|
|
 بدايات حرب أهلية فى العراق ..... كله من التدخل الأجنبي
|
اعتبر الشيخ حارث الضاري، الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق، وهي إحدى أكبر الجماعات السنية في البلاد، أن العراق يشهد "بدايات حرب أهلية". وأكد في حديث أدلى به لبي بي سي في الشارقة، التي يزورها في إطار زيارة له إلى الإمارات، أن الهيئة أصدرت فتوى "تحكم بكفر كل من يستحل قتل الأبرياء الآمنين من أبناء الشعب العراقي".
وكان الضاري قد وصل مطلع هذا الأسبوع إلى أبو ظبي على رأس وفد من الهيئة وذلك في زيارة رسمية بدعوة من الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الوزراء في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأجرى الضاري مباحثات مع مسؤولين كبار في العاصمة أبو ظبي، لينطلق بعدها في جولة تشمل عددا من المدن الأخرى في البلاد، حيث يلتقي بمسؤولين محليين، وشخصيات دينية وفكرية، وبعض رجال الأعمال، وأفراد من الجالية العراقية.
شبح الحرب الأهلية
وأشار الضاري في حديثه لبي بي سي إلى أن الهدف من الزيارة هو "إطلاع الإخوة في دولة الإمارات العربية على الأوضاع الراهنة في العراق، وعلى ما يجري فيه من أوضاع مأساوية تقتضي حلا عاجلا بمساعدة الإخوة العرب وكل الناس الخيرين في العالم".
واعتبر "أن العراق يشهد أياما صعبة، بل يشهد بدايات لحرب أهلية نتيجة العمليات اللاإنسانية التي تُرتَكَب ضد الأبرياء الآمنين من العراقيين".
وردا على سؤال لبي بي سي عما إذا كان المسؤولون الإماراتيون ينقلون رسائل بين هيئة علماء المسلمين، من جهة، وبين الأمريكيين، من جهة أخرى، خصوصا في أعقاب الأنباء التي ترددت مؤخرا عن اتصالات جرت بين ممثلين عن بعض الفصائل المسلحة في العراق والأمريكيين في الإمارات، قال الضاري: "أولا، لا أعلم شيئا من المحادثات التي تذكرونها. وأما نحن فمحادثاتنا مع الإخوة الإماراتيين وإذا أرادوا أن ينقلوها فهذا شأنهم".
وأضاف: "نحن نتحدث مع الإخوة الإماراتيين فقط ولا نتحدث لا مع الجانب الأمريكي ولا مع غيره لأننا لسنا طرفا في العملية السياسية ولسنا معنيين بمشاريع الاحتلال، بل نحن من المطالبين برحيل الاحتلال عن بلدنا إذ نعتقد أنه هو السبب الرئيس لمأساة العراق الحالية".
"عملية سياسية طائفية"
وأعاد الضاري التأكيد على موقف الهيئة المعارض للاشتراك في العملية السياسية الجارية في العراق. وقال: "نحن نخدم بلدنا ولدينا وسائل عديدة لخدمته ودفع هذا الخطر المتوقع. ولدينا من الإمكانيات وحرية العمل أكثر مما لو كنا جزءا في العملية السياسية".
وردا على سؤال عن إصرار الهيئة على عدم مراجعة موقفها المستنكف عن المشاركة في العملية السياسية رغم اقتراب شبح الحرب الأهلية من العراق، قال الضاري: "لقد زدنا إصرارا على منهجنا في عدم الإشتراك في العملية السياسية لأن العمل السياسي لم يقدم للعراق والعراقيين شيئا، بل إن العملية السياسية أسهمت في مأساة العراق وتعقيد أزمته، وما نواجهه هذه الأيام لهو خير شاهد على فشل العمل السياسي".
وأردف قائلا: "ما يجري في العراق من مآس في كافة المجالات لهو دليل واضح وساطع على أن العملية السياسية لم تكن عملية سياسية نزيهة وإنما كانت عملية سياسية مصلحية، فئوية، طائفية".
العلاقة مع التيار الصدري
واعتبر الضاري أن التعليق على ما يتردد من مقترحات حول تشكيل هيئات تكون مساعِدَة للعملية السياسية سابق لأوانه.
وقال في هذا السياق: "والله، قد تكون وقد لا تكون. لا نريد أن نحكم على الأشياء قبل حصولها. أما ما يقترحونه الآن من أشكال حكم أو أشكال مساعدة لهذا الحكم فهي نظريات قد تطبق وقد لا تطبق. وإذا عشنا ورأيناها، عندئذ نحكم على صلاحيتها أو عدم صلاحيتها".
وفيما يتعلق بعلاقة هيئة علماء المسلمين مع التيار الصدري، الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر، والتي اهتزت في أعقاب تفجيرات سامراء، حيث شاركت عناصر من جيش المهدي التابع للصدر في أعمال انتقامية طالت السنة ومساجدهم، قال الضاري إن الهيئة حريصة "على بقاء هذه العلاقة لمصلحة العراق ومصلحة أبنائه ودفع الشرور عنه".
ومضى قائلا: "ونحن لم نفعل حقيقة من جانبنا ما يعكر صفو هذه العلاقة. فإذا كانت هناك رغبة من الجانب الثاني، فنحن ما زلنا على رغبتنا في أن تقوى هذه العلاقة ويعود الدفء إليها لمصلحة العراق والعراقيين."
"كُفر من يقتل الأبرياء"
ورفض الضاري الاتهامات التي توجه لهيئة علماء المسلمين في العراق بأنها تقبل بالهجمات التي تستهدف المدنيين.
وقال: "من بداية ظهور هذه الظاهرة إلى السطح كنا أول المستنكرين لها. وكنا نتابعها حادثة بعد حادثة. وكنا نستنكر كل عمل من هذا القبيل".
وأضاف: "ولو رجعت إلى أرشيف هيئة علماء المسلمين لوجدت فيه المئات من البيانات التي تستنكر مثل هذه الأعمال، وهي الأعمال التي تستهدف الأبرياء من العراقيين أيا كانوا، وإلى أي طائفة ينتسبون".
وتابع: "ولكن يبدو أن الكثير من الناس لا يسمعون إلا من جانب واحد. وإذا أصابهم شيء أخذوا بالشكوى والأنين وتوزيع الاتهامات إلى هذا الطرف أو ذاك، بأنه فاعل أو متواطيء أو ساكت أو راض أو ما إلى ذلك".
ونوه إلى أن الهيئة أصدرت في أعقاب تفجيرات سامراء "فتوى ثم بيانا. وقلنا في الفتوى، بعد استنكارنا لهذه الأحداث، قلنا إن الهيئة تحكم بكفر كل من يستحل قتل الأبرياء الآمنين من أبناء الشعب العراقي من أي جهة كان".
واستطرد قائلا: "ونحن دائما كنا نبرأ إلى الله تعالى من كل مَنْ يُسِيل قطرة دم من إنسان، أي إنسان كان في هذا العالم، بلا حق وبلا مبرر".
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/middle_east_news/newsid_4818000/4818742.stm
|
|
 
|
|
|
|
قرشـــو
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست