|
Re: هل عقده اللون الابيض تطاردنا (Re: حسن الجيلى سعيد)
|
أخي الفاضل اعتقد أن المسألة لا علاقة لها مباشرة بالعقد النفسية، ولربما سهل التعامل معها من خلال الانثربولوجيا الثقافية.. إذ تقول بعض البحوث الانثروبولوجية أن الإنسان يعتقد أنه هو الأصل وأن لونه هو الأصل وملبسه وطعامه هو الأصل.. وأذكر أننا عندما كنا صغارا ننظر إلى الخواجات وكأنهم مخلوقات ممسوخة! بشرتهم تعيسة.. وشعرهم أقرب إلى التوحش!.. واذكر عندما ذهبت إلى المغرب في خريف عام 1984 كنت أرى أن النساء في المغرب جميلات وعيبهن الوحيد هو لون بشرتهن الذي يبدو وكأن الإنسان مسلوخ الجلد لونهن أشبه بلون الفشفاش! ومع مرور الوقت تعودت العين وتغيرت الاتجاهات وحصل التسامح الثقافي وخرجنا من دائرة التمركز حول الذات.. أظنك لاحظت انحسار الاضهاد لذوي البشرة البيضاء من السودانيين (وقد كانت كلمة حلبي تعتبر شتيمة) في السنوات القليلة الماضية، واصبحت البشرة الفاتحة من مواصفات الجمال الأنثوي.. وهذا ليس نتيجة عقدة، بل لانتشار ثقافة تم الترويج لهاعبر وسائل الإعلام المختلفة.. وقد تفاجأ بأن فيرآندلفلي منتشر في كل البقاع العربية من الخليج إلى المغرب، مثلما انتشرت ظاهرة تبييض الأسنان لمن يريد الظهور عبر الشاشتين الفضية والذهبية.. وفي الضفة الأخرى هناك دعاوى/فلسفات تروج لمقولة: "الأسود أجمل".. وهذا هو حال الدنيا! تحياتي وسلاماتي.
| |
|
|
|
|