|
خمسون عاما على ما يسمى بالأستقلال لرجل افريقيا المريض
|
لا أدرى ان كان ما عرف بالأستقلال يشكل مناسبه ذات معنى للكثير من اهل السودان ، مع انه جرت العاده على الأحتفال بها برتكوليا واعتبارها عطله رسميه. ويحق لنا وقد اكملنا نصف قرن من الأستقلال المزعوم ان نتوقف قليلا فى هذه الذكرى . الذكرى التى أبى فيها الأمن المصرى الا أن يضيف العشرات من القتلى كأنه لا يكفى هذا الشعب الصابر ملايين من الضحايااللذين سقطوا خلال هذا المسير الطويل. خمسون عاما مضت تكشف خلالها الكثير من الزيف والتزوير الذى مورس على نطاق واسع شمل كل جوانب حياتنا ، اذ صوروا لنا متأمرين كأنهم أبطال وأهمل احرار حتى من ذكرهم هذا اذا لم يذكروا بسوء . هناك العديد من الجرائم التى ارتكبت خلال هذه المدة تارة بأسم العروبه ، وتارة بأسم الأسلام وتارة أخرى بأسم محاربة الأستعمار الحديث. ولعل أهم الجرائم التى ارتكبت هى 1/ ترحيل أهل حلفا وأغراق مناطق واسعه من الأراضى السودانيه لبناء السد العالى وبتعويض مخزي ، بل ان الكهرباء التى تنتج من السد تصدر الأن الى اسرائيل فى حين يعانى كل شمال السودان من ازمه دائمه فى الطاقه الكهربائيه 2/حرب الجنوب التى استمرت على مرحلتين حصدت معها الملايين من الأبرياء بين قتيل ومشرد 3/ازمه سياسيه طاحنه توشك ان تذهب بالسودان بعد ان اصبح مرتعا للطفيليين وعديمى الضمير والمرتزقه 4/حرب داميه فى دارفور وشرق السودان 5/ فساد مالى منظم وبرعايه الدوله السودانيه التى بنيت أصلا على الغش والنفاق والتحالف الشيطانى بين مغامرى السياسه والأقتصاد ولعل من المقولات التى تحمل دلاله بالغه هو أن السودان سله غذاء العالم، قد تبخرت بأستقبال السودان خلال النصف قرن الماضى لنسبه مقدره للأغذيه من الخارج بعد ان ضربت المجاعه بفعل أحتكار السوق وبفعل الطبيعه . خمسون عاما من الحروب ،الدمار ،القهر ،القتل وأكل أموال الناس بالباطل كانت هى العنوان البارز لهذه الحقبه. خمسون عاما من اللهث خلف الدول العربيه بأعتبار السودان بلد عربى مع صدود من تلك الدول بل عدم أعترافهم بعروبتنا فى الغالب من الأحوال ومازال الركض مستمرا. وبعد ، اصبح السودان رجل افريقيا المريض وفى كل يوم تتفجر أزمه ، حتى يكاد يخالنى أن السودان أصبح رجل افريقياالذى يعانى سكرات الموت .
|
|
|
|
|
|