|
|
 اخر التعليقات المصرية: احنا اللي مسحنا الهواء دوكو...وخرمنا التعريفة...ولعبنا بالبشير المشير
|
اخر التعليقات المصرية: احنا اللي مسحنا الهواء دوكو...وخرمنا التعريفة...ولعبنا بالبشير المشير
بقلم د. بكري الصايغ
مقدمة:
المعروف عن الشعب المصري عربيا وعالميا، انه صاحب النكتة اللاذعة، والقفشات الذكية، وانه شعب يجيد تماما فن السخرية من كل شئ، وعلى اي شئ، وان لم يجد ما يسخر منه، يروح ويسخر من نفسه بلا رحمة ولا شفقة. انه شعب (ضحاك)، ويعرف ايضا، كيف يتلاعب بالالفاظ والكلمات، ليخرج منها درر النكات التي لها الف معنى ومعنى وتدمي القلب والعين،واحيانا نكات لاجل الضحك لا غير، ويقولون،(نكتة تفوت، ولا حد يموت). ان النكتة والسخرية عند الشعب المصري شيئان لا يتجزأن من الحيات اليومية، وهامتين تماما كما الماء والهواء.
مدخل 1
انه شعب، ما ان يسمع بوقوع حدث كبير ما او صغير، داخليا او عالميا، الا وراحت النكات (العفوية)، وتتناول الحدث بشئ من السخرية والنقد اللاذع، وتخرج التعليقات كاسرع من طلقات (الكلاشنيكوف)، ولا يتوقف مزاح هذا الموضوع، الا عند وقوع حدث جديد.
مدخل 2
عندما وقعت احداث يوم الجمعة (30 ديسيمبر) الماضي، في القاهرة، كانت اهتمامات الجماهير المصرية بها كبيرة، حزينة كثيرة عند الاغلبية، وشماتة لا حد لها، ممزوجة بمص الشفاة عند الاخرين، ولكن رغم فداحة المصيبة، فان هذا لم يمنع (وكعادة المصريين)، وان يكون الحدث السوداني محلا لنكاتهم وقفشاتهم، لقد راح الناس ويسخرون من المسؤولين المصريين والسودانيين على حد سواء وايضا، الهبوا ظهور الشرطة المصرية (الاشاوس، المغاوير)، بمائات من النكات اللاذعة، وراحوا ايضا يضحكون على ضباط الشرطة، ويطلقون عليهم (جنجويد مصر، الذين عبروا خط برليف ميدان مصطفى محمود، وكبدوا العدو خسائر في الارواح والممتلكات، وعادوا الى قواعدهم في وزارة الداخلية ...سالمين!!!).
مدخل 3
كانت هناك نكات وتعليقات كثيرة، سخرت من الرئيس البشير بصورة حادة ومؤلمة، وايضا قفشات لاذعة مرة على الحكومة السودانية (المكسورة العين )، من القاهرة. ولقد كانت اقسى ما قيل عنه، ذلك التعليق الذي ما قيل عنه، (ان البشير، لا يحل ولا يربط، ويفك ولا يعدل، ولا يفاصل ولا يواصل، ولا يحكم الا جمهورية الخرطوم، ولا يعرف ما يدور في باقي انحاء بلاده، وانه، كما تقول النكتة...راح ويعزي ويواسي رئيس جمهورية السنغال...في الضحايا السنغالين في حديقة مصطفى محمود!!!).
مدخل 4
علق احد الاخوة المصريين في المانيا يقول (ان هذه النكات والتعليقات المصرية على البشير، وحكومة الجبهة الاسلامية في الخرطوم، لم تأت من فراغ. ان الرئيس المصري حسني مبارك، قد رد الاعتبار لنفسه، وانتقم بشراسة من الرئيس السوداني، واخذ بثأره القديم من نظام الانقاذ، الذي حاول اغتياله في اديس ابابا، في 26 يونيو 1995، وان مبارك قد نفذ وعده السابق، الذي قطعه امام الملايين بعد الحادث، في انه سيرد الصاع صاعين للترابي وسكرتيره البشير، وايضا سيأدب النظام الفاشي، ادبا لن ينساه السودان ابدا).
ويكل المصري كلامه فيقول (ان الانتقام المصري الاخير، قد جاء بشكل دموي حيث قتل 29 شخصا، وانتحر مواطن حنوبي اخر في السجن، بجانب عدد كبير ما زال في عداد المفقودين. وقد استفاد الرئيس المصري من فرصة وقوع الحادث الدموي، فأدب باسلوبه الدبلوماسي !!! البشير واذله، واجبره على السكوت المهين، وعدم تعليقه على الحادث، ورد الصاع صاعين، للحكومة السودانية الحالية، التي راحت في جبن ومذلة، ولا تنبس بكلمة واحدة حول الحادث، ولا تدين السلطات المصرية، بل والاسوأ من كل ذلك، ان الحكومة المصرية استطاعت وان تجبر المسؤولين السودانيين الكبار، وان يقولوا في خضوع...( ان امر ما حدث في القاهرة، ومصرع السودانيين هناك... هو امر داخلي يخص المصريين!!!) وكانت قمة المفاجأة المحبطة لدى السودانيين، ذلك التصريح السوداني الرسمي الذي يقول، ان الحادث لم يكن مقصودا اومدبرا، بقدر ما هو- بحسب وجهة نظر السلطات السودانية المذلولة من اخمص قدميها وحتى شعر رأسها – خطأ الضحايا السودانيين، الذين رفضوا سماع النصيحة، وكلام المصريين اسياد البلد!!!).
