الناقد الهاوي والناقد المحترف.. لعناية البرنس و الخواض

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 01:46 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-24-2006, 01:55 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الناقد الهاوي والناقد المحترف.. لعناية البرنس و الخواض


    الناقد الهاوي والناقد المحترف

    * فيصل درّاج
    يقيم البعض استراتيجية الكتابة على مبدأ: "هالة الأسماء الكبيرة", كما لو كان استظهار الأسماء متكأ الكتابة وقوام المعرفة. توهم هذه الاستراتيجية بمعرفة الكاتب بموضوعه, وتخبر القارئ انه امام كاتب يفوقه معرفة, والبرهان موجود في جوقة الأسماء الغريبة, التي يستظهرها الكاتب سعيداً, ولا يحسن القارئ التلفّظ بها في شكل سليم. والأمر كله قائم في منظور قديم - جديد, يمكن ان يدعى "فلسفة المسافة", التي تضع الكاتب فوق القارئ وتدعو القارئ الى الترحيب بالمسافة والقبول بها. عندها يصبح اللاتكافؤ قاعدة للقراءة, يوزّع وظيفة التلقين الصارم على العارف الأديب ووظيفة الاستظهار الممتثل على القارئ المستسلم. قاعدة تعليمية طريفة, ترى في القمع اساساً للتواصل وفي التراتب مبتدأ للقراءة.
    يقبع السر كله في كهنوت الاختصاص, الذي يرى في التسلط العارف اختصاص نخبة متعالية, ويرمي على الجاهلين باختصاص الخنوع, فلا حرية لمن لا اختصاص له, وكل الحرية للعارف الذي يستظهر الأسماء العالمة الكبيرة. بيد ان المظاهر خادعة, لأن الطرفين, على رغم بهاء المسافة, لا يتمتعان بالحرية الحقيقية. فإذا كان امتثال القارئ صادراً عن تربية تقليدية تبدأ من المرتبة المتوارثة لا من الإنسان الحقيقي, فإن عبودية الكاتب المتعالي تأتي من تقاليد الاختصاص. فالمختص يأخذ العلم على يد مختص آخر, اخذ العلم عن غيره, استقى بدوره "الحقيقة" من مختصين سابقين. وبداهة, فإن المختص يظفر بلقبه حين يعترف به اهل الاختصاص, ويسمحون له بالدخول الى دائرتهم الذهبية الضيقة, يقبل بقواعدهم ويرضون بامتثاله, وينتهي الى لقب منشود هو: الخبير. وعلى رغم جمال اللقب, الذي يتيح لحامله الكتابة والمحاضرات والسجال والالتقاء بوسائل الإعلام, فإن فيه ما يسخف بريقة ويسفّه هالته, وذلك لأمرين: ان الخبرة لا تعني المعرفة, لأن الخبير مرتهن بما تعلّمه من خبراء سابقين منشغلين بتوطيد علاقات التلقين والاستظهار لا بأسئلة القارئ المتجددة. اما الأمر الآخر فقائم في غياب الفردية الحرة والأنا الطليقة والذاتية اللامقيدة, فلو كان المختص حراً لما اصبح خبيراً ولا قبل به اهل الاختصاص, هكذا يتوزع الخضوع, بنسب متفاوتة, على الكاتب المختص والقارئ البسيط, وإن كان الأول يحجب خضوعه بلقب مهيب وبلغة متعالمة غير عادية.
    يتراءى فضاء الاختصاص المغلق في علاقات كثيرة تُجانس المختصين: اللقب, الذي يُحيل أكاديمياً على اكاديميين وأستاذاً على اساتذة او ناقداً على جمهرة من "النقدة" بلغة فرح انطون, والموضوع الذي يتوارثه عارف من عارف, من دون تبديل او تحويل اساسيين, واللغة المختصة التي تبني جداراً سميكاً بين المختصين وغيرهم, والتي إنْ قصدت جوهر الحقيقة اقتربت من الألغاز, إذ للمختص لغة معقدة لا يعرفها غيره ولغير المختص لغة اخرى مبتذلة. وبسبب جدران الاختصاص, فإن "تجديد النظرية" يأتي من جهة الأساتذة لا من جهة القراء, الذين عليهم الترحاب بالانصياع والتطيّر من المساءلة, فلو جاءت النظرية من جهة القراء لأساءت الى كهنوت الاختصاص المنقطع عن العالم الخارجي.
    وبداهة, فإن الخبير الحصيف لن يأتي بجديد, ذلك انه يقارب بين نص ونص وبين نظرية ونظرية, ويعطف قولاً اكاديمياً على قول اكاديمي آخر. وحين يخرج من "فضاء النظرية" الى حيّز التطبيق, فإنه يقرأ النص على ضوء قراءة اخرى جاهزة, مؤكداً النصّية الثابتة مبتدأ للقراءة والخبرة. وهذه النصّية الثابتة هي التي تُقيم فارقاً بين العارفين وغيرهم, وتعطي العالم المعرفي صفات كهنوتية. ليس غريباً, على سبيل المثال, ان تُقرأ رواية محمد حسين هيكل "زينب" على ضوء قراءة اكاديمي فرنسي لأعمال جان جاك روسو, او ان تفسر رواية محفوظ "اللص والكلاب" على ضوء مقولات وجودية انتُزعت من كتاب مختص. والإشكال هنا, على رغم جهد الخبير, ان النص يُهدر سياقه, فيتبدد المعنى وتلتغي دلالة "السلسلة الأدبية" التي تشتق العمل الأدبي من اعمال سابقة او التمرد عليها. عندها لن تكون "زينب" دعوة الى الحداثة الاجتماعية بوسائل كتابية حديثة, ولن تكون "اللص والكلاب" نقداً للسلطة وإعلانات عن تحولات اجتماعية تفرض تحولات في الشكل الروائي.
    يكشف الرجوع الى أشكال كثيرة من النقد الأدبي العربي عن "فخ النظرية", بلغة مهذبة, او عن "لعبة الاختصاص", بلغة تودّ ان تظل مهذبة ايضاً. فهذا النقد استنساخ هجين لنقد كُتب بلغة غير عربية, استُقدم الى النص العربي ولوى عنقه, يعترف بالنص الذي تعترف به الأحكام الجاهزة, ولا يعترف بالجديد الذي لم تخبر عنه كتب الاختصاص, فإذا كانت القراءة "الخبيرة" للنص تقضي بمحاكاة قراءة جاهزة, فإن عدم وجود نص نظير يفرض عدم الاعتراف بالنص المختلف. كما لو كانت هناك احكام ثابتة لا تتغير إلا اذا قرر الأكاديمي تغييرها, لأن على المبدع ان يحاكي معايير المختص الذي يحاكي غيره. عندها تكون رواية عبدالرحمن منيف "ارض السواد" "تأريخاً مملاً" يوهن "المخيال الروائي" ورواية رضوى عاشور "قطعة من اوروبا" تطاولاً على عمل المؤرخين وإهانة للإبداع والمبدعين, ولن يكون مشروع ربيع جابر الروائي في "يوسف الإنكليزي", كما في "بيروت مدينة العـالم" إلا تيهاً في ارض مجدبة. وواقع الأمر ان هذه الأعمال التجديدية, كما غيرها, لا تُختصر الى جدل المؤرخ والروائي, وهو جدل مزهر خصيب, لأنها تأمّل عميق للتاريخ, املته هوية ممزقة, وحرّض عليه مؤرخ سلطوي مختص, يجتر ما جاء في كتب سبقته. ولأن الأمر على ما هو عليه, فإن هذه المقترحات الروائية تنقد الواقع والكتابة التاريخية المسيطرة وأشكالاً كثيرة من الكتابة الروائية, وتفتح أفقاً خصيباً للرواية العربية.
    كان الراحل إدوارد سعيد يميّز بين المثقف الاحترافي, الذي يختزل الثقافة الى مهنة وخبرة, والمثقف الهاوي, الذي يرى النصوص وما خارج النصوص ويظل طليقاً, يقرأ النصوص و"الدنيا" في آن. وما ينطبق على المثقف ينطبق لزوماً على الناقد, وهو مثقف بدوره, يقدس النصوص ويصير محترفاً, أو يرى الى القارئ والدنيا ويظل هاوياً. والناقد الأول مشغول بـ"علم الأدب", الذي لن يصبح علماً, ومهموم بـ"نظرية الأدب", التي تنحر النصوص المتبدلة بمفاهيم النظرية الثابتة. على خلاف الناقد الهاوي, الذي يقول بـ"مقاربات نقدية" لا بـ"نظرية نقدية", ذلك انه يرى القارئ قبل النص, ويرى الى العلاقتين معاً كعلاقات دنيوية. بسبب هذه الهواية الفاتنة يبقى حراً, وقادراً على قراءة الخيال الروائي الحر, الذي يخلق نصه ويتمرد على عادات القراءة والكتابة. لهذا ينطوي النقد المختص على ما يمجد النص ويزهد بالدنيا, ويتضمن النقد الهاوي ما يلتزم بالدنيا وبالنصوص الدنيوية.
    وفي النهاية, وعلى رغم كلام كثير على العسف والشمولية, فإن الناقد المنغلق في اختصاصه يقرأ ذاته مدّعياً قراءة نص خارجه, مؤكداً ذاته مركزاً للتقويم والمحاكمة بينما ينقض الناقد الهاوي المراكز جميعها, لأنه علاقة وجيزة في دنيا رحبة, غامضة, ومطلقة السراح.



    مع تحياتي
                  

02-24-2006, 02:19 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الناقد الهاوي والناقد المحترف.. لعناية البرنس و الخواض (Re: bayan)

    ..

    منتظرة النقاش..]

    (عدل بواسطة bayan on 02-24-2006, 07:21 AM)

                  

02-24-2006, 06:31 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الناقد الهاوي والناقد المحترف.. لعناية البرنس و الخواض (Re: bayan)

    إلى حين عودة:

    تحية لك (يا بيان)
                  

02-24-2006, 03:14 PM

Gazaloat
<aGazaloat
تاريخ التسجيل: 05-14-2003
مجموع المشاركات: 891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الناقد الهاوي والناقد المحترف.. لعناية البرنس و الخواض (Re: عبد الحميد البرنس)

    قبل ان اتداخل فى هذا الموضوع الهام ارجو ان تبحثوا معى عن الفنان المسرحى( الكائن المسرحى فى توصيفات البعض) محمد السنى دفع الله ليحكى لنا جانبا من تجربته الذاتية مع الاستاذ/دكتور ابراهيم حمادة عميد اكاديمية الفنون المسرحية فى مصر سابقا والذى جاء به استاذنا الدكتور خالد المبارك كممتحتن خارجي للدفعة السادسة(يوليو/اغسطس 1977)

    تجربة السنى هذه لو حكاها لاغنتنى عن ثلثى ما اود طرحه هنا!!!!

    منعم الجزولى
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de