|
لنمنح أفـريقيا الخمســ50ــون عامـاً القـادمة
|
المجد والخلود لشهداء الثلاثين من ديسمبر ، الأطفال والنساء والرجال ، شهدائنا الفقراء ، الذين قُتلوا بالدم البارد وبوحشية لا مبرر لها يجب أن لا ننساهم ما حيينا ، وليبقى يوم الثلاثين من ديسمبر من كل عام هو يوم حداد عام ، لنخلّد ذكراهم .
هذا البوست أعتبره أقل ما يمكن تقديمه لشهدائنا الأبرار ، حتى يصل صوتنا لدعاة العروبة والاستعراب و الانبطاح والهرولة شمالاِ وشرقا (أوسطي) ، نقول لهم كفانا قهراَ وجراحاَ ، ماذا استفدنا خلال 50 عاما من عار ( السودان دولة عربية وعضو جامعة الدول العربية )- (وعاصمة الثقافة العربية) وغيره من المسميات المخزية ؟؟؟من يناير 1956 وحتى يناير 2006
وماذا استفدنا من – مصر يا اخت بلادي يا شقيقة ؟؟ وكيف نكون أشقاء وهم السادة ونحن العبيد الخصيان ؟؟ ينطبق ذلك على العديد من الدول العربية وليس وقفاَ على مصر وحدها ، حتى أنني أكاد أجزم بأننا كذلك في ذاكرة كل الشعوب العربية ( أستثني منها الصومال – جيبوتي – جزر القمر- موريتانيا ) أما باقي العرب الأصليين ينظرون إلينا كعبيد أفارقة ، وحتى انك تسمع كلمة (عبد) (ابوسمرة) (ياسمارة ) في معظم العواصم العربية ، أما في دول الخليج يخافون من رده الفعل فيطلقونها من وراء ظهرك فتلسع قفاك كلمة ( الكور) ، سواء كنت شماليا او جنوبيا ، شايقياَ أو فوراوياَ أو بجاوياَ فكلنا سواء.
كذلك كوننا سودانيين يجعل الغالبية منا في أدنى مراتب الأجور والوظائف ،back desk حتى ولو حملت من الشهادات أعلاها . يستغربون من لغتنا مع أنها واضحة ومفهومة ويستهزئون بطريقة نطقنا لبعض الحروف ، ولكنهم يتسامحون مع الرطانات العربية للمغاربيين مع أنها (في وادي واللغة العربية في وادٍ آخر ) يستهزؤون بموسيقانا وإيقاعاتنا وأغانينا !! ... إلخ إلخ
أما على صعيد الحكومات – فحدث ولا حرج- قبل أربعة أعوام وفي إحدى اجتماعات القمة لجامعة الدول العربية في بيروت لم يجد الوفد الرئاسي السوداني حجوزات بالفنادق ، ورغم هذا الذل أصّر وفد حكومتنا ( السجم) على حضور اجتماعات القمة . وعلى صعيد آخر ، تعامل مصر الانتهازي الظالم دوما للسودان ، منذ اتفاقيات مياه النيل وحتى قيامهم بمجزرة ميدان المهندسين ، مروراً بالتآمر على قيادات إنقلاب يوليو ، واحتفاظها بوثائق السودان أثناء الفترة الاستعمارية (الأولى) ! وعدم الافراج عن هذه الوثائق حتى هذه اللحظة ، علما بأن المستعمر البريطاني قد أفرج عن بعض هذه الوثائق وتم نشر جزء منها على هذا المنبر . كذلك قام المصريون بتزوير تاريخ السودان وجزء من حضارته وسرقة ما شاءوا من آثار . أما نحن فسلمناهم حجر طابا مجاناَ. ليستردوا قطاع طابا من إسرائيل ثم يحتلوا حلايب!! نحن الذين قمنا بمساندتهم في الحروب اكتوبر ويونيو وكان جنودنا في الصفوف الأولى ، لم نجد الثناء الذي نستحقه بل على العكس من ذلك قامو بقتلنا بدم بارد . نفس هذا الموقف أو يكاد يشابهه حصل من اللبنانيين (ممزقي بلدهم بنيرانهم ) ، عندما ذهبنا إليهم أيام قوات الردع العربية 1982 م واشتراكنا في محاولة الصلح بين سوريا ولبنان مؤخراَ ، كان جزائنا أن زجو بالشباب السودانيين من طالبي الهجرة في السجون مع التعذيب الشديد ، - وهذا أيضاَ تم نشره في هذا المنبر .