ويقول المصري استكمالا لكلامه (لقد حط مبارك كثيرا من مكانة الرئيس السوداني، واذل حكومته وقصره ومستشاريه، بصورة جعلتهم في النكات المصرية وكأنهم ...صفر الشمال، وايضا، وبصورة مهينة، ما وقع لها مثيل في كل حقب التأريخ السوداني والمصري!!!).
مدخل 5
ان احدى صور هذه المهانة، ذلك عندما راحت الحكومة المصرية، وتعلن ان عدد الضحايا ال29، قد ماتوا ...في ظروف طبيعية، الا واحدا قتل بيد صاحبه السوداني- بحسب ادعاءات السلطات المصرية- عندما ضربه بالة حادة !!! وسكتت الحكومة السودانية عن الادلاء باي تصريحات تنقد فيها كلام الحكومة المصرية، وان كانت مزاعمها صحيحة، اومجافية للحقيحة.
مدخل 6
وجاءت قمة الاهانات، الممزوجة بالقرف الشديد، من هذه الحكومة السودانية، التي لا تحترم نفسها، وذلك عندما قامت الحكومة المصرية، بتسليم السفارة السودانية بالقاهرة، جثث القتلى، والتي كانت وطوال هذه المدة في المشرحة، ولم يشارك اي طبيب سوداني في معاينتها، والاشتراك مع الاطباء المصريين، والاخرين من منظمات الامم المتحدة لشؤون اللاجئين بالقاهرة، في كتابة تقرير مفصل جماعي واضح حول اسباب الوفيات. وطوال هذه المدة لم تقم السفارة السودانية ولو بمحاولة واحدة لارسال طبيب، اومتخصص لمعاينة اذا ما كان (الموتى الجماعي) قد تم بصورة طبيعية، كما تقول المصادر المصرية، ام ان (جنجويد) وزارة الداخلية المصرية، قد انتقموا من البشير وحكومته الفاسدة في هؤلاء التعساء المقتولين؟
مدخل 7
ان دور السفارة السودانية المتخاذل، هو الذي جعل المسؤولين، (يزودوها حبتين!!)، ويتمادون على راحتهم في الاساءة لاكبر بلد عربي، وايضا اوسع واعرض بلد افريقي (سخر المصريين من حجم السودان فقالوا، يا عمي ...دي بلد منفوخة على الفاضي!!!).
مدخل اخير
نعود لعالم القفشات ...فتقول احدى النكات المصرية (ما هو الفرق بين الملكة ماري انطوانيت، وعمر البشير؟ الاجابة: ماري انطوانيت قالت عندما جاع شعبها، وانعدم الخبز في باريس، فليأكلوا البسكويت...اما البشير فانه، وعندما جاع شعبه في جنوب البلاد، وأكلوا اوراق الشجر، وانهك الجوع والفقر المناطق المهمشة، استورد لهم خراء يوناني).
نكتة اخرى تقول (لماذا لم تنكس سفارة السودان بالقاهرة علمها حدادا على القتلى؟ الاجابة: لان السفارة اصلا ما بها..سارية).
ونكتة ثالثة كانت في قمة الاحباط، لان فيها عدم الاحترام للموتى. تقول النكتة: (لماذا رفضت السفارة السودانية استلام جثث الموتى؟ الاجابة: لانهم لم يدفعوا الضريبة!!!)
اما عن النكات البذيئة، فبالطبع، لا يمكن باي حال من الاحوال، وان نتناولها في هذا المنبر الموقر، ولا حتى في غيره، اردت فقد ان اشير، الى انه وهناك كانت ايضا مثل هذه النكات الخارجة عن حدود الادب واللياقة.
مدخل اخير جدا
بينما وكنت انهي هذه المقالة، لفت نظري مقالة في هذا المنبر، يفيد ان المسؤول الكبير بوزارة الداخلية، قد قام برفع قضية اعتداء عليه وجنوده، اثناء الاقتحام لميدان.واسأل: ترى هل ستقوم حكومة السودان بدفع التعويضات التي لحقت (سيادتو!!!)، خصوصا وان(سيادتو!!!) كلف نفسه ورجاله، مجهودات كبيرة في ادارة عمليات الابادة؟
لا اعتقد ان الحكومة السودانية عندها مشكلة في التعويض المالي خصوصا وان عائدات النفط السوداني تروح اصلا في كل ما هوفاسد، والذي هو اصلا فساد رفع اسم السودان، ليحتل مكانة بارزة في صدارة قائمة الدول الفاسدة.
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست