|
نهب وحريق وتخريب قي بيروت باسم الدفاع عن سيدنا محمد ( ص )
|
استنكرت منظمة المؤتمر الاسلامي ما جري أمس في حي الاشرفية ببيروت ، واصدر الشيخ محمد حسين فضل الله فتوي تحرم التخريب والاعتداء علي المسيحيين ، وقد أفتي الشيخ قباني مفتي الديار اللبنانية بحرمة الاعتداء والتخريب ، وما حدث في لبنان يدل علي وجود عقلية واحدة في العالم العربي ، عقلية فاسدة تستغل قضايا عامة من أجل تحقيق مصلحة سياسية معينة ، تجمع الحشود في حي الاشرفية ببيروت وكان غرضهم اسماع صوتهم للعالم وهم يستنكرون الرسومات الكرتونية المستفزة والتي نشرتها احدي الصحف الدنماركية وهي تسئ لشخص الرسول ( ص ) ، ولكن هذه المظاهرة أنقلبت الي حالة من الفوضي العارمة ، وتعرضت المحال التجارية للسطو والتخريب ، فقد نهب الغوغاء مصرفا كان يقع بالقرب من القنصلية الدنماركية ، ولم يقف الامر عند هذا الحد ، فقد أقدم البعض من هولاء الجهال علي حرق كنيسة وهم يظنون أنهم ينصرون بهذا الفعل الرسول الكريم . وللأمانة والتاريخ ان الفاتيكان أستهجن هذه الرسومات وأدانها ببيان أصدره مكتبه في روما ، والكنائس العربية في القدس ولبنان والاسكندرية كلها أدانت هذه الرسومات ووقفت في خندق واحد مع المسلمين ، ولكن هذا لم يشفع لمثيري الشغب ومحبي الفوضي ، فأقدموا علي تفجير الكنائس في العراق وحرقها في لبنان كردة فعل غير متناسبة مع الحدث ، وبعد حدوث الفوضي ووقوع الخسائر بدأ علماء المسلمين في جبر الخواطر ويحاولون بكل السبل اصلاح ما خربته الايدي الاثمة والمعتدية والتي اصبحت تهدد السلام الاجتماعي . ولا أؤيد حرق القنصليات كنوع من الانتقام ، لأن هذه القنصليات سمح لها بالتواجد ووفقا للمواثيق والاتفاقيات ، وماذا سيجري لو أقدم شعب الدنمارك علي حرق قنصلية كل من لبنان وسوريا ؟؟ هل كنا سنوافق ؟؟ فبالتأكيد لا ، فهذه القنصليات هي رسل للدول الصديقة ، فقد رفض الرسول ( ص ) أن يقتل رسل مسيلمة الكذاب علي الرغم من ادعائه النبوة ، وقد نهي في الحرب عن حرق الشجر وتحطيم الجدر وقتل الراهب المستأمن في صومعته .. ولكن ما حدث في لبنان وسوريا يجعلنا نتساْءل عن طبيعة هولاء الذين نصبوا أنفسهم حماة للاسلام وهم يسيئون أليه بأعمالهم الاجرامية . وهم لماذا لا يهاجمون سفارة كل أمريكا وبريطانيا ؟؟ هل هذه الدول اصبحت فجأة من محبي الاسلام ؟؟ أم لأن سوطها يقع ساما وموجعا علي جلد تلك الانظمة التي أخرجت هذه المظاهرات. وفي السودان أطلعت علي قائمة السلع الدنماركية التي حظر شرائها ، فتملكني الضحك لأنني علمت أن كل الشعب السوداني ما عدا أعضاء المؤتمر الوطني لا يعلم شيئاعن هذه السلع ولم يتذوقها في حياته ، فهي سلع كمالية وغالية الثمن ولا تباع الا في الاحياء الراقية ، أي أن الشعب السوداني بسبب الفقر قد قاطع كل شهي ولذيذ منذ مدة طويلة وليس المنتجات الدنماركية فقط،
|
|
|
|
|
|