|
قراءات - حاجة تقرف ! أبو العينين يضحك على مشهد جثث عشرات الأطفال والنساء
|
حاجة تقرف !
المصريون : بتاريخ 4 - 1 - 2006 جمال سلطان دق هاتفي حوالي الحادية عشرة من مساء أمس ووجدت على الطرف الآخر صديقا هائجا ، ويقول لي : افتح التليفزيون على قناة دريم واسمع العجب ، وقال كلاما آخر كثيرا لا أحب ترداده ، المهم فتحت القناة المذكورة فإذا ببرنامج حواري يستضيف ثلاثة شخصيات للحوار حول فضيحة فض اعتصام اللاجئين السودانيين بالقوة الأمر الذي انتهى إلى مقتل قرابة الثلاثين إنسانا منهم نساء وأطفال ، كان منطق المدافعين عن سلوك الشرطة بالغ الاستخفاف بعقلية المشاهد ، أحدهم أتى لتوه من خارج مصر ويحكي لك عن تفاصيل دقيقة لما فعلته الشرطة وما فعله المعتصمون وبطبيعة الحال حمل المعتصمين كل المسؤولية وكأنه ممثل النيابة العامة استجمع الأقوال والشهادات والأدلة وقال قراره ، وكان لافتا للنظر جدا دفاع زميل صحفي عن سلوك الشرطة بصورة تقشعر منها الأبدان ، وكأن مقتل ثلاثين إنسانا في وسط القاهرة على يد قوات الأمن هو أمر عادي ، أين المشكلة فيه ، وكان الكلام غير موفق بالمرة ونحن نتحدث عن كرم مصر وأنها تفتح أبوابها للأشقاء العرب ، ومنهم الإخوة السودانيين ، في حين أن هذا الموضوع تحديدا لا شأن له بالكرم ولا بالإخوة وإنما هي اتفاقات دولية ملزمة لمصر كما لغيرها من الدول باستضافة عدد معين من اللاجئين كما أوضحت ممثلة المفوضية ، الأكثر إيلاما في مشهد الحوار ، ومفاجأته كان السيد محمد أبو العينين ، رجل الأعمال ووكيل إحدى لجان البرلمان الجديد ، كان أبو العينين يجلس باسترخاء شديد والابتسامة لا تفارق وجهه ، ولا يبدأ كلامه إلا ببعض النكات السخيفة ، والضحكات تخرج منه مجلجة في الاستديو طوال اللقاء ، وكأنه في مسرحية كوميدية وليس في مشهد عزاء مهيب على جثث عشرات الأطفال والنساء ، كان يبدو في قسوة قلب لا يمكن تصورها ، وشاركه فيها مع الأسف ، بعض من كانوا بالاستديو ، هذا سلوك غير إنساني بالمرة ، أنت أمام مأساة إنسانية ، بغض النظر عن إدانة هذا الطرف أو ذاك ، فهذا لا يؤثر في كونها مأساة آلمت الملايين الذين شاهدوها أو سمعوا بها ، وتركت أحزانا لا نهاية لها في قلوب أمهات فقدت أطفالها أو أطفال فقدوا أمهاتهم ، فما معنى أن تتحدث عنها بالنكات والضحكات المجلجلة ، إن السيد أبو العينين عندما اتهم نجله بقتل أحد الشبان الأبرياء في مارينا قبل سنوات كاد يجن ، وساق طوب الأرض على أهل الشاب القتيل من أجل أن يقبلوا الدية أو التعويض ودفع نصف مليون جنيه من أجل ألا يبيت نجله في السجن ليلة واحدة ، فكيف إذا أصابه ما أصاب هؤلاء الأبرياء ، نسأل الله له وللجميع الحفظ والسلامة ، إذا تذكرت ولدك يا سيد أبو العينين سوف تدرك كم كنت قاسي القلب وأنت تقهقه في الحلقة وكأنك في حفل كوميدي ، لقد أعاد صاحبي الاتصال بي بعد أن تكررت الضحكات وهو يقول : ألا يوجد أحد في الاستديو يفرغ عليه " جردل " ماء بارد ـ للأمانة هو قال لفظ آخر غير بارد ـ حتى يفيق من هذا الوضع غير اللائق ، إذا كان هذا هو دفاع الحكومة ومدافعيها ، وإذا كان عادل إمام هو حصن دفاعها الأخير عندما تكلم كضابط شرطة بل أسوأ مما قاله ممثلو السلطة ، وإذا كانت الحجة في ممثلي الحكومة السودانية وهم الذين كانوا يتمنون إبادة من في الاعتصام عن بكرة أبيهم ، إذا كان هذا هو دفاعنا ، فهي شهادة كافية بحجم الإحساس بالعار والهوان وفقدان أي منطق شرعي أو إنساني أو أخلاقي فيما حدث في ميدان مصطفى محمود . [email protected] http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=10053&Page=1
|
|
|
|
|
|