|
|
 وعد البشير بمحاربة الفساد ...وبعد اسبوعين صرف الملايين وببذخ على تجميل الخرطوم
|
وعد البشير بمحاربة الفساد ...وبعد اسبوعين صرف الملايين وببذخ على تجميل الخرطوم
بقلم د. بكري الصايغ
في خطاب البشير، بمناسبة عيد الاستقلال الاخير، وتحديدا في 30 ديسمبير 2005، راح البشير ويؤكد بحار الكلام الشديد في خطابه بهذه المناسبة (والتي ضاع فيها اي نوع من الاحتفالات بذكرى اليوبيل الذهبي للاستقلال)، بانه سيحارب الفساد، ويفتح ملفاتها وايضا سيقوم بتشكيل هئية عليا لمحاسبة اهل الثراء الحرام، ثم جرهم قسرا الى محاكم القصاص. لقد راح البشير ويؤكد بصورة حازمة، ان لا احد من المرتشين والفاسدين، مهما عظمت مكانته - بحسب قوله – سينجو من الجزاء الرادع. لقد جاء كلامه هذا، في خطاب عيد الاستقلال، كنوع من (التخدير) للمواطنين، الذين استنكروا بشدة سكوت رئيسهم وحكومته على مجزرة القاهرة، وراحوا يتندرون علانية على حالة الانقاذ، التي ضاعت هيبتها محليا وعالميا، لدرجة (الانبراش والانبطاح)، لاميريكا ومصر، حيث رفضت الحكومة الانتقالية، وبدون اي خجل، وان تعلن الحداد على ارواح 30 مواطنا سودانيا، ماتوا في مجزرة القاهرة، بل ولا سمحت حتى الحكومة للسفارة السودانية في القاهرة، باستقبال المعزين السودانيين والديبلوماسيين، ولا ان يكون هناك ايضا بالسفارة اي (دفتر)، لتسجيل التعازي والمواساة، حرصا على – بحسب وجهة نظر الحكومة - عدم احراج مصر محليا وعالميا!!!
ولما كان كل مواطن داخل السودان وخارجه، يعرف تماما، وحسب خبرته السابقة، وتجاربه القديمة مع حكم الانقاذ، ان كل تصريحات ووعود البشير السابقة واللاحقة، هي دائما بمثابة (فقاعات) هوائية، او كنوع من (الضراط) الذي لا يتعدى اكثر من حدود اللباس!!! ولذلك كان بديهيا، وان لا احد، اخذ يعير كلام البشير باهمية او احترام، خصوصا وانها ليست المرة الاولى، وان يروح ويعلن فيها محاربته واستئصاله للفساد.ان لا احد ينسى ذلك البيان العسكري الاول، والذي اعلن فيه الفريق البشير، ان سبب الاطاحة بحكومة الصادق، هي حالة التردي الاقتصادي المريع، والرشاوي والفساد، التي ضربت البلاد، مما حدا- بحسب كلام الفريق- وان تخرج لتعييد الاوضاع الى طبيعتها، وحماية الدولة من الانهيار!!!! ومنذ ذلك التاريخ، وطوال 16 عاما، لا تمر مناسبة، قومية او دينية، الا ويروح البشير فيها ويمارس هوايته في التخدير والكلام المعسول بضرب الفساد، وايضا الضرب بيد من حديد على كل فاسد ومرتشي!!! وكلما زادت صور الفساد، زادت تصريحاته الممجوجة. ولكن عندما وصلت الحالة واصبح السودان يحتل صدارة قائمة الدول (الفاسدة والمعفنة)،لقد كانت مناسبة للبشير، وان يخطب فيها (كما كل مرة) عن الفساد. ضحك الناس طويلا، على خطاب عيد الاستقلال، الهزيل كما وكيفا، واستغربوا كيف وفي مثل هذا الخطاب الهام، بمناسبة عيد الاستقلال، وان ينسى الرئيس، وان يحئ، الشهداء والرعيل الاول من السودانيين، الذين جاءوا بالاستقلال...وراح ويركز على فساد حكمه.
ولكن ولما كنا نعرف ان البشير دائما يقول ويوعد ويكثر من الالتزامات (التي لا يقدر عليها)، ولا يفعل شيئا من اجل شعبه المثقل بهموم الفقر والجوع والفساد، فلقد رايت، وان انقل تماما، ما بث في موقع (ايلاف) الاليكتروني، بتاريخ 17 يناير الحالي، عن ما يجري حاليا في الخرطوم من فساد مهول. والغريب، ان ما ذكره الموقع، قد جاء تماما، وبعد 16 يوما من وعد البشير في عيد الاستقلال بمحاربته للفساد . لتؤكد هذه المقالة، (ان كلام الليل يمحوه النهار!!!)
نص المقالة، تماما كما وردت في موقع (ايلاف: http://www.elaph.com/politics) بتاريخ 17 يناير الحالي، بدون اي اضافات اوتعديلات
Quote: تجميل الخرطوم من اجل القمة الافريقية
الخرطوم : اصبحت منطقة وسط الخرطوم الخاملة عادة تعج بالنشاط مع اسراع السودان الفقير في تجميل عاصمته المهملة من اجل قمة الاتحاد الافريقي التي تنعقد في الاسبوع القادم بوصفها اول تجمع رئيسي يحدث فيها على مدى ثلاثة عقود تقريبا.قامت الحكومة ببناء فيلات فاخرة مطلة على النيل للرؤساء الزائرين واستولت مؤقتا على الفنادق ورصفت الطرق ووجهت خراطيم الري الى ضفاف النهر الطينية في محاولة لخلق مروج خضراء يانعة في المدينة.
وتحتج جماعات لحقوق الانسان على قرار عقد القمة يومي 23 و24 يناير كانون الثاني في الخرطوم قائلة ان الحكومة لا ينبغي منحها هذا الشرف في الوقت الذي يستمر فيه النزاع والفظائع في اقليم دارفور الغربي النائي.
وقال الطالب خالد عثمان "هذه الحكومة ظلت عدة سنوات لا تفعل شيئا لتحسين مظهر هذه المدينة والان تغيرت فجأة...هذا انما يظهر انهم قادرون على العمل اذا قرروا."
وامتنعت الحكومة التي تعتمد بشدة على المعونة الاجنبية لتغذية وايواء مليوني نازح في دارفور عن الكشف عن تكلفة الاستعدادات لعقد المؤتمر. لكن يتكهن الكثيرون بانها ستنفق عشرات الملايين من الدولارات.
وقال مدير فندق رفض نشر اسمه "انه امر سخيف ان تتكلف القمة هذا القدر من المال..ملايين الدولارات."
وقال عمر بريدو رئيس اللجنة المنظمة للقمة انه يتوقع حضور ما يصل الى ثلاثة الاف من اعضاء الوفود لكن هناك نقصا في عدد الغرف لان بعض الفنادق التي يجري بناؤها خصيصا للمؤتمر لم تنته في الوقت المحدد.
وحجز مرسوم رئاسي كل الغرف في فنادق الخرطوم ابتداء من 15 يناير كانون الثاني فصاعدا.
وقال بريدو انهم اعادوا تأهيل بعض السفن النهرية للاقامة وانهم واثقون من انهم جاهزون.
وتعد قمة الاتحاد الافريقي اول قمة كبرى من نوعها يستضيفها السودان منذ عام 1978.
واختير مكان عقد القمة لمكافأة السودان على توقيعه اتفاق سلام في العام الماضي انهى الحرب في الجنوب وهي اطول حرب اهلية في افريقيا. لكن النزاعات لا تزال متأججة في الشرق وفي دارفور حيث تتهم ميليشيات موالية للحكومة بشن حملة واسعة من الاغتصاب والنهب والقتل.
ودفع العنف اكثر من مليوني شخص الى الاقامة في مخيمات رثة كما دفع الى تنظيم اكبر عمليات اغاثة انسانية في العالم تكلفت اكثر من مليار دولار من اموال المعونات الدولية.
ويحصل السودان على مليارات الدولارات سنويا من انتاج نحو 330 الف برميل من النفط يوميا ووفقا لهيئة الشفافية الدولية لمكافحة الفساد فانه من بين العشرين دولة الاكثر فسادا على الارض.
ومع اقتراب موعد انعقاد القمة يتضح اين يتم انفاق البعض على الاقل من اموال الحكومة.. على 40 فيلا رئاسية في مجمع مؤمن مجهز بمسبح ونادي صحي وموظفين مقيمين للخدمة.
وقال ارمان فارجاس من شركة اكور الفرنسية التي استؤجرت لادارة المجمع "استوردنا الكثير من المعدات من اوروبا. انها من ارقى الانواع وجميع تجهيزات المطابخ من احدث طراز" وتم احضار موظفين من الخارج جوا لخدمة الرؤساء.
ويربط طريق جديد المجمع بمركز المؤتمرات المطل على النيل. وعقب ازالة الاسوار الحديدية الصدئة التي كانت تحيط بالمركز ظهر ملحق ابيض انيق بقاعة المؤتمرات الرئيسية يتألق تحت شمس الصحراء.
وتقف المباني الجديدة المبهرة في تباين صارخ مع الاميال الطويلة من العشوائيات التي تحيط بالعاصمة وتؤوي الكثير من سكانها بلا مياه جارية او كهرباء او رعاية صحية.
وقال الطالب عثمان "الرؤساء الافارقة سيأتون الى هنا.. لكنهم سيرحلون دون ان تكون لديهم فكرة عن كيف يعيش السودانيون الحقيقيون." |
لقد انتهى نص المقالة في موقع (ايلاف) الاليكتروني، واود ان اقول، ان الخرطوم الان، قد اصبحت وتشبه ، في اناقتها وزخرفتها من اجل الرؤساء الافارقة، تماما وحالة جمال باريس في سنوات حكم الملكة الفاسدة ماري انطوانيت.فمن ناحية هناك في الخرطوم الان، القصور الفخمة، وشاليهات، وفنادق ابهة، وحمامات سباحة، وطباخين جاءوا من الخارج ونجد،وعلى بعد خطوات من هذه المنطقة (المحرومة دخولها على السواد الاعظم من اهل البلد)،كيف قد تراصت بيوت الكراتين، وعشش الصفائح، التي يقطنها ومنذ اكثر من 10 اعوام الالاف من النازحين والمتضررين من حروب الجنوب والغرب.
واخيرا نسأل: يا ترى وهل سيعيد التاريخ نفسه (في ظل الفساد الموجود حاليا في السودان، والمشابه طبق الاصل للفساد الفرنسي السابق)، .....ونرى (مقصلة ) روبيسبيير هذه المرة في الخرطوم؟ (ولما لا...ا لم نستورد من قبل البراز، فما الذي ويمنع ايضا وصول المقصلة من فرنسا ....جارة اليونان في البحر المتوسط؟!!!).
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست