|
موضوع للتعليق ... لماذا لا يُفتح الحرمان الشريفان لغير المسلمين لزيارتهما،
|
قراءة خاطئة لأمر مستحيل!!
قراءة خاطئة لأمر مستحيل!!
طرحت محطة فضاء عربية موضوع لماذا لا يُفتح الحرمان الشريفان لغير المسلمين لزيارتهما، وتغطية المناسبات في الحج والعمرة حتى يطلع غير المسلمين عن قرب على قيم الإسلام وكيف أن المشاعر تتلاقى وملابس الإحرام توحد بين جميع الأجناس، وحتى لا نجرد المتحاورين، وهم مسلمون حجوا وكتبوا وطرحوا أفكارهم بكل صراحة، فإن الموضوع ليس بالتبسيط الجائر الذي يراه المتحدثون لأنه في جميع العصور الإسلامية لم يتم السماح لغير المسلمين بهذه الزيارات، وحتى المستشرقين الذين زاروا المدينة المنورة، ومكة المكرمة كانوا يتخفون إما بإسلام صحيح أو زائف، أو اعتماد جنسيات دول إسلامية.. أما القول إن الموانع جاءت من الوهابية المتشددة، فهو قول غير صحيح لأن قراراً كهذا لا تتصرف به دولة أو مذهب، أو طائفة، ثم إن الحج، وباتفاق كل دول العالم الإسلامي تم تقنين الحصص وفق تعداد السكان، لأن طاقة استيعاب المدينتين، وبالتعداد الراهن صارت فوق طاقتهما لولا الإمكانات المبذولة والتكاليف الهائلة التي تتحملها المملكة، ولو قدر إضافة غير المسلمين ليشهدوا تلك المواسم فهل يمكن تحمل نسبة أخرى إذا ما عرفنا ضيق الوقت والمكان، والاستعدادات التي تبدأ بأشهر طويلة..
أما حجة أن الديانات الأخرى تفتح كنائسها ومعابدها للزائرين بدون حساسيات فلم يكن الأمر محسوماً إلا بعد أن هجر معظم الأوروبيين الكنيسة، مع أن مرارة ضياع القسطنطينية كقلعة مسيحية، وتحويل كنيسة أياصوفيا إلى مسجد لا تزال في الوجدان المسيحي، بمعنى أن قداسة المكان تبقى رمزاً حياً في المشاعر العامة، وحتى هدم مسجد بابري، والاعتداء على الأقصى وما جرى في الحقبة السوفياتية من محاولة القضاء على كل الأديان، كان أيضاً تحدياً سافراً لمشاعر أصحاب تلك الأديان، وطالما الأمر بهذا التعقيد فهل يمكن للسعودية أن تتخذ قراراً بناءً على رغبة جملة مثقفين بفتح أبواب الحرمين لكل زائر حتى تغرق نفسها بمواجهة مع العالم الإسلامي كله؟..
من السهولة طرح الآراء، لكن من الصعب تنفيذها وخاصة عندما يكون المطروح مسألة تتعلق بمقدسات، ومثل هذا القول تعرض له حاكم عربي حين وصف الخلاف على المسجد الأقصى بأنه غير مبرر، وحتى لو استولت عليه إسرائيل فهو مسجد، وأيضاً هذا استخفاف بالرأي والتاريخ لأن عودة إسرائيل واستيلاءها على الأرض الفلسطينية جاءا بدوافع دينية محضة وهدم القدس وتشييد حائط المبكي على رأسها، فهل نقبل هذه الحجج باعتبارها تطوراً يقوده جملة مثقفين؟..
|
|
|
|
|
|