بالتأكيد لن تتسع صفحات هذا المنبر لإحصاء تاريخ الذل والقهر والمهانة العربية التي ذاقها السودان على مدى الخمسون عاما الماضية .
فهل سيستمر هذا التاريخ بوضعه المذِل هذا ؟ هل نكابر بأننا عرباَ ؟ وسيبويه ، وأخت بلادي ، و إلى ما هنالك من أشياء مقززة تزيدنا إذلالاَ ؟ هل ستستمر المسلسلات المصرية – السخيفة - والسورية تستحوذان على 50% من زمن البث التلفزيوني السوداني المتهالك ؟، وهل سنهرول للمشاركة في مهرجانات العرب ومحافلهم الثقافية ؟؟
يجب أن نستيقظ الآن ، آن الآوان لنلتفت للقارة التي يتوسطها وطننا ، يجب أن نرتبط بالجغرافيا – هذه الجملة اقتبستها من القذافي – عن أن نرتبط باللغة والثقافة الدخيلتان علينا ، ماذا يضير إن منحنا إخوتنا الأفارقة – 50 سنة – على سبيل التجربة ، على أمل أن يغفروا لنا ابتعادنا وغربتنا ، أعتقد أنه رغم بؤس القارة الأفريقية وفقرها ، فهي أكرم وأرحب من الشرق الأوسط الأبعد منا بكل التفاصيل . فافريقيا أقرب من الوحدة في هذا العالم المكونن المعولَم - من الجسد العربي المهترئ والمستباح إسرائيليا وأمريكيا ، يمكننا أن نفخر بأشياء كثيرة أفريقيا عن أن نفخر بأننا عرباَ في آخر غرفة من قطار العروبة ( خالية من الخدمات) .
عملياَ نحن مرحبٌ بنا في كل دول القارة الحبيبة من شرقها ( اثيوبيا – اريتريا – كينيا – تنزانيا – ارتريا ) في هذه الدول تكون أنت ربُ المنزل وهم الضيوف ، أما في غربها ( السنغال – مالي – نيجريا – تشاد ) لا فرق في الملامح . أما جنوبها ( أوغندا – الكنغو – جنوب افريقيا ) فنحن اخوة لهم في الكفاح ضد الاستعمار .
لنمنح أفريقيا فرصة واحدة just one chance , just one damn chance ونحكم بعدها على مصيرنا ونقرره .
أن نكون أفارقة يمكننا من أن نفخر بـالآتي :
في قارتنا توجد رئيسة دولة إمرأة منتخبة ديمقراطياَ – ليبيريا والعديد من الوزيرات في قارتنا يوجد برلمان نصفه نساء منتخبات ديمقراطياَ – رواندا في قارتنا يوجد أكثر من عشرة فازوا بجوائز نوبل ( السلام – الأدب) ( وولي سوينكا – منديلا .... في قارتنا ممثلة فازت بأوسكار – شارليز ثيرون ( جنوب افريقيا ) في قارتنا نحن ثالث دولة تنال استقلالها في قارتنا وصل إلى نهائي كأس العالم 3 دول ( نيجريا – الكميرون – السنغال) في قارتنا الدوري الفرنسي (كله أفارقة) !! في قارتنا سننظم تصفيات كأس العالم 2010 في قارتنا يوجد أكثر من 50 فنان عالمي ( ماريام ماكيبا – ألفا بلوندي – يوسو ندور –بابا ويمبا – ساليف كايتا – معلومة بنت الميداح ..... في قارتنا يوجد مخرج سينمائي فاز بالسعفة الذهبية ( صنبين عثمان) في قارتنا ( لا يوجد إرهابيين وقاعدة – آخر معاقلهم كان في السودان )
وغيرها من الأشياء الجميلة التي لا أستطيع احصاءها ، نحن نستحق أن نكون بينهم ونفخر بها و بهم .
|
|
|
|
|
|