|
د.أبو آمنة: قطبى يؤجج نيران الحرب الخاكدة..الظلام لن يعود
|
قـطبي يؤجـج نـيران الحـرب الخـامدة .. الظــــلام لـن يعــــود .. د. ابومــــــنة
قطبي المهدي كما هو معروف للجميع هو من قيادات المؤتمر الوطني المرموقين, وما يكتبه يجب ان يؤخذ بمنتهي الجدية, وخاصة وهو من يعلمون بحكم توليه مناصب حساسة بالدولة ببواطن الامور. لقد ظن البعض بانه عندما أطل بالكتابة في سودانيز اونلاين سيكشف ممارسات النظام الاجرامية, وبانه يتحسر علي الماضي وبأنه يطلب المغفرة من ربه سبحانه وتعالي. ولكن لا .. الرجل جاء يأجج نيران الحرب التي وضعت اوزارها, جاء يتحسر علي تلك الايام التليدة حينما كانوا يرمون بفذلات اكبادنا الي اتون الحرب, ويطلب منا ان نموت كما مات مهوسون في احراش الجنوب. جاء الرجل ليقول مرة اخري:
"فليشفع لنا أن نموت كما يموت المجاهدون الشهداء في ميدان الجهاد.. كأمثال .."
أعتقد الكثيرون بان الرجل جاء ليكشف الجرائم التي ارتكبتها الانقاذ وخاصة وانه ابعد ظاهريا من المسئوليات الحكومية. ظنوا انه سـيتحدث عن حسابات المختلسين بالبنوك الاجنبية سواء كان ذلك في ماليزا او سنغافورة او سويسرا واين تذهب ايرادات الذهب والبترول, وعن العمارات التي تشيد من اموال الشعب. حسبوه سيذكر تلك الفئة من الاجانب الذين اغروا بهم واستجردوهم للسودان بحجة المساعدة والتدريب وتوفير الملجأ الآمن, ولكن عندما اشتدت عليهم الضغوط خانوا رفقاء دربهم وقاموا بتسليمهم لعديد من الدول المعادية لهم. يعني باعوهم عديل كده!
اين كارلوس؟ ولماذا غدر به؟
حسب البعض ان كاتبنا الجديد سيكشف من كان متورطا في تدبيرات اغتيال رؤساء دول الجوار, من دبر المؤآمرة , ومن اشترك فيها, ومن باركها. حسبوه سيكشف تفاصيل الخيانات التي قامت بها سلطة الانقاذ اذاء جماعات بن لادن, وعن الملفات التي سلمت لما سموه الشيطان الاكبر, وعن تلك الزيارات المتكررة التي يقوم كبار مسئولي امن الجبهة راسا الي البنتاغون. حسبوه سيدين جرائم الابادة البشرية ويكشف المتورطين فيها, وحرق القري في دارفور, وجرائم القتل في الشرق, واعتدآت همشكوريب الاجرامية. حسبوه سيكشف كيف تدبر مؤآمرات الالتفاف حول الاتفاقية, وكيف يهمشون المسئولين الجنوبيين, وكيف يسلحون جيش الرب, ويفتنون القبائل بعضها مع البعض. وينشرون الافات. حسبوه سيكشف عن تكوين حكومة الظل والمرجعيات, عن الذين اغروهم بالمال ليسكتوا ويركنوا, وعن الغواصات التي زرعوها في داخل كيانات المعارضة.
لا ...لكل هذا ... الرجل انفتح علينا متحسرا علي ذلك الماضي التليد.
عندما استتب السلام بعد توقيع الاتفاقية, وبدأ الجنوبيون في العودة, واطلت الطيور المهاجرة, وبدأ الشروع في البناء, وشم السودانيون نوعا من الحرية بعد سنوات الكبت والارهاب والاذلال, عاود الحنين الرجل كما يقول:ـ
" في هذا الجو بدأت أستعيد من الذاكرة سنوات الانقاذ الأولى.. (والتي أصبح بعض الانهزاميين يتبرأون منها .. حينما شعر السودانيون أن لهم دولة وأن في بلدهم سلطة وطنية تدافع عن كرامتهم". كذا!!!
تـذكر هذا الجو حينما كان الشعب مكبلا بالقيود, والهوس في اعلي درجات غليانه, حين عذب الرجال في بيوت الاشباح وامتلأت السجون بالاحرار, ونهض ابطال القوات المسلحة لوضع جد لمعاناة الشعب فتم الغدر بهم. ..يا خونة. في هذا الجو تمت ابادة الآف من ابنائنا ليس في ميدان القتال بل ايضا في معسكرات التدريب علي مشارف العاصمة.
في هذا الجو الذي يشتاق اليه قطبي هاجر مئات الاف من خيرة ابناء الشعب وتشتتوا في مختلف انحاء المعمورة.
هذا الجو كان احلك جو يمر به الشعب السوداني في تاريخ حياته.
يتساءل الرجل:ـ "أين يا ترى تلك الوجوه التي كنا نطالعها في »ساحات الفداء«؟؟ وكنا نلتقيها في الخطوط الأمامية.. في همشكوريب والنيل الأزرق وخور بركة وأحراش الجنوب؟؟"
الرجل لا زال يتكلم عن عملية صيف العبور الظافرة, وعن تطهير الجنوب من التمرد, وعن اناشيد المجاهدين الثورية, وعن المعسكرات النابضة بالحياة, والتطلع للشهادة, عن زغاريد الامهات, وعن استقبال الاستشهاد بالفرح والاعراس والرقص, عن زاد المجاهدين!! ويتحسر علي تلك الوجوه التي "كنا نلتقيها في الخطوط الأمامية.. في همشكوريب والنيل الأزرق وخور بركة وأحراش الجنوب؟؟"
مسكين قطبي, لقد ذهبت تلك الايام الخالدة.
الظلام لن يعود. المرجعيات الانقاذية وزعت الادوار بينها بمهارة فائقة, فينما تلك المجموعة في السلطة تتظاهر بالتزامها بالسلام, فرغت مجموعة اخري واجبها صب هجومها علي الاتفاقية وتاجيج نار الفتن, والحفاظ علي شحنة الهوس الديني التي فرغوها في شبابنا. ولكن الظلام لن يعود.
|
|
|
|
|
|