|
|
 وهل ستفاجأ زرقاءاليمامة بالإنفصال (فريق ركن ابراهيم الرشيد )
|
التعريف البسيط المختصر للدولة أنها :
أرض وشعب و سلطة
والسلطة الراشدة تقوم على جهاز تشريعي وجهاز تنفيذي وجهاز قضائي مستقل وفوق ذلك رئيس معين تم الاتفاق عليه، ولكي تتمكن تلك السلطة من إدارة شؤون الدولة لابد لها من جهاز مالي وعملة وموارد ثابتة.
ولكي تمارس السلطة السيادة على أرضها وتوفر الأمن والاستقرار لشعبها لابد لها من قوات مسلحة وأجهزة أمنية.
ولكي تكتمل مظاهر السيادة للسلطة القائمة يكون لها علم ونشيد وطني وعيد تحتفل به سنوياً، هذه هي الدولة المستقلة ذات السيادة الكاملة وتكتمل سيادتها بين الأمم عندما يكون لها عضوية ومقعد في الأمم المتحدة ومقعد في المنظمات الاقليمية التي تقع في محيطها، وليس هذا بصعب طالما أن البيت الأبيض مفتوح ليلاً ونهاراً لزعماء الحركة الشعبية.
ومن هنا أطرح السؤال للقارئ الكريم وكل التائهين الغافلين من زعمائنا وساستنا وكتابنا وكل الحادبين على هذا الوطن وكل الذين ينادون بالوحدة وكل الذين يصفون من ينادي بالإنفصال بين الجنوب والشمال بالخيانة والعمالة، وكل الذين فاوضوا ووقعوا، وكل الذين يلهثون خلف المكرفونات والفضائيات وأجهزة الإعلام يتحدثون وينادون بالوحدة ولابد أن تكون جاذبة بيضاء من غير سوء، لكل هؤلاء وغيرهم ماذا بقي للجنوب أن يكون دولة مستقلة ذات سيادة كاملة؟ .. هل بقي شئ ناقص؟ .. أليس للجنوب الآن أرض وشعب وسلطة؟ .. أليس للجنوب الآن جهاز تشريعي مستقل؟ أليس للجنوب الآن، وبموجب اتفاقية السلام، رئيس مستقل له كل صلاحية الرئاسة على الجنوب أرض وشعب ومؤسسات حكم يعين ويرقى لرتبة الفريق أول وله نواب ومستشارون وولاة ووزراء و»هلمجرا«.. ألا يعقد مسؤولو حكومة الجنوب الاتفاقيات مع الحكومات والشركات العالمية حتى في التنقيب عن البترول؟ أليس مكاتب الحركة مستقلة تماماً عن سفارات السودان في الخارج؟
أليس للجنوب جهاز مالي مستقل؟ وستكون له عملة وموارد مالية مستقلة وبنك مستقل ونظام مالي مستقل؟ أليس للجنوب الآن قوات مسلحة مستقلة واجهزة أمن متعددة لا سلطان عليها إلا لرئيس حكومة الجنوب؟ .
أليس للجنوب الآن علم ونشيد وشعار؟ .. إذاً ماذا بقي ليكون الجنوب منفصلاً؟ حدثوني أيها الأخوة فربما اختلطت على الأمور وأخشى أن يتشابه علي البقر.. ماذا أنتم فاعلون لكي تكون الوحدة جاذبة ألم نعط الجنوب فوق ذلك كله جنوب النيل الأزرق؟ ألم نتنازل له عن جنوب كردفان؟ ماذا بعد ذلك؟ ألم يكن له مع كل الجنوب 30? من السلطة وما يقابلها من الثروة من نصيب ابنائها؟ أيها القارئ الكريم وهل ستكون الوحدة جاذبة إذا تنازلنا له عن أبيي أرض المسيرية؟ . إنني والله لا أرى بعد ذلك كله أن الوحدة ستكون جاذبة إلا إذا منح الجنوب منصب رئيس الجمهورية وحكم السودان كاملاً ويصبح الأمر والنهي للجنوب على الشمال.
عزيزي القارئ هل يعي الساسة الكبار والزعماء التائهون ما آل إليه الجنوب الآن من انفتاح أجنبي بديلاً لتواجد ابناء الشمال؟ وهل يشعر أقطاب السياسة بالمخاطر القادمة؟ هل سعى أقطاب السياسة وفلاسفتنا الكبار للبحث عن وضع يحقق للجنوب تطلعاته ويحفظ للشمال حقوقه؟
هل فكر كبارنا في منظور جديد للوصول إلى سلام دائم واستقرار وأمن حتى لا يقع اثنين أسود وثلاثاء مضمونها سيكون أكثر سواداً؟ .. أليس بعد ما ذكرنا أعلاه أن الانفصال خيار يجب ألا تكون له قدسية؟ .. أخي العزيز إن الانفصال قادم رضينا أم أبينا، ودولة الجنوب المستقلة لم يبق لها إلا مقعد في الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي، وحتى لا تفاجأ أنت وأقطاب السياسة في صباح يوم قادم »بمزيكة« دولة الجنوب المستقلة عليكم ان تتبينوا وأن تتدبروا وزرقاء اليمامة حينها لن تفاجأ .. وما يجب أن نخشاه أن تدق مزيكة الجنوب داخل الخرطوم.
فريق ركن ابراهيم الرشيد علي
مدير الأكاديمية العسكرية الأسبق
منقول
http://www.alintibahasd.com/index.php?type=3&id=1182&bk=1
|
|
 
|
|
|
|
زول ساكت
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست