|
بين حادثة الاساءة للرسول الكريم صلى الله عليه و سلم و كامب ديفيد و الانتخابات الفلسطينية
|
تعود بي الذاكرة الى أحداث كامب ديفيد تلكم الاتفاقية الشهيرة التي وقعها الرئيس المؤمن الملهم محمد السادات مع اسرائيل بحضانة امريكا ، هذه الاتفاقية التي مثلت حجر زاوية في النظام العالمي الجديد ، حيث اصبح السلام هو النغمة الجديدة للاستعمار الامبريالي او بالاحرى السلاح الاكثر فتكا بالحريات و الديمقراطية ، في ذلك اليوم التاريخي اعتصمت فصائل القوى الفلسطينية في مبنى منظمة التحرير الفلسطينية بمنطقة حولي بدولة الكويت ، وراح الكل يشتم في الرئيس السادات و يلعن اليوم الذي تولى فيه الرئاسة بالجمهورية العربية المصرية ، فما لبث إلا قليلا حتى راح ضحية .....ضحية السلام على يد متشددين اسلاميون !!!!، فما اشبه الامس باليوم حيث احتل ثلة من القوى الفلسطينية مبنى المفوضية الاروبية كما طالعنا بالفضائيات العربية و الغير عربية إحتجاجا على الاساءة للرسول الكريم صلى الله عليه و سلم ، وراح المحتلين الفلسطينيون في شتم و التظاهر ضد من اساء الى الرسول الكريم ، بالامس البعيد كان الاسلاميون ينعتون السادات بالكافر و اليوم يتنعمون بديمقراطية و وطن كان السادات من مهد لهم ليشهدوا هذا اليوم و هم يفوزون بمقاعد برلمانية و حكومة داخل الاراضي الفلسطينية التي لم يكونوا ليحلموا بها لو لا السلام في كامب ديفيد ، هذه المقارنة المخيفة التي قد توحي للبعض بانني اخش ان يصير العدو الذي اساء الى الرسول الكريم ان يتحول الى صديق ....... نعم اخشى ذلك ، لماذا ؟ لان العرب في العموم و العناصر الاسلامية المتشددة على وجه الخصوص يتصفون بضيق الافق و سهولة الاثارة دون النظر الى الابعاد الحقيقية للقضايا ربما لو كانوا بعيدي النظر لتوج السادات منذ ان وقع اتفاقية كمب ديفيد ملكا للسلام بدلا ان يتلقى رصاصة في راسه ........ و اللبيب بالاشارة يفهم
لكل بحر شاطئ و الخيال شاطئه حيث يقف الادراك
الصادق محمد البوصيري
|
|
|
|
|
|