|
كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
|
 Re: صدر في الخرطوم العدد 2009 من الميدان.. (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)
|
Thanks Ya Adlan for the link...
I chose this Column to share with you from the issue
صوت الغرب
إفراغ فكرة اقامة المؤتمر القومي حل ازمة دارفور من مضامينها
بمثلما برعت الانقاذ في سرقة رغبة وطموح واماني شعبنا في الحرية والديمقراطية والسلام الاجتماعي والسلام المستدام ، وبمثلما سطت على الحكم بليل في 30.6.1989 عبر انقلاب البشير الترابي ليذهب احدهما الى القصر والثاني الى السجن ولو الى حين ، فقد سطت الانقاذ جناح المؤتمر الوطني على رغبة اهل السودان كافة ومواطني دارفور على وجه الخصوص بسرقة فكرة اقامة المؤتمر القومي المنشود لحل ازمة دارفور وافرغتها من مضامينها تماماً بعد ان فشلت على مدى سنوات ، مسلسلات مؤتمراتها الصورية في حل الازمة الدارفورية . اذ كيف يعقل ان تعالج سلطة ما ، ازمة هي من صانعيها والمسئول الاول والاخير في بقائها واستدامتها ؟! انها الانقاذ اعتادت وبرعت في سرقة الكحل من العين.
ما حدث فيما اسموه زوراً وبهتاناً بالمؤتمر الجامع لاهل دارفور والذي اقامه المؤتمر الوطني واشرف عليه هندسةً وتخطيطاً واخراجاً في غاية السوء بمدينة الفاشر في الفترة بين 19-21 ديسمبر 2005 هو مسرحية هزلية انقاذية 100% سعت وهدفت لسرقة الفكرة النبيلة وافراغها من محتواها وقد قصدت بها الحكومة عزل الاخرين –تماماً- من المشاركة في نزع فتيل الازمة في دارفور .
واول ماسعت اليه الحكومة وحزبها المؤتمر الوطني هو عزل حركتي تحرير السودان والعدل والمساواه عن الحوار السياسي والالتفاف حول جهود الاحزاب السياسية والقوى الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني بدارفور ، لحل الازمة. ارادت الانقاذ استغلال المؤتمر لدعم خطها وتوجهها لتكريس الشمولية والحلول الانفرادية الانقاذية التي اثبتت فشلها طيلة السنوات الماضية في الوقت الذي اصبحت ازمة دارفور في اشد الحاجة لحلول قومية حقيقية يشارك فيها كل ابناء الوطن دون اقصاء لاحد او التفاف على رغبة اهل السودان واهل دارفور في اهمية التعجيل والوصول لحل قومي وها هي دارفور تدخل غمار شبح اتساع رقعة الاحتراب لما تشهده من تصعيد للاوضاع العسكرية بين السودان وتشاد عقب اتهام الاخيرة لحكومة الخرطوم بزعزعة الوضع في تشاد.
عمد المؤتمر ومنذ مرحلة الاعداد الى اقصاء الاخرين فجاءت النهايات متوافقة مع ما خطط له في البدايات ؛ مجرد تظاهرة سياسية للمؤتمر الوطني وحده حتى الشريك الاول في الحكم ، الحركة الشعبية لتحرير السودان لم تجد في هذا المؤتمر سوى معبر حقيقي عن برنامج وطموحات حزب المؤتمر الوطني فآثرت مقاطعة المؤتمر واكدت على لسان مسؤوليها بعدم التزامها بتنفيذ التوصيات التي تخرج من مؤتمر كهذا!!
وقاطعت المؤتمر القوى الاخرى بما فيها حزبنا الشيوعي والذي اصدر بياناً حول المؤتمر ابان فيه قرار الانسحاب من مؤتمر الفاشر رفضاً لمواقف الحكومة التي ترى مصالحها في السلطة اعلى من وحدة وسلام وتنمية الوطن.
لتعلم الانقاذ وليعلم حزب المؤتمر الوطني ان مؤتمراً قومياً حقيقياً لا يمكن ان يتم في غياب حاملي السلاح والقوى السياسية الاخرى بما في ذلك الحركة الشعبية لتحرير السودان وليعلموا ان مؤتمراً لا يشرك في تنظيمه ولا اعداد اوراقه ولا ادارته الاخرون لا يمكن ان يكون قومياً ولا يمكن ان يكون مصيره سوى الفشل والفشل الذريع. وهذا ما حاق بمؤتمر الفاشر حتى وان صدق الناس ما اوردته الحكومة في بيان المؤتمر الختامي الذي جاء بتاريخ 22-12-2005 فقد قالت الحكومة ان الجلسة الافتتاحية حضرها ما يزيد عن الالفي مشارك وان الجلسات قد حضرها 1211 عضواً من جملة 1300 عضواَ مدعوون كأعضاء مشاركين ومن حق الناس ان يتساءلوا ولماذا لم يحضر هذه الجلسات الـ89 عضواَ الاخرين ؟؟ لاشك انها لعبة الفبركة التي برعت فيها الانقاذ.
ومن حق الناس ان يتساءلوا كيف ولماذا اصبح رئيس المؤتمر عثمان محمد يوسف كبر رئيساً للمؤتمر بالاجماع عقب انسحاب المرشحين الاخرين ؟ ولا نريد ان نثقل على القراء فنسأل عن بقية سيناريو المؤتمر في اختيار نواب الرئيس ومقرري المؤتمر واللجان واعداد وتقديم الاوراق التي كانت الفاشر والجنينة ونيالا والخرطوم مسرحاً عبثياً لانتاجها ، ولن نرهق القارئ وخياله بالحديث التفصيلي عن اللجان المنبثقة وهي اربع وفق المحاور المعدة سلفاً تحت مسميات الاجتماعي ، الانساني ، الامني، الاقتصادي، السياسي. ولن نطيل الحديث عن الوثائق التي اعتمدها المؤتمر فكل هذا وذاك هو جزء من المسرحية التي اراد الحزب الحاكم والمتحكم "المؤتمر الوطني" اخراجها على مسرح الفاشر ولكن انتهت اللعبة بمغادرة اللاعبين الحقيقيين الملعب وواصل المؤتمر الوطني مسرحيته الهزليه بدم بارد وسوء اخراج منقطع النظير.
يبقى امام قوى شعبنا الحية مواصلة جهدها في اقامة مؤتمر حقيقي اهلي وقومي يفتح الطريق نحو سلام مستدام في دارفور وفي كل الوطن وحتى قيام ذلك المؤتمر القومي يصبح الموقف الموحد الذي اتخذه اهل دارفور واهل السودان من مؤتمر الفاشر الصوري خير معبر عن وحدة قوى السلام والتحول الديمقراطي ، ولتتواصل الجهود لوقف نزيف الدم في دارفور، ومعاً حتى تحقيق السلام الاجتماعي في ذلك الجزء العزيز من ارضنا الحبيبة.
| |
 
|
|
|
|
|
| |
عمر ادريس محمد
أبو ساندرا
sultan
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست