|
|
 التلاعب بالوجدان
|
السودان كيان مسجل ضمن منظومة الامم المتحدة.. مسجل ضمن منظمة الوحدة الافريقية..مسجل ضمن منظومة الاقطار العربية..له مكاتب تمثيل ديبلوماسى وسفارات..
وكمان رئيس جمهورية ..وزارة دفاع..ووزارة داخلية....وهذه اسوأ الاركان فى دولة السودان.
الرئاسة..وزارة الدفاع..ووزارة الداخلية ..مؤسسات دولة.. ليس لها ما تتفوق به على المؤسسات الاخرى فى بلاد يحكمها القانون ويحرسه ممثلوا الشعب..كوزارة البيئة مثلا..فكلها مؤسسات ينتخب الشعب افرادها...
الرئاسة..وزارة الدفاع ..ووزارة الداخلية..هى اعمدة الاستبداد المطلق فى السودان..هىمركز كل السلطات و القرارات الاستثنائية باسم الشعب ..وضد الشعب فى نفس الوقت..هنا تتجسد الاستهانة والاستهتار بارادة الشعب..لدرجة الالغاء.
هذا حتى اذا افترضنا ان على كرسى الرئاسة فى حدود مواصفاتها الدنيا.. مجرد انسان عادى يحس بالآخرين ..
و هذا ما لم يحدث طيلة نصف القرن من الزمان والتى هى عمر الدولة السودانية الحديثة..
اما ان يكون من على كرسى الرئاسة ادنى حسا من المواطن العادى.. واقل انسانية من المواصفات العادية..فتلك فى نظر المؤسسة العسكرية السودانية.. المؤهلات الكافية لأذلال هذا الانسان .. البسيط المتسامح..
فرئيس الدولة حينما يكون اقرع العقل.فى دولة ديمقراطية..و نادرا ما يحدث (ولا اعنى انتخابات المؤسسات والعقليات الطائفية) فليس لذلك وطء ثقيل على الامة..كما لو كان ذاك العقل الاقرع فى امة اغتصب ارادتها العسكر..
ان يكون رئيس الجمهورية اقرع العقل فى دولة ديمقراطية فلا غضاضة فى ذلك...
لانه لايحكم وحده وهناك من يلجمه اذا تجاوز حدوده او اذا اخطأ ... فهناك قانون يحدد صلاحياته بصرامة..
.. مؤسسات.. بحوث واستشارات تقود لاتخاذ القرار..وتقلل من نسبة وقوع الاخطاء..
.وهناك قانون مر عبر عهود من التجارب.. والممارسات القضائية المتراكمة فى بيئة من الحرية..
تدعم السبك السليم للصياغات والاسترشاد الموفق بالسوابق...
اضافة لهيئات برلمانية وتشريعية متخصصة....
*******
اما ان يكون رئيس الجمهورية اقرع العقل فى دولة يحكمها العسكر .. فهنالك احتمالان .
الاول ان تكون المؤسسة العسكرية نفسها بالغة سن الرشد السياسى.. كما فى دول منظومة السبع ( لا ال8 )..
فتلك كارثة نوعية واحتمال لم نشهده بعد..
الثانى ان تكون المؤسسة العسكرية فى حالة مراهقة طفيلية (تتدخل فيما لا طاقة لها به..و تدعى القدرة على اجادة مالا علم لها به) كما فى حال الامم تعيسة الحظ..كالسودان ..
فتلك حالة يشفق فيها الحيوان على الانسان..واقصد حيوان الغابة وحيوان مجموعة ال7...و استثنى..واستثنى حمير وحصين الشيل.فى العاصمة القومية وارياف السودان..
وسيد الموقف ..فى هذا الحال..بدلا من القوانين والتشريعات عبر مؤسسات السيادة الشعبية الحرة..قرارت جمهورية...
قرارت جمهورية يتيمة ...ليس فقط ممن يثنيها ..بل ممن يراجع صياغتها بتعقل فيه احترام لارادة الامة..
ووزير الدفاع عند شعوب تقدس وجودها ..او امة تحترم ادميتها...يدرك تماما انه لولا ورقة الاقتراع التى استامنه من خلالها ناخبيه..لما كان له موقع من الاساس ..ليخطو على عتبة البرلمان..
ومن يختاره ناخبوه عندالشعوب التى تحترم ادميتها...فجدارته انسانيته اولا..وعلاقاته النافعة والايجابية مع مجتمعه الصغير..ثم تاتى مؤهلاته الاخرى..كداعم يرتقى بنوعية التمثيل..
زارة الدفاع فى دولة تغتصب من الشعب حريته وتدعى الدفاع عن كرامته .وزيرها يوالى مزاجه ومن ولاه..ومع ذلك يدعى انه يوالى الله.........
....تلك..... مؤسسة فاشستية..نازية...
تسخر كل مال الفقراء وجهد عرقهم ومصادر الدولة ومواردها..لدلال عسكرييها ..نبت النازية المحلية..ورمز الولاء للاستبداد..
*****
الامم التى اكتشفت نعمة انسانيتها...ادركت ذلك من وحى وعيها..وادركت ان العقل السليم المبدع هو نتاج بيئة الحرية وليس نتاج التجارب الدينية..
فقطعت دابر الذهنية الغيبية..بعد ان افسدت حياة الناس وشوهت ايمانهم....وباعت للناس صكوك الغفران ..كما باعت الحركة الاسلامية حور الجنان لاهل السودان....
*******
اذن لم يكن الامر هو فصل الدين عن الحياة...فلا تستطيع قوة ان تفصل حياة شخص ما عن دينه..
..وانما فصل السياسة عن الدين...ولمن يريد ان يعرف مصيبة مزج السياسة بالدين.. فالامر ليس قصصا من التاريخ ..فتجربة الحركة الاسلامية..وواقعها الراهن.. الآن.. فى دولتها الدينية القائمة.. الآن.. فى السودان..ما زالت نموذجا لأسوأ انواع البشائع التى ارتكبت باسم الدين او باسم السياسة او باسمهما معا..
اذن الاولوية فى اسناد مهام الحياة..صلاح انسانية الانسان....و صلاحية عقله فى الابداع.. وليس فى الاتباع...
الاتباع خيار شخصى للافراد..والابداع ضرورة اجتماع...
.اما حين يكون الاتباع هو فريضة الاجتماع..فتلك سمة القطيع لا سمة الانسان..
فالحديث عن خطر فصل الدين عن الحياة...حديث عن امر لا يمكن حدوثه.. ولا يوجد عاقل ينادى به.
.لانه عمليا غير ممكن....
وانما المقصود فصل الدين عن السياسة... ففى ذلك احترام لقدسية الدين فى بهائه الالهى..وتجويد للسياسة فى تحدياتها وتفاعلاتها البشرية...
لا جل صلاح عالمنا الذى نحن فيه هنا..وللاخرة وسيلتها الفردية عن طريق الدين..
*****
وهاهو واقع الحركة الاسلامية الحاكمة بالدين...فلا حياة الناس ومعاشهم وامنهم استقام.. ولا ايمان الناس استقام..واقصد الايمان الذى ينعكس سلاما وامنا وطمأنينة وحبا...
صلاح الحياة ليس بالعبث بوجدا ن الناس...وصلاح الدين ليس بوضعه شركا للتشكيك فى اختيارات الناس..
انه العبث بالدين حين يستخدمه المراهنون على مصالحهم بالدين ..مصيدة لمشاعر الناس..
. ليس من مبشرات صلاح الحياة علامات الصلاة فى قمة الراس او مسكنة هامدة مدعومة بامامة وقت الصلاة...
فصلاح الدين.. ان وجد... فهو حالة شخصية.. وليس من الضرورة او المحتمل ان تكون مزية انسانية ..
الا اذا رافقها ما ينفع الناس ..وما ينفع الناس ليس صلاة الفرد او تعبده او تفقهه فى اصول الدين.. وانما قدرته على تحويل حياة الناس ومن خلالهم .. بارادة حب الحياة.. الى واقع ايجابى بامل متجدد ومستمر.. يسهل على الناس امر معاشهم وامنهم ورفاهيتهم..
ولكن .. فى بلاد السودان لا تكاد تميز العقل من الوجدان...والدين صنعة وامتهان...وتلاعب بمشاعر الايمان...
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست