|
كاتب صحفى يتهم الترابى بالزندقه ويطلب هيئة اتهام ومحاكمته
|
كتب الكاتب الصحفى عبدالرحمن الزومه فى جريدة السودانى مايلى : -
عبد الرحمن الزومة
لا يمكن ولن نقبل ان تكون ردود افعالنا تجاه ما يفعله حسن الترابي هي ان نستنكر تلك التصرفات التي نرى الآن انها قد(عبرت) كل الخطوط الحمراء. والترابي في واقع الحال قد عبر الخطوط الحمراء منذ فترة طويلة، فالخروج على الدولة وعلى الحاكم الشرعي بتلك الطريقة السافرة وكشف اسرار الدولة وتعريض الأمن القومي للخطر واثارة الفتن العرقية وتشجيع التمرد والعصيان كل ذلك وغيره الكثير هو في نظرنا تجاوز للخطوط الحمراء، غير ان البعض كان يرى ان مساءلة الرجل حول امور كتلك يعتبر (تصفية حسابات) سياسية وهو رأي (للأسف) الشديد يبدو ان دوائر عديدة داخل الدولة كانت (تعتنقه) وتؤمن به، اما نحن الذين نعرف الرجل معرفة تامة (in and out) فقد حذرنا منذ البداية من ان الرجل يعتبر وفي احسن الحالات (راس فتنة) ولقد نبهنا ولاة الأمر وذكرناهم وهم (سيد العارفين) بالكيفية التي كان حكام المسلمين يتعاملون بها مع رؤوس الفتنة! وأذكر انني قلت ابان الفترة التي تلت (طرد) الترابي من الدولة والحركة والحزب ان الترابي لن (يترككم) حتى لو تركتموه! وانا عندما قلت ذلك كنت أعني تحديداً ان الترابي وبعد ان يجتاز كل الخطوط الحمراء السياسية دون ان يعترضه احد فإنه يبدأ باجتياز خطوط حمراء اخرى وماذا يبقى غير الدين؟ وقناعتي تلك كانت قائمة على اعتبارين: الاول ان هذا هو دائماً (ديدن) وسلوك روؤس الفتن فهم لا (يرتاحون) ولا (يريحون)، اما ان تنجح فتنتهم او (يقضى عليهم وعليها)، والاعتبار الثاني هو انني كنت ارى ان تعدي الترابي للخطوط الحمراء السياسية لم يكن مقصوداً لذاته بل هو مجرد (بالون) اختبار لمدى مقدرة الدولة على التصدي له عندما يعلن آراءه بل (مشروعه) الذي (نزر) له نفسه وظل يعمل له طيلة عمره وهو اعلان هذه الافكار الشاذة والخارجة على الدين وهذا ربما يكون رداً للذين يعتقدون ان الرجل (جرى لعقله حاجة) ونقول لهم ان هذه الآراء التي تعتبر بكل المقاييس هرطقة وزندقة وخروجاً على الدين كانت موجودة عند الترابي منذ وقت بعيد، بل اننا (نبشر) الجميع ان في (جعبة) الرجل الكثير المثير الخطير! فهل ننتظره حتى يفصح عن كل ما عنده؟ ان الترابي يؤمن بنظرية نشر زندقته على (اقساط مريحة) وهذه المرة فقط يبدو ان (ذكاءه) المزعوم قد خانه فقام باعطاء (جرعة) زائدة اثارت حتى علماء مجمع الفقه الاسلامي بمكة المكرمة الذين ردوا على افكاره الشاذة وفندوها بالحجج والبراهين والاسانيد الشرعية، وخيراً فعل الترابي فقد وفر علينا وقتاً وسعى لحتفه بظلفه ولكن هل يكفي هذا؟ طبعاً لا. المطلوب الآن تكوين لجنة من علماء من السودان ومن مجمع الفقه الاسلامي بمكة المكرمة من اجل اعطاء رأي (فني) شرعي في هذه الآراء التي ادلى بها الترابي ومن ثم يصار الى تشكيل هيئة اتهام سودانية تقوم بمهمة تلخيص البينات وصياغة التهم قبل توجيه التهم الى الترابي ومحاكمته، والجانب الاخير هو (فرض عين) على الدولة السودانية لأنه لو سمحت لها نفسها بأن تتغاضى عن خروج الترابي عليها فليس من حقها ان تتغاضى عن خروجه على دين الله.
|
|
|
|
|
|