|
|
 ولاحياة لمن تنادي .. بل لا حياء لمن تنادي !!
|
كلام الليل
=============
(صلاح شكوكو)
الحياة مسرح كبير مليء بالأحــداث والمواقف ... مواقف مشرقة وأخرى مخزية .. بينما بين هذه وتلك مواقف محايدة يراها الإنسان ويمر عليها مرور الكرام .. مرورا عابرا لا يعبأ بها وسرعان ما تتبخر من آفاق الذاكرة بلا أثر ..
أما المواقف النبيلة ففيها ما فيها من الإشراق والمثل .. لا تنطفيء أبدا .. تظل جذوتها متقدة كلما هبت عليها النسائم والذكريات .. ترتسم على جدرانها صور حقيقية مواقف مشرفة .. يجترها الإنسان من وقت لآخر .. بل أن الأيام تجعلها أكثر رسوخا ولمعانا ..
عوض كوكا ... لاعب نادي الهلال ولاعب الفريق القومي الأسبق .. رجل يصارع الألم وهو حبيس بين جدران الوحدة والغربة والإنتظار والألم .. بإحدى مستشفيات أبوظبي .. وهاهي أبوظبي المدينة التي لم تنس للرجل أنه عمل فيها بضع سنوات تتيح له الفرصة للإستشفاء والمتابعة في أروع صور التقدير والوفاء بينما أهله يحجمون عن مد يد العون والمساعدة ..
أمر غريب .. بل أمر عجيب أيضا .. فالرجل قد رويت قصته آلاف المرات وسمع عنها الداني والقاصي .. بل سمع بها بعض الذين في آذانهم لون من الصمم والخذلان .. هؤلاء الذين تجاهلوا النداء عنوة .. وكأن الأمر لا يعنيهم ..
الرجل طريح الفراش منذ سنوات خلت .. يغالب داء السكر و الفشل الكلوي .. وقد بترت أطراف قدمه اليمنى وهو في إنتظار مبلغ يسير يستكمل به علاجه بإحدى الدول التي طالبته بإيداع مبلغ العملية الجراحية قبل الوصول إليها ..
جهات عدة أبدت إستعدادها في المساهمة .. بعد أن تبنت صحيفة (( المشاهير )) الألكترونية الأمر من باب الوفاء والتقدير وأفردت له حيزا مقدرا بمعاونة جهات أخرى .. والتقت الكثيرين الذين يهمهم الأمر وتلقت سيلا من الوعــود .. لكنها كانت حريصة على أن يكون التواصل المالي بين الرجل نفسه وتلك الجهات ( لحساسية الأمر ) .
إتحاد الشباب السوداني أبدى إستعداده الطيب بتكملة المبلغ المتبقى .. وذلك إبان التكريم الذي أقيم لنجوم العصر الذهبي .. وخيرون كثيرون أبدوا ذات الإستعداد .. لكنها كانت وعودا عند نشوة الإحتشاد .. بل كانت جعجعة بلا طحين .. وكأن الأمر نوع من المباهاة التي تتحفنا بها الأيام كثيرا .
والرجل رغم ظروفه ومغالبات الحياة حوله .. فقد أوعز لأسرته الصغيرة متابعة الأمر والذين حفيت أقدامهم وهم يترصدون الأبواب ويقرعون الأجراس الأنيقة إستفسارا .. تارة بإتحاد الشباب وتارة أخرى بولاية الخرطوم .. ودواوين أخرى لم يسمعوا بها إلا بعد أن زاروها .
المبلغ يسير بعد أن تبرع السيد / صلاح إدريس بجزء كبير منه .. لكن الوعود جعلت الرجل يعلق حياته بأهداب الأمل ووعد الرجال .. وكان الوعد الأخير والإلتزام الجلي من قبل إتحاد الشباب السوداني ... وبعده ظل هاتفة يستقبل إستفسارات المستشفي والمشفقين هنا .. وهو لا يملك إي إجابة غير الصمت ..
الدولة بكامل أجهزتها .. الإتحاد العام الذي قيل أنه بدأ يستقطع جزءا من دخل المباريات لرعاية قدامى اللاعبين .. إتحاد الشباب السوداني بإعتباره المسؤول عن رعاية الشباب والذي تصدى للموضوع ووعد خيرا .. ثم الإداريين والإقطاب الذين وعدوا في لحظة نشوة .. لكنهم أثروا الإنزواء ؟؟
هل تبخرت الوعود ؟؟ هل كان الكلام ككلام الليل الذي يمحوه النهار ؟؟ هل أفاقوا من نشوة الهتاف والحشود ولعقوا وعودهم ؟؟ ترى هل توارى عوض كوكا بالنسبة لهم خلف الأحداث وأصبح نسيا منسيا ؟؟
مأساة أن يستجدى الرجل الرجال .. ومأساة أيضا أن يتجاهل الرجال مثل هذا الرجل ..
التحية والتقدير بإسمه للسيد / صلاح إدريس الذي إلتزم وأوفى .. التحية للذين يزورونه .. رغم قلتهم لكنهم أصيلون نذكر منهم السيد قرشي ..
التحية للدكتور الأستاذ / عثمان أحمد العوض .. الذي شكل موقفا مشرفا في الوفاء ونكران الذات ..
وللحديث بقية ..
-------------------------------------------------------
ملء السنابل تنحني بتواضع ..... والفارغات رؤوسهن شوامخ
--------------------------------------------------------
( صلاح شكوكو )
|
|
 
|
|
|
|
صلاح شكوكو
garjah
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست