغ مثل ذلك الخير أو ما فوقه فمنافسة ) ( الذريعة إلى مكارم الشريعة – ص 144 )

    قال الشيخ محمد الأمين المختار الشنقيطي : ( وقد يطلق عليه - أي العين - أيضا الحسد ، وقد يطلق الحسد ويراد به الغبطة ، وهو تمني ما يراه عند الآخرين من غير زواله عنهم ) ( أضواء البيان – 9 / 644 )

    قال الغزالي : ( الفرق بين الحسد والغبطة أن الحسد يكره النعمة التي على غيره ولا يرضى إلا بزوالها سواء تمنى أن يحصل على مثلها أو لا
    وأما الغابط فلا يحب زوال تلك النعمة ولا يكره وجودها ودوامها ولكنه يشتهي لنفسه مثلها ) ( احياء علوم الدين – 3 / 189 – والتعريفات للجرجاني ص 161 )

    فائدة مهمة : لا يقتصر تأثير العين على الإنسان فقط ، فقد يتعدى تأثير العين لغير الإنسان من حيوان وجماد وهذا ما أكدته النصوص الحديثية وبينه أهل العلم الأجلاء ، وما تواترت به الروايات ، وقد حصل معي كثير من المشاهدات التي لا تعد ولا تحصى

    يقول الشيخ عطية محمد سالم – رحمه الله - : ( وقد تصيب العين غير الإنسان من حيوان وجماد ، ومن ذلك ما ساقه ابن عبدالبر ايضا عن الأصمعي قال : رأيت رجلا عيونا سمع بقرة تحلب فأعجبه صوت شخبها ، فقال : أيتهن هذه ؟ قالوا الفلانية ، لبقرة أخرى ، يورون عنها فهلكتا جميعا الموري بها والموري عنها ) ( العين والرقية والاستشفاء من القرآن والسنة – ص 15 )

    تلك جملة من التأثيرات التي تحدثها العين مع إيضاح بعض الاستدراكات الهامة بخصوص هذا الموضوع :

    1 )- إن الخوض في قضايا التشخيص المتعلقة بالعين لا يعتبر خوضا في مسائل غيبية ، فللعين أعراض وآثار تدل على حدوثها ، والأحاديث الدالة على هذا المفهوم كثيرة وكثيرة جداً وفيها دلالة أكيدة على رؤية بعض الأعراض التي يمكن على ضوئها تحديد الإصابة بالعين ، وقد تكلم أهل العلم في ذلك فأوضحوا الأثر وبينوه

    2)- إن العلاقة مطردة بين الإصابة بالعين وكافة الأمراض الأخرى التي تتعلق بالنفس البشرية كالصرع والسحر ونحوه ، وقد تكون الأعراض مشتركة بين كافة تلك الأمراض بسبب تسلط الأرواح الخبيثة على الإنسان ، وعلى ذلك فلا بد للمعالج من توخي الدقة والتريث وعدم الاستعجال في الحكم على الحالة ، ودراستها دراسة علمية موضوعية بكافة جوانبها لتحديد الداء ووصف الدواء النافع بإذن الله سبحانه وتعالى

