|
|
 ايها المـــغـــــتــربون : - أوع يدقسوكم
|
كتب الصحفى عثمان ميرغنى فى عموده الصحفى : -
العودة الطوعية.. الفخ الطوعي..!!
عثمان ميرغني
مساء الخميس الماضي.. وفي برنامج من اذاعة أمدرمان.. موجه للمغتربين السودانيين بالخارج.. ظلت المذيعة تردد مصطلح (العودة الطوعية) في حوار مع طرف مغترب.. اقتباساً من قاموس اللاجئين.. الذين تحثهم الدولة عادة على الانخراط في مشروع (العودة الطوعية).. والأجدر أن يقال للمغتربين (الفخ الطوعي).. إذ سبق أن كتبت لإخواننا المغتربين أن العودة الى الوطن بلا مشروع حضاري واضح.. يحدد للعائد مصيره بصورة واضحة.. سيتحول الى متاهة تستنزف حصاد الغربة.. ثم تحول المغترب الى مشروع انساني واجب الرثاء.. فرص العمل في السودان شحيحة للغاية.. مئات الآلاف من الخريجين يتجولون في شارع الاحباط.. بلا عمل.. حتى الأطباء.. صاروا يتخرجون من الكلية بعد استثمار مالي وزمني قوامه ست سنوات حسوما.. ثم يحتجزون في كرنتينة الانتظار لسنوات طويلة بلا عمل.. بعضهم ينسى خلالها ما درسه وبالكاد يدرك هل تخرج من الطب أم من الآداب.. السودان (كامل العدد) ليس هناك وظائف لا للخريجين ولا لضحايا العودة الطوعية.. والأجدر لأى مغترب يفكر في العودة النهائية أن يتدبر أمر مصدره المالي بصورة منفصلة تماماً عن مقادير الدولة أو الوظيفة.. الا اذا كان من اصحاب الحظ الأعلى الذين قد تتوافر لهم فرص عمل مناسبة في الداخل.. ظللت أكرر أن المغترب باغترابه يستحق أكثر من مجرد الاعفاء من ضرائب ورسوم الدولة المتعسفة الأخرى.. لأنه لا يقيم أوده وأود أسرة ممتدة كبيرة معه فحسب.. بل يخلي مقعده بالداخل لآخر غيره.. فهو يضحى مرتين.. مرة بهجرته بعيداً عن وطنه.. وثانية بتنازله الطوعي عن فرصة عمل بالداخل. والخيار الآخر أمام أي مغترب للعودة الطوعية.. هو ان يتدبر عملاً خاصاً به.. مشروع استثماري صغير أو كبير.. لكن المعضلة الكبرى أن الاستثمار في السودان ضرب من المقامرة.. غير معلومة النتائج.. على غرار قولة د. جلال الدقير وزير الصناعة الذي نقلت لكم هنا قوله في منبر صحفي.. أن حاصل جمع واحد زائد واحد يساوي اثنين.. في أي مكان في العالم.. الا في السودان فهو قد يساوي أى شيء.. قيمة مجهولة قابلة للزيادة أو النقصان بلا مبررات معلومة.. فالمستثمر في بلدي (يا ضارب.. يا مضروب..) ضارب عرض الحائط بكل القوانين.. أو مضروب بضرائب ورسوم وجبايات.. الله وحده يعلم من يقررها وعلى أي بند يأخذها.. فقد يحسب المستثمر (المغترب) كل تفاصيل مشروعه.. ويضع حساب كل الرسوم والجبايات.. ويتوكل على الله.. ويشرع في نزيف الأموال لإقامة مشروعه ثم يكتشف أن سلطات المحلية التي يقع في محيطها الجغرافي.. دشنت رسوماً جديدة قبل يومين من حضوره.. تصادر كل أرباحه والحقوق المجاورة لأحلامه أيضاً.. بلادنا حتى اللحظة محكومة بعقلية (الأفندية).. عقلية مربوطة بالمربوط.. موظف كُتب عليه ربط مقدر من الجبايات.. ليس عليه من حرج إن تحصل عليها على جثث كل المشاريع في محليته..ألم أحك لكم قصة المغترب الذي استثمر ماله بعد العودة في (بنشر) بشارع العرضة بأمدرمان.. جاءت السلطات وأغلقت الشارع كله لأكثر من عام لصيانته.. فتوقف عمل البنشر ولم تتوقف مطالبة المحلية بالرسوم وعندما فشل في الدفع جاء موظف البلدية بسيارة وأخذ ماكينة (البنشر) على ثقلها.. واحتجزها في مقر المحلية.. ذهبت بنفسي وسألت موظف المحلية بأي حكم قضائي يصادر ممتلكات مواطن.. رد علي وبراءة الأطفال في عينيه: (أعلم ان المصادرة غير قانونية.. لكن تلك هي الطريق الوحيدة لأجبره على الدفع..). إخواننا المغتربون..(أوع يدقسوكم..)..!!
|
|
 
|
|
|
|
wadalzain
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست