|
الذين يلبسون الحق بالباطل وهم يعلمون ، نموذج منبر السلام العادل
|
صحيح ان لكل شيئ ثمن
وثمن السلام بعد حرب استمرت خمسين عاما لابد ان يكون كبيرا ، الا ان الذى لا يقبل المزايده عليه هو الثمن الذى ظل يدفعه البسطاء من اهل الجنوب والشمال طوال تلك المدة والذين استخدموا كوقود لتك الحرب المجنونه . ورغم ان القوى السياسيه الكبرى كحزب الأمه وحزب المؤتمر الشعبي لم تخفى تحفظها على تلك الأتفاقيه بحجه انها ثنائيه وتتطلب حدوث اجماع وطنى عليها الا انها اجمعت جميعا على ان ماحصل عليه الجنوب من مكاسب بنصوص ذات الأتفاقيه ليس محل خلاف وان ما حصل عليه الجنوب هو حق طبيعى ويستحقه الجنوب. وهذا الأمر لا اظن انه محل خلاف لدى جميع اهل السودان والبؤساء منهم على وجه الخصوص وما الأستقبال الأسطورى الذى حظى به الدكتور جون قرنق الا تعبيرا بسيطا عن ذلك. الا انه فى الأونه الأخيره بدأ بعض العنصريين الذين تركوا احزابهم واجتمعوا فى الكيان العنصرى الذى يسمى زورا وبهتانا بمنبر السلام العادل . والناظر لهذا الكيان يلاحظ ان الأغلبيه من منتسبيه تجمع بينهم الجغرافيا (شمال بحرى) كما انهم اناس تقلدوا مناصب رفيعه خلال حكم الأنقاذ وقبلها وبالتالى يمكن القول بأنهم جميعا استفادوا من تلك المناصب فى تأمين مستوى معيشى رفيع بأعتبار الحقيقه المره والتى تفيد ان المناصب السياسيه فى السودان تؤمن (رغد العيش). المؤسف ان هؤلاء نصبوا انفسهم حماه للعروبه فى السودان ويحاولون جر البلاد الى صراع اثني مستغلين (الجاهليه الجديدة) التى بدأت تستشرى فى اوساط المثقفاتيه وانصاف المتعلمين. وهم يسعون من وراء ذلك الى استمرار استأثارهم بالسلطه والثروه وادخال البلاد فى دوامه جديدة من الحروب ، وذلك لأن هؤلاء العنصريين لا يستطيعون ان يتعايشوا بسلام مع الأخرين ويعود ذلك لوهم يسيطر على رؤسهم بأنهم قوم من عرق سامى الخ. المؤسف فى هذا الأمر والذى يثير الحفيظه ان الحكومه تسمح لهم بالنشاط اذ ان لديهم جريده يبثون من خلالها سمومهم ويحاولن اصطياد ضعاف النفوس وذوى الغرض بدعاوى العروبه تاره واخره بدعاوي الأسلام. وهذا يؤكد ما ذهبنا اليه من قبل بأن هذه الحكومه ليست جاده فى السلام وتحاول التلاعب بأتفاقيه نيفاشا والتملص منها وهى بذلك تعرض الأمن القومى السودانى لخطر عظيم ، اذ ان عدم الوفاء بمتطلبات السلام والأتفاقيه سيدخل البلد فى نفق منتهاه دمار السودان وتفتته والى الأبد(لاقدرالله). كما ان الصمت المريب للأحزاب والقيادات المستنيره حول ممارسات هؤلاء العنصريين فى منبر السلام العادل يجعلهم يتمادون فى مخطتهم الخطير. ختاما يجدر بنا ان نذكر بأن الديمقراطيه وممارسه الحقوق لا تعنى ان ينبرى كل منا فى نشر ثقافه عنصريه تميز بين الناس حسب الدين او اللون او اللسان. يجب على ابناء السودان ان ينتبهوا من امثال هؤلاء وان لا يستجيبوا لتلك الدغدغه لمشاعر العروبه او خلافه ويجب علينا جميعا ان نتذكر بأن لا فرق بين عربى ولا عجمى الا بالتقوى ويجب ان نتذكر ايضا ان هذا السودان يسعنا جميعا دون اقصاء لأحد .
|
|
|
|
|
|