    3)- إن المصلحة الشرعية تحتم على المعالج التأكد أولا من سلامة الناحية العضوية الخاصة بالحالة المرضية ، وذلك بتوجيه النصح والإرشاد للمريض بإجراء الفحوصات الطبية اللازمة للتثبت من خلو الحالة من الأمراض العضوية
    4)- لا بد من اهتمام المعالج اهتماما شديدا بقضية هامة وخطيرة تتعلق بظهور بوادر الإصابة بالعين لبعض الحالات المرضية مع أن الحالة تعاني أصلا من مرض عضوي معين ، وهذه الأمراض قد تكون ناتجة عن أسباب عضوية بحتة وقد تكون نتيجة التعرض للإصابة بالعين والحسد ، ومن هنا كان لا بد للمعالج من الاهتمام بناحية الرقية الشرعية فقط دون التدخل في القضايا الطبية لأن هذا الأمر يدخل ضمن نطاق الأمور الغيبية التي تخفى على المعالج ، فلا نستطيع القول أن كل حالة مرضية تعاني من مرض السرطان كانت بسبب التعرض للإصابة بالعين والحسد ، وهذا يحتم على المعالج الاهتمام بهذا الجانب فقط وتقديم النصح والإرشاد للمريض وذويه للاستمرار في اتخاذ الأسباب الحسية المباحة الداعية للشفاء بإذن الله تعالى من خلال مراجعة المصحات والمستشفيات والأطباء المتخصصين
    وقد تظهر آثار العين على الحالة المرضية أثناء الرقية الشرعية ويبدأ المريض في الشعور بالتحسن ، مع أن المريض أصلا قام باتخاذ كافة الوسائل الطبية المتاحة ولم تفلح تلك الوسائل في تخفيف المعاناة الجسدية والنفسية له ، ومع ذلك فإن الواجب الشرعي يحتم على المعالج تقديم النصح والإرشاد للمتابعة الطبية وبذلك نجمع بين اتخاذ الأسباب الشرعية والأسباب الحسية المباحة للشفاء ، وفي اتباع كل ذلك خير للمريض بإذن الله سبحانه وتعالى

    5)- لا بد من التنبيه تحت هذا العنوان لأمر هام جدا ، وهو عدم التسرع في الحكم على الحالة المرضية ، خاصة من قبل العامة وأهل وأقرباء المريض ، دون استشارة أهل العلم والدراية والخبرة والممارسة ، وقد مر آنفا أن الأعراض المتعلقة بالحالة المرضية ، قد تكون بسبب أمراض عضوية أو قد تكون ناتجة عن صرع الأرواح الخبيثة بناء على أفعال سحرية خبيثة ، أو صرع عشق ونحوه ، وهنا تكمن أهمية التريث والتأني قبل اصدار التشخيص والحكم على الحالة ، وسؤال من هم أهل لذلك والأخذ بنصحهم وتوجيهاتهم وإرشاداتهم

    أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل فيما كتبت فائدة لكافة القراء الأعزاء ، ونسأله سبحانه وتعالى أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل ، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى

    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
    تعريف الحسد

    هو تمني زوال النعمة عن المحسود وإن لم يصر للحاسد مثلها.
    يقول صاحب الإحياء الإمام الغزالي رحمه الله- الحسد لا يكون إلا على النعمة، ويكون الحسد مذموما إذا تمنى العبد زوال النعمة عن المحسود، أما إذا تمنى أن يكون له مثل أخيه ولا يتمنى أن تزول النعمة عنه، فهذا حسد محمود ويسمى غبطة، والغبطة إن كانت في الطاعة فهي محمودة , وإن كانت في المعصية فهي مذمومة , وإن كانت في الجائزات فهي مباحة
    والغبطة تسمى حسدا مجازا.
    يقول فضيلة الدكتور عبد الفتاح إدريس أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر-:

    الحسد ـ كما عرَّفه بعض العلماء ـ هو تَمَنِّي زوال نعمة الغَيْر، سواء تَمَنَّى الحاسد تَحَوُّل هذه النعمة إليه دون المحسود، أو لم يَتَمَنَّ ذلك، وليس الحسد قاصرًا على ذلك، بل من الحسد فرح المرء لزوال النعمة عن غيره، أو إصابته بمصيبة أو حزنه لحصول غيره على نعمة وخير، وذلك حسد مذموم، إذ وَصَفَ الله تعالى الكافرين به بقوله: (إنْ تَمْسَسْكُمْ حسنةٌ تَسُؤْهُمْ وإنْ تُصِبْكُمْ سيئةٌ يَفْرَحوا بها.. ) أو حرصه على أن لا يصل الخير إلى الغير، أو تَمَنِّيه أن لا يصل إليه، وهذا حسد مذموم كذلك؛ لأن تمني عدم حصول النعمة مساوٍ لتمني زوالها بعد حصولها.

    والحسد من أفعال القلوب؛ لأنه مجرد تمني زوال النعمة عَمَّن حدثت له، أو عدم حصوله عليها، أو الفرح لزوالها عنه، أو الحزن لحصوله عليها، أو الحرص القلبي على عدم حصوله عليها، هو من أفعال القلوب.

    والحسد ـ بمعناه السابق ـ يختلف عن الغِبْطَة، رغم اشتراكهما في أن الحاسد والغابط ينظر كلٌّ منهما إلى ما عند الغير من نعمة، فإن الغبطة: هي تَمَنِّي المرء أن يكون له مثل ما لغيره من غير أنْ يَتَمَنَّى زوالَه عن الغير، والحرص على هذا يُسمَّى منافسة، وهي تُتَصَوَّر في الخير، فتكون محمودة، كما تُتَصَوَّر في الشر، فتكون مذمومة، وقد يُطلَق الحسد على الغِبْطة مجازًا، كما في حديث ابن مسعود عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: "لا حَسَدَ إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالًا، فسَلَّطَه على هَلَكَته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يَقْضي بها ويُعَلِّمها"؛ فالحسد في الحديث يُراد به الغِبْطة؛ لأن كلًّا من الرجلين تمنَّى لنفسه مثل ما عند الآخر، ولم يتمنَّ زوالَ النعمة عنه.

    ومما ينبغي اعتقاده أن الله سبحانه لم يجمع النِّعَم الدنيوية عند أحد من خَلْقه، فقد يُعطي المرءُ مالاً وولدًا، ويُحرَم الصحة، أو يُعطى مالاً وصحة، ويُحرَم الولد، أو يُعطى الصحة والولد، ويُحرم المال، أو يُعطى ذلك ويُحْرم الاستقرار والسعادة، وهكذا فإن مَن أُعْطِي نعمة أو أكثر حُرِمَ ما سواها، وأَوْلَى بمَن حُرِمَ بعض النِّعَم أن لا ينظر إلى ما أنعم الله به على غيره مما حُرِمَ منه؛ حتى لا يصل به الحال إلى عدم شكر الله تعالى على ما أنعم به عليه، أو تَمَنِّي زوال هذه النعمة عن الغير، أو تمنِّي تحولها إليه دون غيره، بل ينبغي أن يَعتَبِر بقول الله تعالى: (ولا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللهُ به بعضَكم على بعضٍ للرجالِ نصيبٌ مما اكْتَسَبوا وللنساءِ نصيبٌ مما اكْتَسَبْنَ واسْأَلُوا اللهَ مِن فضلِه.. )
    وبقوله سبحانه: (ولا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إلى ما مَتَّعْنَا به أزواجًا مِنْهم زَهْرَةَ الحياةِ الدنيا لنَفْتِنَهُمْ فيه ورِزْقُ ربِّك خيرٌ وأبْقَى) ولا ينبغي أن ينظر إلى مَن فوقه في النِّعَم، بل ينظر إلى مَن دونه فيها، حتى لا يَزْدَري نعمةَ الله عليه، فقد رُوِيَ عن أبي هريرة أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "انْظُروا إلى مَن هو أسفلَ منكم، ولا تنظروا إلى مَن هو فوقَكم؛ فهو أجدرُ أن لا تزدروا نعمةَ الله عليكم"؛ إذ المرء لا يكون على حال في هذه الدنيا، إلا وُجِدَ من أهلها مَن هو أدنى حالًا منه، فإذا تفكَّر في ذلك علم أن نعمة الله وصلت إليه دون كثير ممَّن فُضِّل عليه بذلك، فيُلْزِمْ نفسَه شكرَ الله عليها، وأما نظره إلى مَن يَفُوقه في النِّعَم فهو باعث من بواعث الحسد، ولهذا كان الأجدر به أن ينظر إلى مَن دونَه فيها، وللحسد ـ بمعنييه الحقيقي والمجازي ـ حالات يختلف حكمه باختلافها:

    الحالة الأولى: أن ينظر المرء إلى ما عند الغَيْر من نعمة دنيوية، فيتمنَّى زوالَها عنه، سواء تمنى انتقالها إليه أو لم يتمنَّ ذلك، وهذه الحالة هي المُرادَة بالحسد عند الإطلاق، وذلك حسد مذموم؛ لأن الحاسد كالساخط على قضاء الله تعالى، وهو مَنْهي عنه، فقد رُوِيَ عن أنس أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "الحسد يأكل الحسناتِ كما تأكل النارُ الحطب" ورُوِيَ عن معاوية بن حيدة أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "الحسد يُفْسِد الإيمان كما يُفْسِد الصبرُ العسلَ".

    الثانية: أن ينظر المرء إلى ما عند الغير من نعمة أخروية كالتَّدَيُّن والعبادة والطاعة والذكر، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والالتزام بشرع الله تعالى ونحو ذلك، فيتمنى زوالها عنه سواءً تمناها لنفسه أو لا، وذلك حسد مذموم كذلك للنصوص الدالة على حكمه، فإن استهان بهذه النعمة، وسخِر من صاحبها كما يفعل بعض الجُهَّال فقد أضاف إلى إثم الحسد إثمَ الاستهزاء، وفي هؤلاء يقول الحق سبحانه: (إنَّ الذين أجْرَمُوا كانوا مِن الذينَ آمنوا يَضْحَكون. وإذا مَرُّوا بهم يَتَغَامَزُونَ وإذا انْقَلَبُوا إلى أهْلِهُمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ. وإذا رَأَوْهُمْ قالوا إنْ هؤلاءِ لضَالُّونَ. وما أُرْسِلُوا عليهِم حَافِظينَ).

    الثالثة: أن ينظر المرء إلى ما عند غيره من نعمة دنيوية، فلا يتمنى زوالها عنه، ولا يعمل على إزالتها، أو تحويلها عنه بالقول أو الفعل، ولا يتمنى زيادتها له، وإنما يتمنى مثلَها أو أحسنَ منها لنفسه، ويعمل على تحصيل ذلك بطرُق مشروعة، فهذا مباح، بل هو مطلوب لأن التنافس في اكتساب أسباب النِّعم يتحقق به إعمار الأرض ولا يَصدُق على هذه الحالة مُسَمَّى الحسد على وجه الحقيقة، وإنما هي غِبْطة.

    الرابعة: أن ينظر المرء إلى ما عند الغير من نعمة أخروية، فلا يتمنى زوالها عن صاحبه، وإنما يتمنى لنفسه مثلَها أو أفضلَ منها، وتلك غبطة محمودة لحديث ابن مسعود السابق: "لا حَسَدَ إلا في اثنتين.. ".

    ومِن ثَمَّ فإن الحسد الذي لا يكون فيه تمني زوال النعمة عن الغير هو في الحقيقة غِبْطة، فإذا كانت في طاعة كانت محمودة، وإذا كانت في معصية كانت مذمومة، وأما الحسد الذي يُتَمَنَّى فيه زوال نعمة دنيوية أو أخروية عن الغير، فهو مذموم للنصوص الواردة فيه.

    وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية
    الغبطة في اللغة : حسن الحال والمسرة , وقد تسمى الغبطة حسدا مجازا.

    وفي الاصطلاح : أن يتمنى الرجل أن يكون له مثل ما لغيره من نعمة , من غير أن تزول عن الغير .
    والحسد هو أن يتمنى الحاسد زوال نعمة المحسود.

    والفرق بين الحسد والغبطة : أن الحاسد يتمنى زوال نعمة المحسود وتحولها عنه , والغابط يتمنى أن يكون له مثل ما لغيره , ولا يتمنى زوال النعمة ولا تحولها عن المغبوط .

    قال الغزالي : اعلم أنه لا حسد إلا على نعمة , فإذا أنعم الله على أخيك بنعمة فلك فيها حالتان : إحداهما : أن تكره تلك النعمة وتحب زوالها . وهذه الحالة تسمى حسدا , فالحسد حده كراهة النعمة وحب زوالها عن المنعم عليه . الحالة الثانية : أن لا تحب زوالها , ولا تكره وجودها ودوامها , ولكن تشتهي لنفسك مثلها وهذه تسمى غبطة .
    والغبطة إن كانت في الطاعة فهي محمودة , وإن كانت في المعصية فهي مذمومة , وإن كانت في الجائزات فهي مباحة . فتكون واجبة إن كانت النعمة دينية واجبة كالإيمان بالله تعالى والصلاة والزكاة ; لأنه يجب على المسلم أن يحب لنفسه ذلك , وإلا كان راضيا بعكسه وهو حرام . وقد تكون مندوبة كأن كانت النعمة من الفضائل , كإنفاق الأموال في المكارم والصدقات , فالغبطة فيها مندوب إليها .
    وقد تكون مباحة , كأن تكون النعمة ينتفع بها على وجه مباح , فالمنافسة فيها مباحة . وقد تحرم , كأن يكون عند غيره مال ينفقه في المعاصي , فيقول : لو أن لي مالا مثل مال فلان لكنت أنفقه في مثل ما ينفقه في المعاصي .
    والله أعلم.

    أنواعه

    1- كراهه للنعمة على المحسود مطلقاً وهذا هو الحسد المذموم.
    2- أن يكره فضل ذلك الشخص عليه فيحب أن يكون مثله أو أفضل منه وهذا الغبطة.

    مراتب الحسد

    1- يتمني زوال النعمة عن الغير.
    2- يتمنى زوال النعمة ويحب ذلك وإن كانت لا تنتقل إليه.
    3- أن يتمنى زوال النعمة عن الغير بغضاً لذلك الشخص لسبب شرعي كأن يكون ظالماً. 4- ألا يتمنى زوال النعمة عن المحسود ولكن يتمنى لنفسه مثلها، وإن لم يحصل له مثلها تمنى زوالها عن المحسود حتى يتساويا ولا يفضله صاحبه.
    5- أن يحب ويتمنى لنفسه مثلها فإن لم يحصل له مثلها فلا يحب زوالها عن مثله وهذا لا بأس به.

    حكم الحسد
    حرام؛ عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:« لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث » رواه مسلم.
    الأسباب التي تؤدي إلى الحسد

    يمكن تقسيم الأسباب إلى أسباب من الحاسد أو من المحسود أو قد يشترك فيها الإثنان.
    1- العدواة والبغضاء والحقد (هذا السبب من الحاسد).
    2- التعزز والترفع (هذا السبب من الحاسد).
    3- حب الرئاسة وطلب الجاه لنفسه (هذا السبب من الحاسد).
    4- ظهور الفضل والنعمة على المحسود.
    5- حب الدنيا (هذا السبب من الحاسد).
    6- الكبر (هذا السبب من المحسود).
    7- شدة البغي وكثرة التطاول على العباد (هذا السبب من المحسود).
    8- المجاورة والمخالطة (هذا السبب يشترك فيه الحاسد والمحسود).


    بعض آثار الحاسد وأضراره على الفرد والمجتمع

    1- حلق الدين « دبّ إليكم داء الأمم قبلكم البغضاء والحسد هي الحالقة حالقة الدين لا حالقة الشعر ».
    2- إنتفاء الإيمان الكامل « لا يجتمع في جوف عبد غبار في سبيل الله وفيح جهنم ولا يجتمع في جوف عبد الإيمان والحسد ».
    3- رفع الخير وانتشار البغضاء في المجتمع « لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا » .
    4- اسخاط الله وجني الأوزار « الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ».
    5- مقت الناس للحاسد وعداوتهم له « شر الناس من يبغض الناس ويبغضونه ».
    6- الحاسد يتكلم في المحسود بما لا يحل له من كذب وغيبة وإفشاء سر.

    الموقف الذي يجب أن يقفه المحسود من الحاسد

    1- الرجوع إلى الله وتجديد التوبة مع الله من الذنوب التي سلَّطَتْ عليه أعداءه.
    2- التوكل على الله.
    3- الاستعاذه بالله وقراءة الأذكار والأوراد الشرعية.
    4- دعاء الله بأن يقيك من الحساد.
    5- العدل مع الحاسد وعدم الإساءة إليه بالمثل.
    6- الإحسان إلى الحاسد.
    7- الرقية.
    8- عدم إخبار الحاسد بنعمة الله عليك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان ، فإن كل ذي نعمة محسود)

    لو قال قائل أنا أبتليت بالحسد! فكيف أزيل الحسد من قلبي؟

    1- التقوى والصبر.
    2- القيام بحقوق المحسود.
    3- عدم البغض.
    4- العلم بأن الحسد ضرر على الحاسد في الدنيا والآخرة.
    5- الثناء على المحسود وبرّه.
    6- إفشاء السلام.
    7- قمع أسباب الحسد من كبر وعزة نفس.
    8- الإخلاص.
    9- قراءة القرآن.
    1- تذكر الحساب والعقاب.
    11- الدعاء والصدقة.


    تأمل في الأدلة التالية واستنتج منها مظاهر قبح الحسد..

    1- قال تعالى } وَإِذَا قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ {.
    مظهر قبح الحسد أنه أول ذنب عصي الله به في السماء.

    2- قال تعالى } وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ {.
    مظهر قبح الحسد أنه أول ذنب عصي الله به في الأرض.

    3- قال تعالى }وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ {.
    مظهر قبح الحسد أنه من صفات الكفار من اليهود والنصارى.

    4- قال صلى الله عليه وسلم: « لا يجتمع في جوف عبد، غبار في سبيل الله وفيح جهنم، ولا يجتمع في جوف عبد، الإيمان والحسد ».
    مظهر قبح الحسد أنه يضاد الإيمان بالله تعالى.
    5- قال صلى الله عليه وسلم: « دبّ إليكم داء الأمم من قبلكم الحسد والبغضاء ».
    مظهر قبح الحسد أنه داء وقع فيه جميع الأمم من قبلنا

    والعلاج من العين والحسد يكون عبر مرحلتين مرحلة وقائية ومرحلة علاجية وهما:

    - يستطيع كل مسلم ومسلمة التحصين ضد العين وغيرها من الأمراض قبل وقوعها، وذلك بالأذكار الشرعية من الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية الثابتة عن سيد الخلق عليه الصلاة والسلام، ليس بخاتم به طلاسم او حجبات ايً كانت. يقول الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله (ويجب على المسلم أن يحصن نفسه من الشياطين ومن مردة الجن ومن شياطين الأنس بقوة الإيمان بالله، والاعتماد عليه، والتوكل عليه، ولجوءه وضراعته إليه، وكثرة قراءة المعوذتين وسورة الإخلاص وفاتحة الكتاب وآية الكرسي). والإكثار من التعوذات النبوية التي جاءت عن رسول الله صلى الله عيه وسلم، ومنها ما رواه البخاري والترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوذ الحسن والحسين "أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين "لامة" ويقول "إن أباكما إبراهيم كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق".

    - وروى الترمذي في حديث حسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلم الصحابة هذه الكلمات: "أعوذ بكلمات الله التامة من غضب وشر عباده، ومن همزات الشياطين، وأن يحضرون" وكان عبد الله بن عمرو بن العاص يعلمهن من عقل من بنيه. وغيرها من الأذكار كقوله صلى الله عليه وسلم "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق". وقال ابن القيم الجوزية و(من التعوذات النبوية رقية جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم ورواها مسلم في صحيحه "بسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد. الله يشفيك، بسم الله أرقيك).

    أما العلاج من العين بعد وقوعها فأنه يتمثل فيما يلي:-

    أولاً: الالتزام بالأذكار النبوية الصباحية والمسائية، وهو كل ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم من قيامه إلى منامه، وكل ذلك متوفر بين يدي المسلمين في كتيب صغير يوضع في المحفظة أو الجيب، وعنوانه (حصن المسلم) للشيخ سعيد بن وهف القحطاني جزاه الله خيرًا (و قد ارسلته من قبل)

    ثانيا: إذا لم يعلم العائن فإنه يجب على المعيون أن يلتزم الأذكار التي سبق ذكرها مع قراءة الفاتحة والمعوذتين، والإخلاص، وآية الكرسي، والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة.

    ومن علاج ذلك ايضا والاحتراز منه ستر محاسن من يخاف عليه العين بما يردها عنه كما ذكر البغوي في كتاب شرح السنة أن عثمان رضي الله عنه رأى صبيا مليحا فقال دسموا نونته لئلا تصيبه العين ثم قال في تفسيره ومعنى دسموا نونته أي سودوا نونته والنونة النقرة التي تكون في ذقن الصبي الصغير وقال الخطابي في غريب الحديث له عن عثمان أنه رأى صبيا تأخذه العين فقال دسموا نونته فقال أبو عمرو سألت أحمد بن يحيى عنه فقال اراد بالنونة النقرة التي في ذقنه والتد سيم التسويد أراد سودوا ذلك الموضع من ذقنه ليرد العين )واراد كتمان محاسن الشخص خشية إصابته بالعين والحسد، فلا بأس به، وهو من الأسباب الواقية(. كتاب الطب النبوي، الجزء 1، صفحة 135. كتاب زاد المعاد، الجزء 4، صفحة 173

    ورأى جماعة من السلف أن تكتب له الآيات(فقط) من القرآن ثم يشربها قال مجاهد لا بأس لا بأس أن يكتب القرآن ويغسله ويسقيه المريض

    ومن الرقي التي ترد العين ما ذكر عن أبي عبدالله الساجي أنه كان في بعض أسفاره للحج أو الغزو على ناقة فارهة وكان في الرفقة رجل عائن فلما نظر إلى شيء إلى أتلفه فقيل لأبي عبدالله احفظ ناقتك من العائن فقال ليس له إلى ناقتي سبيل فأخبر العائن بقوله فتحين غيبة أبي عبدالله فجاء إلى رحله فنظر إلى الناقة فاضطربت وسقطت فجاء أبو عبدالله فأخبر أن العائن قد عانها وهي كما ترى فقال دلوني عليه فدل فوقف عليه وقال بسم الله حبس حابس وحجر يابس وشهاب قابس رددت عين العائن عليه وعلى أحب الناس إليه ( فارجع البصر هل ترى من فطور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير ) الملك 3 , 4 فخرجت حدقتا العائن وقامت الناقة لا بأس بها كتاب زاد المعاد، الجزء 4، صفحة 174 والله أعلم

    ويقول العلامة ابن القيم رحمه الله:-
    لا ريب أن الله سبحانه خلق في الأجسام والأرواح قوى وطبائع مختلفة، وجعل في كثير منها خواص وكيفيات مؤثرة، ولا يمكن لعاقل إنكار تأثير الأرواح في الأجسام فإنه أمر مشاهد محسوس، وأنت ترى الوجه كيف يحمر حمرة شديدة إذا نظر إليه من يحتشمه ويستحي منه، ويصفر صفرة شديدة عند نظر من يخافه إليه، وقد شاهد الناس من يسقم من النظر وتضعف قواه، وهذا كله بواسطة تأثير الأرواح، ولشدة ارتباطها بالعين ينسب الفعل إليها، وليست هي الفاعلة، وإنما التأثير للروح، والأرواح مختلفة في طبائعها وقواها وكيفياتها وخواصها، فروح الحاسد مؤذية للمحسود أذى بينا، ولهذا أمر الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم أن يستعيذ به من شره، وتأثير الحاسد في أذى المحسود أمر لا ينكره إلا من هو خارج عن حقيقة الإنسانية، وهو أصل الإصابة بالعين، فان النفس الخبيثة الحاسدة تتكيف بكيفية خبيثة، وتقابل المحسود فتؤثر فيه بتلك الخاصية، وأشبه الأشياء بهذا الأفعى، فان السم كامن فيها بالقوة فإذا قابلت عدوها، انبعث منها قوة غضبية، وتكيفت بكيفية خبيثة مؤذية، وتقوى حتى تؤثر في إسقاط الجنين ومنها ما تؤثر في طمس البصر، كما قال صلى الله عليه وسلم في الأبتر وذي الطفيتين من الحيات: "انهما يلتمسان البصر، ويسقطان الحبل" رواه البخاري
    والله أعلم

    إليك عشرة أسباب للوقاية من الحسد، ذكرها الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه بدائع الفوائد، ونحن نسوقها لك باختصار:
    السبب الأول: التعوذ بالله واللجوء إليه، والتحصن به، وما تعوذ المسلم بأفضل من المعوذتين: قل أعوذ برب الفلق ، وقل أعوذ برب الناس.
    السبب الثاني: تقوى الله وحفظه عند أمره ونهيه، فمن اتقى الله تولى الله حفظه، ولم يكله إلى غيره، قال تعالى: وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ [آل عمران:120].
    وقال النبي صلى الله عليه وسلم: احفظ الله يحفظك. رواه الترمذي.
    السبب الثالث: الصبر على الحاسد، فما نصر على حاسد بمثل الصبر عليه.
    السبب الرابع: التوكل على الله، والتوكل أقوى الأسباب التي يدفع بها العبد مالا يطيق من أذى الخلق.
    السبب الخامس: فراغ القلب من الاشتغال به، والفكر فيه، وأن يقصد أن يمحوه من باله كلما خطر له، فلا يلتفت إليه ولا يخافه، ولا يملأ قلبه بالفكر فيه، وهذا من أقوى الأدوية.
    السبب السادس: الإقبال على الله، والإخلاص له، وجعل محبته ورضاه محل خواطر نفسه وأمانيها.
    السبب السابع: تجريد التوبة إلى الله من الذنوب التي سلطت عليه أعداءه قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ [الشورى:30].
    السبب الثامن: الصدقة والإحسان فإن لذلك تأثيراً عجيباً في دفع البلاء ودفع العين وشر الحاسد.
    السبب التاسع: إطفاء شر الحاسد بالإحسان إليه، قال تعالى: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ [فصلت:34].
    السبب العاشر: والجامع لذلك كله، وعليه مدار هذه الأسباب هو تجريد التوحيد، والترحل بالفكر في الأسباب إلى المسبب الله العزيز الحكيم.
    والعلم أن كل ذلك بيد الله يحركه كيف شاء، ولا ينفع إلا بإذنه، قال تعالى: وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُو [الأنعام:17].
    وقول النبي صلى الله عليه وسلم: واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك. رواه الترمذي.
    فإذا جرد العبد التوحيد فقد خرج من قلبه خوف ما سواه، وكان عدوه أهون عليه من أن يخافه مع الله؛ بل يفرد الله بالمخافة، وقد أمنه منه وخرج من قلبه اهتمامه به واشتغاله به وفكره فيه....... انتهى من بدائع الفوائد بتصرف يسير.
    والله أعلم.
    المفتـــي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه

    جمع اخوكم: خالد محمد الشفيع
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de