|
الامتاع و المؤانسة في قرى الغمام
|
حلقات اسبوعية تقدمها بيان مع التحية والزعل مرفوع
الليلة الاولي
الإمتاع والمؤانسة في قرى الغمام خرجت ذات يوم ابتغي صديقي أبي النقاش الدؤلي.. عند وصولي الميمون. وجدته قد اخذ زينته و على أهبة الاستعداد للخروج إلى مجلس رجل يدعي "أبو الهلولة الكسحي".. كنت قد أطلعت على بعض أعماله عند أحد الوراقين.. دعاني صاحبي لصحبته طلبا في المعرفة و الاستفادة لبست اجمل حللي وأبهاها ووضعت عمامتي وانطلقنا إلى مدينة الغيم.. عند وصولنا وجدنا مجلسه يعج بالناس..قربني صاحبي إليه وقدمني مضيفا إلى اسمي كثير من ألقاب العلم و التبجيل.. نظر إلي أبو الهلولة الكسحي" بتمعن ثم أشار برأسه أي اجلس".. وقبل أن يبدأ المجلس مرت على الحضور جارية حسناء لم أر املح منها قط..تسقي الناس من "دن تحمله.. مدت "لأبي الهلولة الكسحي (عبارا) عب منه عبا وكرعه كرعا ثم تجشأ وتمطى وأخرج ريحا صائتا.. نظرت إلى صاحبي بدهشة نظر إلي صاحبي متوجسا ومحذرا.. فعرفت انه عليّ أن الزم الصمت أتظاهر بعدم السماع و الشم. ثم بدأ في إلقاء درسه .. وتلاميذ يكتبون ويتابعون بتلذذ حديثه الذي هو اقرب إلي (الخارم بارم) مستخدما مفردات لم اسمع بها من قبل.. يمجد اللغويين الفرنجة ويلعن "خاش" اللغويين العرب..مستخدما أقذع الشتائم التي برع في تشكلها وتلوينها وعندما انتصف الليل كان قد بلغ به السكر مبلغا كبيرا فخر إلى الأرض ناشفا.. لا أنسانا ولا لسانا.. فأنفض المجلس وذهب كل إلى حاله.. فخرجنا ونظرت إلى صاحبي متسائلا. فقال لي: ذلك الريح الذي أخرجه يريد أن يخبرك أن لا أهمية لك مهما حملت من ألقاب.. إما ذلك الشتم للغويين العرب فهي عادة استحكمت به استحكاما كبيرا.. يبدأ بها كل مجالسه ولكن يبدو اليوم أن الخمر قد كان "كاربا " قد لعبت برأسه و تغلبت عليه وهو مشهود له " بخفة الرأس" ولكن في الغد تسمع عجبا..
الامتاع والمؤانسة من اجمل الكتب من تأليف ابو حيان التوحيدي.. حاولت مجاراته مع الاختلاف الكبير..
|
|
|
|
|
|