|
سقوط الأقنعة!
|
سكت دهراً خالد ساتي
سقوط الأقنعة!
الذين يكذبون على شعوبهم ويصورون أنفسهم أمامها وكأنهم أشبه بالملائكة وأن الحروب التي يشنونها هدفها تحقيق أمنهم وإستقرارهم وتعزيز قوتهم ومنعتهم، ثم تكشف الأيام لاحقاً كذبهم وخديعتهم وخيانتهم يستحقون أن يدخلوا التاريخ من أوسخ أبوابه وأن يخرجوا من الحياة السياسية بالشباك وليس الباب لأنهم دخلوا بيتها بالخطأ، ومارسوا الاعيبهم في غفلة من أهل البيت!! لقد سقطت الأقنعة.. وبات كل المستور مكشوفاً.. وإنفضحت الحيل القديمة.. أمريكا عن بكرة أبيها تعرف الآن ان رئيسها بوش خاض الحرب ضد العراق وهو يعلم علم اليقين أن العراق لم تكن تملك الأسلحة المحظورة التي تهدد الأمن والسلم الدولي، وكل أمريكا تعرف الآن ان رئيسها بوش تلقى تحذيرات من وكالة إستخباراته بأن غزو العراق سيوجد الفوضى والبلبلة والإنفلات وان إعادة الأوضاع في العراق إلى مجراها الطبيعي سيكون أشبه بالحرث في الماء أو «النفخ في قربة مقطوعة».. ومع كل ذلك «ركب السيد بوش رأسه» وأعطى الآمر لجحافل الأمبريالية الجديدة كي تقطع الرحلة الماراثونية وتأتي من وراء البحار والمحيطات إلى العراق لتذوق المر وتدخل بأرجلها إلى المستنقع العراقي دون ان تنجح في الخروج منه، بينما السيد بوش جالس على كرسيه الوثير بالبيت الأبيض يداعب كلبه، الذي منحه مؤخراً أبوته وأطلق عليه صفة الإبن مكتفياً بالأخبار التي تأتيه عبر شاشات التلفزة عن مصرع جنوده وفقدانهم لعقولهم وهيامهم على وجوههم في شوارع بغداد التي ضاقت بالغرباء ذرعاً وبدأت تصرخ في وجوههم أن يخرجوا بأرجلهم قبل أن يخرجوا في صناديق الموت المحمولة جواً!! بالأمس القريب إتهم مسؤول سابق في وكالة الإستخبارات الأمريكية الإدارة الأمريكية بتحوير معلومات جمعتها أجهزة الإستخبارات لتبرير قرار الحرب على العراق، وإتهم هذه الإدارة أيضاً في المقال الذي نشرته صحيفة «واشنطن بوست» بأنها دخلت في الحرب من دون ان تتأثر بأي تقرير له أهمية إستراتيجية صادر عن أجهزة الإستخبارات حول العراق. واضاف المسؤول الذي يعتبر خبيراً فاعلاً في مجال مكافحة الإرهاب: إن الإدارة الامريكية كانت تقوم بتحوير تقارير أجهزة الإستخبارات الاميركية بشكل «رسمي» لتبرير قرارات متخذة مسبقاً من قبل الإدارة الامريكية وأن هذه الإدارة أوجدت أجواء مضرة وسيئة في طبيعة التعامل مع الـ«سي أي أيه»!! كلام خطير مثل هذا الكلام يُنشر وبشكل بارز الآن في الصحف الامريكية وبتوقيع مسؤولين كبار في أجهزة إستخبارات امريكا كفيل بإسقاط الأقنعة الامريكية وكفيل بأن يجعل «بوش» يلزم بيته الأبيض ولا يخرج كل يوم على شاشات التلفزة ليبث أفكاره الإستعدائية للعالم الذي قسمه حسب رؤيته ومزاجه إلى محور للخير ومحور للشر، ومارس عليه الترهيب والوعيد بالقائمة المعدة سلفاً لأن تكون مسرحاً لحروبه الإستباقية.. وبعد كل ذلك يتساءل «بوش» أمام سدنته وبطانته من جنرالات الحرب وصقورها عن السبب الذي يجعل العالم يكره الإدارة الامريكية وكأنه حقاً بحاجة إلى إجابة في حين أن هذه الكراهية هي من صناعة يديه و تنتج وتعلب وتصدر من طاولته بالبيت الأبيض المليئة بالملفات الغامضة و السيناريوهات الخطرة التي لا يعرف عنها أحد شيئاً حتى أجهزة مخابراته التي تنصحه بشئ فيفعل الشئ النقيض له تماماً!!.. عملاً بـ«خالف تُعرف»..!
|
|
|
|
|
|