|
نورالدين مدني يكتب....استقلال تحت الوصاية الدولية
|
نور الدين مدني
ونحن نحتفل باليوبيل الذهبي لاستقلال بلادنا، تذكرت المداخلة الخشنة التي اطلقها فنان افريقيا الهَرَم الفني العملاق الدكتور محمد وردي مع اللواء الركن عبد الرحيم محمد حسين وزير الداخلية آنذاك، في احدى المناسبات الاجتماعية عندما قال له: >آباؤنا حققوا الاستقلال وطردوا الانجليز من البلاد، المشكلة في قوات الاحتلال الجبتوها لينا بسياستكم<· ü وبغض النظر عن أسباب وجود هذه القوات، فإن واقع الحال يشير الى ان البلاد بعد خمسين عاماً من الاستقلال، عادت الى حالة اشبه ما تكون بالوضع تحت الوصاية الدولية· ü لذلك نحرص على الاحتفال بعيد الاستقلال ونحتفي برموزنا السياسية الوطنية، الذين ناضلوا من أجل الاستقلال امثال الامام محمد احمد المهدي وود حبوبة وعلي دينار وعلى عبد اللطيف، وغيرهم من شهداء الحركة الوطنية والمناضلين، ومؤتمر الخريجين وكلية غردون التذكارية وعمال السكك الحديدية·· وغيرهم من رموز الحركة الوطنية الذين عملوا من أجل أن ننعم بالاستقلال· ü كما نحيي شهداء الحركة الوطنية، وفي مقدمتهم السيد علي الميرغني والامام عبد الرحمن المهدي والزعيم اسماعيل الازهري والامام الصديق المهدي ومحمد احمد محجوب ومبارك زروق وأحمد خير ووليم دينق وعبد الخالق محجوب ومحمود محمد طه والشفيع أحمد الشيخ والامير عبد الله عبد الرحمن نقد الله وشهيد الوطن والسلام جون قرنق، وغيرهم وغيرهم ممن انتقلوا الى رحاب المولى سبحانه وتعالى· ونحيي رموزنا السياسية التي ما زالت تحمل راية العمل الوطني، رغم كل الضغوط والمؤامرات التي تعرضوا لها عبر مراحل الانقلابات العسكرية المختلفة، والذين ما زالوا يواجهون التحديات، وهم يدافعون عن مبادئهم واطروحاتهم السياسية التي يرون فيها خلاص البلاد، والسبيل لانجاز الحل السياسي السلمي الشامل والعادل، والتحول الديمقراطي وتحقيق التنمية المتوازنة والعدل الاجتماعي والاقتصادي· نحيي السيد محمد عثمان الميرغني والامام الصادق المهدي ومحمد ابراهيم نقد والشيخ حسن الترابي وأبيل ألير وباسيفيكو لادو لوليك، بغض النظر عن رأينا في مواقف كل منهم وأدائه السياسي، لانهم باحزابهم السياسية، انما يشكلون ركيزة الديمقراطية المبتغاة· وهذا لا يعني إننا ننكفىء على الماضي، وإننا نريدإعادة انتاج الأزمة السياسية كما يدعي بعض اعداء الديمقراطية وسدنة الانظمة الشمولية الذين تجاوزهم الواقع السياسي المحلي والاقليمي والعالمي· ولكننا نريد أن نبني مستقبلنا السياسي على مجمل تجاربنا السياسية، مستفيدين من أخطاء الممارسات السابقة ومن ايجابياتها ومن نواحي القصور لتلافيها، والانطلاق نحو المستقبل على هدى وبصيرة، ونحن نرسخ للسودان الديمقراطي الذي يسع الجميع يتمتع بخيراته كل أهله في الجنوب والشرق والغرب والشمال، بعيداً عن العصبية والجهوية وكل مظاهر العنف والاحتراب·
|
|
|
|
|
|