|
وداعا يا صاحبي
|
وداعا يا صاحبي
تعرفت علي سيف رمضان أوائل 1980 في منزلنا بمطاحن غلال قوز كبرو فالراحل صديق لوالدي محمد الماحي أحمد فقد جمعهما العمل معا في حقل المهن الطبية والحزب الشيوعي .. علاقة طويلة ممتدة لم ينل منها شئ .. لا قهر أقزام مايو ولا المتأسلمين تاليووا أية السيف بعد إنقلابهم في 1989 . وفي كل الظروف والأحوال ظل سيف رمضان محبا كبير لشعبه وحزبه لم يتزحزح إعتقاده لحظة بضرورة مستقبل بلاده الإشتراكي وبأهمية بناء صرح شامخ للديمقراطية والتنمية والسلام والعدالة الإجتماعية فيه . ولا زلت أذكر كيف عاد من إحدي مدارس الحزب بعد الإنتفاضة وهو فرحا كطفل يحكي لنا علي مدار يومين ما تعلمه فيها ويبسط بإقتدار ماركسي فذ مجموع ملاحظاته علي المدرسة وما قيل وطرح فيها . وكالأف من أبناء شعبنا عذبه الفاشست وأعتقلوه مرات , حاصروه ببغضهم وكراهيتهم بينما أحاطه أهلنا في الريف بحبهم وإحترامهم وتقديرهم العميق لمجهوداته في توفير الدواء نائبا عن وزارة صحة عاطلة وحكومة لم تفلح إلا في شراء السلاح وإدارة الحرب في بلد يموت الناس فيها بالجوع ولدغ العقارب !!!! وكلي إمتنان لسيف رمضان حيا الرجال الذين كسيف لا يموتون فقد علمني مع رفاقه لا حب الشعب والحزب فحسب بل حل معي حتي مسائل الحساب , حدد معي مواقع المدن والأنهار وحفظت علي يديه الأناشيد . يا سيف , يا صاحبي لقد تركت لنا تراثا خالدا في كيف أن الواحد منا يجب أن يكون إبن شعبه , أمينا لحزبه وبار لأسرته بإسم كل أصدقائه ورفاقه عزائي الحار لها لكل من عرفوه وأحبوه وللحزب في خسارته الفادحة .
أبوعبيدة محمد الماحي
|
|
|
|
|
|