|
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة ، حبيبتي تطبز عيني بإصبع مخضّب بالحنّاء
|
كما يستعد الناس لأعيادهم تستعد المرأة لعيدها ، لكن ليس بإعداد الخبيز أو شراء ستائر أو ملايات جديدة هذه المرة ، بل تستقبله بشحذ أسنة فكرها ، وإشعال شمعات معرفتها ... وتنشط التنظيمات النسوية لاغتنام الفرصة لإسماع صوتها إلى من هم حولها ... هو يوم لا تسعى فيه المرأة إلى هزيمة الرجل ، بل تسعى فيه لإيضاح حقها ، ورسم خارطة نضالها في الماضي وفي المستقبل .. لكن هل اليوم العالمي للمرأة هو يوم لكل نساء العالم ؟ أم أنه يوم نخبوي ؟ لماذا لا تحتفل أمهاتنا في الأرياف وفي الأطراف وفي الهوامش ، بل حتى في الأحياء الشعبية ، بيوم المرأة ؟ وهل الحقوق التي تسعى إليها ( النخبة ) هي نفس الحقوق التي تسعى إليها هؤلاء اللاتي لا يعرفن أن يوم 8 مارس هو اليوم العالمي للمرأة ؟ بالطبع لكل الناس مطالب ، لكن هل مطالبنا متساوية ، وهل كل مطالبنا تندرج تحت سلّم أولويات موحّد ؟ ما معنى الحرية بالنسبة لإنسان أمي لم يعرف طريقا إلى المدارس وعلومها ؟ هل يختلف المعنى لديه من شخص آخر شقّ طريقه إلى العلم والمعرفة ؟ .. أعتقد أن الإجابة تأتي بديهية بنعم ... إذن الجهل قضيةٌ كبيرة تحتضن في داخلها العديد من القضايا، وكذلك الفقر ، والمرض ... وأجد أن المرأة الريفية أكثر اكتسابا لحقوقها الطبيعية من المرأة بالمدينة ... فنسبة النساء المالكات للأراضي الزراعية من الريفيات مثلا أكبر بكثير من صاحبات الملكية من نساء المدن وأشباه المدن ... والمرأة الريفية تعمل في الحقل جنبا إلى جنب مع الرجل وبأجر متساوي ، ولها كل الحق أن ترتاح حين ترغب في ذلك وبشروط الخدمة نفسها التي تنطبق على الرجل ... وفي المرعى ، وفي الغابة ، وعلى امتدادات الأنهار ، المرأة تعمل في المهنة التي تريدها والتي تجيدها دون قيد أو شرط ، إلا ما تقصر عنه مقدرتها الجسدية ... تقول بعض المنتميات إلى النخبة المثقفة أن المراة ليس لها الحق في الجلوس في الديوان مثلا ... وهذا غير صواب ... فمن قال أصلا أن المرأة تريد أن تجالس الرجال في الديوان ؟ أو أن تؤاكلهم ؟ ومن قال أصلا أن الجلوس في الديوان ميزة حتى يتهم الرجال بالاستئثار بها دون النساء ؟ ومن قال أصلا أن الجلوس في غرف البيت الداخلية منقصة ابتليت بها النساء ، وهي في الأصل ( هذه الغرف ) أكثر راحة وخصوصية من الديوان ، مما قد يجعل الرجال يحسون أنهم حرموا من متعة الاتكاءة والاضطجاع فيها ... وهناك بعضهن يقلن أن المرأة الريفية تأكل تاليا للرجال ،،، وكلنا نعرف أن المرأة هي في الغالب صانعة الطعام ، وهي دائما من يتذوقه أولا ، وهي الشخص الوحيد الذي يقوم بتوزيعه ، فإن لم تعدل فهي إذن ظالمة لنفسها ، وإن آثرت على نفسها فتلك تضحية إنسانية تُحمد عليها ، والرجال أيضا قد يقومون بتضحية مماثلة من أجل النساء أو الأطفال أو الضيوف ، وليس هناك إلزام نوعي يقع على البعض ويظل مرفوعا عن البعض الآخر ... إذن هل نحن نجري وراء بعض الشكليات ، وبصورة انفعالية ، أم أننا نسعى حقيقة إلى رفع الظلم عن فئة من فئات المجتمع الإنساني ؟ فهناك هوة كبيرة بين الريف والمدينة ، وبين المركز والهامش ، وبين الحي الراقي والحي الشعبي ، وهناك اختلاف كبير بين أولويات هذا وأولويات ذاك ، وهناك حاجة إلى مساواتنا فيما يراه البعض ظلما ، قبل المطالبة بمساواتنا فيما يرونه عدلا ... ولا يمكن أن يفهم البعض أن هذا مطلب بترييف المدن ، أو تجهيل المتعلم ، أو كبح التطور في المدينة ، إنما المقصود هو تمدين الريف وانتشاله من حالة التخلف التي يعيشها ، والتي تكبّل انطلاقة الإنسان هناك ... فنشر التعليم ، وهزيمة الفقر والمرض ، هي المطالب العاجلة هناك ، وهي مطالب للمرأة والرجل على السواء . فمثلا لو أخذنا كمثال نظرة المنتمين إلى النخب المثقفة إلى مسألة خفاض البنات كجريمة ، فإننا سنجد أن الإنسان الريفي ينظر إلى عدم إجراء عملية الخفاض على أنها هي الجريمة وأنها عيب ونقص ... إذن الإنسان هناك يريد أن يتعرف على حقوقه أولا ، ثم يتم تأهيله لينتقل للمطالبة بها ... لذا نجد إنه في اليوم الذي تحتفل فيه النخب من النساء والرجال بيوم المرأة العالمي ، تصبح الدنيا على أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا في الريف وفي الهوامش بوتيرتها العادية ، كنس ، وطبخ ، وجني قطنٍ ، واحتفال بخفاض بنت ، أو ولادة في البيت على يد ( داية الحبل ) ، أو جلسة حناء أو دخان طلح أو شاف ، أو جلسة لشرب القهوة السمراء في ظل الضحى أو تحت شجرة نيم ، وربما تمد إحداهن إصبعها المخضب بالحناء في وجه زوج أقعده الجهل والمرض والفقر عن أداء واجباته ظنا منها أنه هو المتسبب في تعاسة الحياة من حولها ، دون وعي منها بأنه هو أيضا ضحية ، وأنه مظلوم ، مظلوم ...
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بمناسبة اليوم العالمي للمرأة ، حبيبتي تطبز عيني بإصبع مخضّب بالحنّاء (Re: ودقاسم)
|
Quote: إذن هل نحن نجري وراء بعض الشكليات ، وبصورة انفعالية ، أم أننا نسعى حقيقة إلى رفع الظلم عن فئة من فئات المجتمع الإنساني ؟ فهناك هوة كبيرة بين الريف والمدينة ، وبين المركز والهامش ، وبين الحي الراقي والحي الشعبي ، وهناك اختلاف كبير بين أولويات هذا وأولويات ذاك |
كـنقطة بـداية أتفق معك هنـا في هـذا الparagraph (وأعـذرني علي استعمـال كـلمة ماحقت لغتنا هنا) يحمـل في رأيي مفاتيح التحليل لأشـياء.....لقيـمة مماراسـات اجتماعية لمواريث ثقافية...الخ...
كما أنه أي البراجراف .....سـيجـعلنـا قطـعا نفـكر بعقل مفتوح قـادر علي ان 'يسـمع' اذا قـرأنـا بوضوع ودون تعصـب... فقط أرجـو ان اكـون قـادرة علي الرجـوع... وعـلي الإلـتزام بمـاكـتبته أنـا فـوق..
تحياتي لك...
مـني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بمناسبة اليوم العالمي للمرأة ، حبيبتي تطبز عيني بإصبع مخضّب بالحنّاء (Re: خالد عويس)
|
وبسبب هـذا التفاوت بين المـركـز واطـرافه أو الهامش في المركـز.... وبين المـدينة والريف..... وبين مناطـق تمـركـز الخـدمات ومناطق لا تعلم عنهـا شـيئا...ولأسـباب أخـري... تضـايقـني خطـابة بعض المجمـوعـات النسـويـة..وأراهـا مضـرة لحركـة المـرأة بشـكـل عام!
هـل تحتاج المـرأة ان تكسب الرجـل الي جـانبها أم لا? بعيـدا مـن التشنج...نعم وان كـان 'مشروع كسـبها' يحتاج الي نضـال طـويل صـابر ومـتواصـل..يسـاعـدها في ذلك استمرار الرجـل المستنير حـقيقي للنضـال بجـانبها....قطـعا بجـانب أشـياء أخـري كـثيرة..
مـني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بمناسبة اليوم العالمي للمرأة ، حبيبتي تطبز عيني بإصبع مخضّب بالحنّاء (Re: Muna Khugali)
|
منى خوجلي تحية ومودة الرجل المستنير يفهم قضية المرأة ويرى أن في حلهاحل لبعض قضاياه ، فالحرية ، والديمقراطية ، والعدالة والمساواة ، هي مطالب عامة ، ومن يمنع عن المرأة حريتها يمنعها أيضا عن الرجال ... والفئة المعتدية على المرأة هي أيضا معتدية على الرجل ... وهذا لا يعني أن تتوقف المرأة عن النضال أو أن تترك كل أمرها للرجال ، فلكل دوره ، لكن التركيز لابد أن يكون على مسألة العدو المشترك الذي يحاول فرض رؤيته وفق مصالحه على المجتمع الإنساني ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بمناسبة اليوم العالمي للمرأة ، حبيبتي تطبز عيني بإصبع مخضّب بالحنّاء (Re: انعام عبد الحفيظ)
|
شكرا لودقاسم والتحية لحبيبتك التى طبزت عينك باصبع مخضب بحناء المعرفة
Quote: لكن هل اليوم العالمي للمرأة هو يوم لكل نساء العالم ؟ أم أنه يوم نخبوي ؟ لماذا لا تحتفل أمهاتنا في الأرياف وفي الأطراف وفي الهوامش ، بل حتى في الأحياء الشعبية ، بيوم المرأة ؟ وهل الحقوق التي تسعى إليها ( النخبة ) هي نفس الحقوق التي تسعى إليها هؤلاء اللاتي لا يعرفن أن يوم 8 مارس هو اليوم العالمي للمرأة ؟ |
استوقفتنى هذه الفرضية ومن باب الصدف الجميلة بانى اكتب الأن فى مسودة دراسة عن الفجوة بين { الانتجلسيا النسائية} والنساء الكادحات واللآنى يمثلن السواد الاعظم واقولها الآن وبملء القلب والعقل ان حركاتنا النمسائية فشلت تماما عن عن هدم هذة الهوة بينها وبين من تعتقد انهن يحتجن لهذه البرامج وسوف تظل هذه الفجوة طيلة ما حركاتنا النسائية غير قادرة على مواكبة معرفة الواقع الخاص بنساء القاعدة وطالما عجزت عن خلق لغة مشتركة تبدأ من حلة الملاح والودع والزار وزيارة الصالحيين، اى معرفة واقع هؤلاء النساء وساعود بعد ان افرغ من هه المسودة
وبلغ اعزازى ومحبتى لفوزية وغنى للشمس التى على هامتها
| |
|
|
|
|
|
|
|