فى بداية 2004 كتبت مقالا بعنوان (ان الايدى الملطخة بالدماء لاتصنع سلاما) ناشدت ونبهت فية شهيد الوطن الدكتور جون قرنق منوها الى طبيعة قادة المؤتمر الوطنى ،وبعد ان فقدت الامة السودانية واحدا من اعظم رجالها، ومجئ القائد سلفاكير لرئاسة الحركة . مازلت مصرا على موقفى من قادة المؤتمر الوطنى كما ورد فى العنوان . فان المؤتمر الوطنى بقيادتة ذات القول السقيم والفعل الذميم وذات الفكر العقيم ،لهى عاجزة تماما عن انقاذ الوطن وانتشاله من الوحل الذى رمته فيه، او اخرجه من النفق المظلم الذى ادخلته فيه .
د.زهير السراج قلم عودنا الصمود والتحدى والتصدى لقضايانا كمهمشين ، فهو قلم يستحق منا الانحناء والتقدير والوقوف الى جانبه فى محنته ومحنة كل الشرفاء من امثاله . وان كانت هذه المحنة ليست محنتك وحدك يادكتور ، بل هى محنة وطن يرزح تحت عبودية قلة من افراد المؤتمر الوطنى الذين يعملون على تجريد المواطن السودانى من كل انسانيته وقيمه وجمالياته ليصبح فارغا من كل شئ . حتى لايستطيع ان يدافع عن نفسه . وقد شاهدنا قيمة الانسان السودانى والدرجة التى اوصلتنا اليها هذه الفئة الضالة. تتجلى فى محنة الامة السودانية والمصيبة التى المت بها، فى فقدها عشرات الانفس البريئة والعزيزة التى اغتالتها الشرطة المصرية بدم بارد فى القاهرة .ولم نسمع حتى الان بان احزابنا او منظماتنا فى داخل السودان حركت الشارع تعبيرا ورفضا لما جرى او قدمت مذكرة احتجاج للسفارة المصرية . وانه لموقف مشين لايليق بهول الفاجعة .
وعلى اية حال ومهما تكن سلبية المواطنيين تجاه قضايانا الملحة بفعل القهر المضروب عليهم، لن تفلح هذه النخب الاقطاعية فى تحول المواطن السودانى الى مواطن بلا فعالية ولا احساس له البته. مادامت اقلام كقلمك تشحذ الهمم وتوقد الشموع فى سرادق الظلمات ، وتزيل الخوف من القلوب المترددة علها تعرف الطريق الى منافذ الحرية . ونقول لدكتور زهير ان اجهزة القمع التى قبضت عليك وانت متلبس بالدفاع عن الضعفاء والفقراء من ابناء وطنك ومتوشح بشرف شعبك لهى دونك قامة وهامة . ولهو شرف لنا جميعا ان تعتقل وانت تدافع عن شعبك وحريته وديمقراطيته ورفاهيته ، ولم تعتقل وانت تربى دقنا طويلة لتقتات بهااموال الزكاة وتخادع بها المواطنين لتسرق قوت يومهم وتلتهم اموال خلق الله بالباطل . ونقول لك انه لشرف لك وللامة وان تعتقل وانت ممسك بالقلم مكافحا ومناضلا من اجل نهضتها ونمائها. ولم تتآتمر على شعبك بليل كما فعلوها فى ليلة 30 يوليو 89 لتقطع اوصال الوطن وتدمر الحرث والنسل وتمسك بتلابيب الامة تنحرها صباحا ومساء .
ارادوا باعتقالك اعتقال طموحاتنا وآمآلنا واحلامنا والتشويش على فكر الامة ولكن هيهات ..هيهات . وففى كل مقال تكتبه تقطع الامة خطوات نحو الوعى والديمقراطية والحرية ، وتسقط فية اقنعة الزييف والكذب . وتنقشع فيه سحابات الدجل الذى يتدثر بثياب الدين . اعتقلوك ليسحبوا منك شرف انحيازك لشعبك ووطنك ، ورفضك للقمم الفاسدة والفاسقة ، اعتقلوك لايقاف اشارتك الرمزية وايماءتك الايجابية فان جهاز مخابراتهم عودنا ان يعتقل الشرفاء من ابناء هذا الوطن ، ولم نسمع عنه انه اعتقل يوما مغتصبى الحريات او سارقى اموال البترول والثروات او الجلاديين الذين لم يتركوا شخصافى الوطن الا جلدوه . وقالوا انك تطاولت على مقام رئيس الدولة ، ونسوا انهم تطاولوا على مقام الامة وخدشوا حيائها ،فى افعالهم واقوالهم حتى مشيهم على الارض فيه خدش لحياء الامة، وماحديث محمد طه محمد احمد فى شيخهم الترابى الذى هو أس البلاء فى كل هذا الوحل ، الا جرح وليس خدش فقط . فهل ياترى ايهما اعلى مقام الامة ام مقام الرئيس ؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست