|
أسعد الريفي : ادخلوها بسلام و انتم آمنين و اخرجو منها ميتين !!
|
أسعد الريفى ادخلوها بسلام و انتم آمنين و اخرجو منها ميتين !! تناقلت وكالات الانباء مقتل 25 لاجئا و فقيرا و معدما و مهمشا سودانيا على يد قوات الامن المصرية .. نعم خمسة و عشرون انسانا .. أمام مكاتب الامم المتحدة بالقاهرة.. و أمام عدسات المصورين. نعم أنهم أعتصموا بحديقة عامة فى القاهرة و منذ شهور طالبين أن تحل مشاكلهم المعيشية بمصر أو ترحيلهم لخارجها.. نعم زارهم الصادق المهدى و عدة مسؤولين و عدد من محطات التلفزيون.. نعم يعرف كوفى عنان بمأساتهم و منذ شهور.. نعم يعرف مشكلتهم السفير الامريكى و البريطانى و الهولندى بالقاهرة.. نعم يعرف مشكلتهم و ابعادها طاقم السفارة السودانية بالقاهرة.. و مكتب الحركة الشعبية و مكتب المؤتمر الوطنى و السيد محمد عثمان و اعضاء التجمع !!! يعرفها منصور خالد و الفريق عبدالرحمن سعيد و ياسر عرمان و سلفا كير و على عثمان.. يعرفها احمد ابراهيم الطاهر الذى غادر القاهرة صباح اليوم و يعرفها الوزير كرتى .. كل هؤلاء يعرفون !! و رغم ذلك .. ذبحوا ذبح الشاه.. و مات منهم من مات.. لانهم سودانيون .. ولدوا فى أرض المليون ميل مربع و ضاقت بهم .. بعضهم هرب من الحرب و اخرون هربا من الفقر و ذل السؤال و بعض يحلم بالحياة بعيدا .. و كان يمكن ان تحل كل المشاكل و بجرة قلم قبل شهور !! و كان يمكن اخراجهم من اعتصامهم بالقوة التى لا تؤدى للموت .. و على الاقل اخراج الاطفال و النساء و المرضى .. و صدقونى كانوا كلهم على شفا الانهيار .. برد قارس و أمراض مستشرية بينهم .. و بالمختصر المفيد .. لا أعتقد أنهم أهل مقاومة شرسة .. فما الذى حدث سودانيين حفاة عراة .. متهالكى الصحة ينامون و منذ شهور فى البرد أمام قوات الامن المصرية .. 4000 فرد بكامل الصحة و اللياقة و القيافة... و سؤال لاخواننا غازى بن سليمان و فاروق ابوعيسى و النابغة المنتصر ديمه فتحى خليل .. ما هو القتل العمد ؟؟ و هذا هو قهر الرجال.. لكننا تعودنا ان لا شئ يهم .. و صدقونى .. لو قرأتم تصريحات المسؤولين الحكوميين السودانيين و المصريين اليوم .. ستعرفون انه و لو مات الاربعين مليون سودانى ....( فى ستين داهية )!! و أخيرا أعتقد أن ما حدث .. و على أعتبار ما سيكون و هو ( لا شئ..) يجب علينا أن نعمق مفهمومنا للاحتفال بالاستقلال و راس السنة .. لاننا كما يبدو أحرار فى اتخاذ القرار.. و يا أمتى ... غنوا لنا ...
|
|
|
|
|
|