|
زهير السراج يواصل الكتابة خلف اقضبان
|
زهير السراج يواصل الكتابة خلف اقضبان
ناصر رجب [email protected]
كنت قد إلتقيت بالكاتب الصحفي د. زهير السراج في منتصف عام 2001 بمنزل الصادق المهدي رئيس وزاء العهد الديموقراطي في إطار لقائه الشهري بالصحفيين . في ذلك اليوم ومن خلال أسئلته و مداخلاته الثرة أيقنت تماما أنني في حضرة أحد الاقلام الحرة التي تستشف مدادها من خضم المعانة العصيبة الذي أغرقت فيه هذه السلطة إنسان السودان. مثل هذه الشفافية التي تحفل بها كتابات زهير السراج لا يمكن أن تحتملها سلطة دموية ظلت تمارس القهر و التنكيل بالرأى الاخر منذ أن أطلت بفجرها الكاذب في 1989.. سلطة لم تدع موبقة إلا وارتكبتها بحق هذا الوطن حتى وصل بها الاستخفاف بحياة الإنسان السوداني حد أن تبرر للنظام المصري قتل مواطنيها في وضح النهار. لا تريد مثل هذه السلطة سوى أبواق دعاية تردد أباطيلها..... إنها تريد صحافة تغيب الوعي وتخدر الناس بالأكاذيب.. صحافة التسبيح بحمد السلطان على استباحته ونهبه للبلاد... صحافة تغض الطرف عن جرائمه اليومية في حق الناس والوطن هذا إن لم تبررها. زهير السراج قلم ينهل مداده من آلام الناس وآمالهم في وطن حر يوفر لهم العيش الكريم ويصون حقوقهم و هو لم يتخذ من الكتابة مجرد وسيلة للارتزاق مثلما تفعل قلة أُبتليت بها الصحافة السودانية. التهمة هذه المرة مضحكة تماما وهي اساءة الأدب مع سيادة الرئيس والتطاول على مقامه السامي . نعم فهم يريدون أن يصنعوا صداما آخر في السودان بتأليه الرئيس وجعله فوق النقد باعتباره القائد الملهم ومفجر ثورة الخلاص لشعب السودان . لكنهم ينسون أن مثل هذه البضاعة لن تلقى رواجا في وطن يصنع الثورات الحقيقة لا ثورات الانتكاس الوطني التي جلبت الدمار لهذا الوطن .
معركة الاقلام الحرة مع هذا النظام طويلة وممتدة و لم يكن زهير السراج أول هذه الاقلام التي تحاول السلطة كسرها عبر الاعتقال والممارسات الارهابية في وضح النهار . شملت هذه المحاولات الاعتقال و المنع من العمل و التعذيب و التهديد وحزف المقالات وغير ذلك. لكن مياه كثيرة جرت تحت الجسر ولم يعد بالامكان أن تستمر هذه السلطة في اعتقال الناس لمجرد التعبير السلمي عن أفكارهم . ولذلك جاء تحرك تجمع الصحفيين الديموقراطييين والكثير من أحرار العالم لاطلاق سراح زهير السراج فورا بينما سكت اتحاد الصحفيين المزور و الموالي للسلطة كعادته فهو أحد ادوات قهر الصحفيين وسكت كذلك الكثير من الصحفيين والكتاب و أبواق الدعاية دون أن يفتح الله عليهم بكلمة واحدة ترفض استمرار السلطة في سلوكها العداوني ضد حرية التعبير رغم ما تدعيه عن تحول ديموقراطي وانفتاح وووو ... إلي آخرالاكاذيب الممجوجة . كل عام وأنت بخير عزيزي زهير السراج ...نعم اعتقلوك وأبوا إلا ان يسجلو في خواتيم العام الفائت جريمة أخرى ضد حرية التعبير و حرموك من الاحتفال بالعام الجديد ولكنهم لن يعتقلو كلماتك التي تنشر الوعي و تنتصر للحقيقة ويحتفي بها الناس على امتداد هذا الوطن. دمت ودامت كل الاقلام الحرة و ليذهب الطغاة بزنازينهم و ارهابهم .
|
|
|
|
|
|