|
توحيد متمردي دارفور: شرط أساسي للسلام
|
توحيد متمردي دارفور: شرط أساسي للسلام
Africa Briefing Nº32 6 October 2005 .This briefing is also available in English
نظرة عامة
يسود في دارفور وضع خطير بحكم الأمر الواقع. فأكثر من مليوني مدني شردهم الصراع لن يعودوا إلى ديارهم بغير تسوية سياسية شاملة تحتوي على ضمانات أمنية. ولكن، بينما تستمر الحكومة في انتهاك التزاماتها العديدة بوقف نشاط المليشيا الحليفة الموالية لها، أي الجنجويد، فإن الخلاف داخل حركتي التمرد الرئيسيتين وفيما بينهما ينبغي أن يحل أيضا إذا ما أريد أن تكون هناك فرصة للسلام الدائم.
ولا يزال عدم الأمن مستشريا بالرغم من حدوث انخفاض في القتال المباشر الواسع النطاق بين الحكومة وحركة جيش/حركة تحرير السودان وحركة العدالة والمساواة. ولكن جيش تحرير السودان، القوة المتمردة المهيمنة في الميدان، يشكل بصورة متزايدة عقبة أمام السلام. فالإنقسامات الداخلية، خصوصا وسط قيادته السياسية، والهجمات التي يشنها على قوافل الإغاثة الإنسانية، والصدامات المسلحة مع حركة العدل والمساواة قوضت محادثات السلام وأثارت تساؤلات بشأن شرعيته. وحركة العدل والمساواة، مع أنها أقل أهمية من الناحية العسكرية ومشتبه فيها بين أهل دارفور بأن برنامجها ذو ميول وطنية وإسلامية أكثر، لها مشاكل مماثلة.
وما دام جيش التحرير منقسما، ليس هناك أمل يذكر في إحراز نجاح حقيقي في المحادثات التي يرعاها الاتحاد الأفريقي في أبوجا، لأن من الراجح أن تستغل الحكومة ضعف المتمردين وتزيده تفاقما على طاولة المفاوضات. وتفكك جيش تحرير السودان وحركة العدل والمساواة من شأنه أن يؤدي إلى تسوية محدودة يمكن أن تستعيد فيها الحكومة ما يشبه السلطة في دارفور عن طريق صفقات محلية مع القبائل والفصائل المتمردة، بينما تجد حركتا التمرد نفسيهما معزولتين وأقل أهمية بشكل متزايد. وبالرغم من شعور المجتمع الدولي بالإحباط، فإنه سيرتكب خطأ إذا اختار تحقيق مظهر للاستقرار بدلا من الحل الشامل، لأن ذلك سيترك جذور الصراعات بلا مساس، بعد موت مئات الألوف وتشريد الملايين.
ولا يزال يمكن التوصل إلى حل سياسي دائم، ولكن ينبغي للاتحاد الأفريقي وجيران السودان والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي أن يضغطوا من أجل ثلاثة إجراءات لحل مشكلة عدم توحد المتمردين:
يجب أن تعود القيادات السياسية خاصة قيادات جيش تحرير السودان، وكذلك حركة العدل والمساواة إلى دارفور بأسرع ما يمكن، وأن تنظم مؤتمرات عريضة القاعدة لعضويتها؛ وينبغي لمؤتمر جيش تحرير السودان خصوصا أن يكون شاملا في التمثيل والمشاركة وأن يوفر منبرا للمتمردين لحل مشاكلهم المتعلقة بالقيادة؛ وأن يصوغ توافق آراء بشأن هيكل الحركة؛ وأن يستعيد القيادة والسيطرة وينهي أعمال النهب؛ وأن يحدد موقفا تفاوضيا لوفده في محادثات أبوجا للسلام؛ يتعين على المجتمع الدولي أن ينسق رسائله بصورة أفضل لمنع حركتي التمرد وفصائلهما من الاضطلاع بدور الأطراف الفاعلة الخارجية بعضها ضد بعض، وينبغي أن يدعم مؤتمرات الحركتين بتقديم المساعدة فيما يتعلق بتوفير المواصلات والمعونة الغذائية والأمن. نيروبي/بروكسل، 6 أكتوبر 2005
comments
|
|
|
|
|
|