|
منقو قل عاش من يفصلنا!! (عمر احمد الحاج)
|
دوائر
عمر احمد الحاج
منقو قل عاش من يفصلنا!! كلنا كنا نحلم بالسلام ونتمنى لبلادنا التقدم والإزدهار، لكن عندما حلّ سلام »نيفاشا« على أرض الواقع ظهرت العديد من الثغرات في التنفيذ وأطل »شيطان التفاصيل« بوجهه »القبيح« من جديد حتى بدأت البلاد تدخل كل يوم من نفقٍ الى نفق ومن مأزقٍ إلى مأزق حتى حمي الوطيس وتحولت الخرطوم إلى جحيم لا يطاق! { وبعد أن مضى عام على سلام »نيفاشا« أكدت حقائق الواقع والتاريخ والجغرافيا أن إطار نيفاشا لايمكن أن يكون سلاماً عادلاً فالثغرات التى برزت في التنفيذ لا تحصى ولا تعد وشيطان التفاصيل الذى خلّفه الراحل د. جون قرنق ما زال عائشاً بيننا ويتمتع بدراما التنفيذ بين طرفي نيفاشا حتى أصبحت »ثغرة نيفاشا« باباً مفتوحاً على مصراعيه لتؤتى من قبله البلاد ولقد كشفت ثغرة نيفاشا أنّ القنابل الموقوتة ليست في السجانة فحسب ولكن القنابل الموقوتة فعلياً تكمن بين أحشاء ملاحق التنفيذ.. فخلافٌ وإختلافٌ كل يوم بين طرفي نيفاشا وفي كل شىء مما أكد أن سلام نيفاشا احتضر منذ وقت مبكر وهو الآن يلفظ أنفاسه الأخيرة ولا غرو في ذلك لأن مهندس نيفاشا سيمبويو اعترف بأن سلام نيفاشا كان هشاً.. وفي ذلك إشارة إلى أن الصفقة الأمريكية من نيفاشا قد تحققت وأن السودان الشمالي أخذ »صفعة« قوية في وجهه عندما اكتشف أن بروتوكولات نيفاشا تحولت الى بروتكولات صهيون لأن كل ما ينفذ عبرها وخلالها يستفيد منه »بنو صهيون« بل أضحت هذه البروتكولات تخدم المخطط الصهيوني في المنطقة بما يحقق الحلم الأكبر لليهود المتمثل في "من النيل إلى الفرات" فالفرات وطأته الأقدام الصهيونية، والنيل وعبر بروتكولات نيفاشا ستطأه أقدام الصهيونية أيضاً ولكن هذه المرة عبر البوابة الجنوبية فشعارات لا شمال بلا جنوب قد بدأت تسقط مثل ورق التوت وشعارات منقو قل لاعاش من يفصلنا سقطت أيضاً ولكن »محمد أحمد الآن يردد: منقو قل عاش من يفصلنا، لأن ما بين »محمد أحمد« ووليم باك اليوم بونٌ شاسع يكمن في استحالة التعايش على أرض الواقع في إطار واحد أو إطار موحد.. فإفرازات سلام نيفاشا أصابتنا كشماليين في مقتل بل تقتلنا كل يوم معنوياً ونفسياً ولا عزاء إلا في انفصال بسلام اليوم قبل الغد لأننا لو انتظرنا أكثر من ذلك أو انتظرنا حتى يقرر الجنوبيون مصيرهم فإن علم اسرائيل سيرفرف فوق سماء عاصمة السودان الجنوبي »جوبا« بجانب علم السودان الجديد الذى أراد باقان أموم أن يُلَّف به تابوت الراحل د. قرنق. { ورغم أن هناك وقف إطلاق نار وترتيبات أمنية وعسكرية تسير ببطء وصعوبة إلا أن الحرب لم تضع أوزارها بعد، فإذا كانت حرب البندقية قد توقفت فإن الحرب النفسية والمعنوية وحرب الكلام من جانب الحركة الشعبية باتجاه الشمال ما تزال مستعرة فأصبحت الحركة الشعبية تفسر البروتكولات على هواها وعلى طريقة »كلٌ يغني على ليلاه« و»يغني المغني وكل على هواه!« فهّمنا في السودان الشمالي المسلم: »لا شرقية ولا غربية إسلامية.. مية المية«، اما هم السودان الجنوبي:»لا عربية ولا اسلامية.. بل غربية مية المية.. امريكية صهيونية«.
من هنا http://www.alintibahasd.com/index.php?type=6&issue_id=62&col_id=183&bk=1
|
|
|
|
|
|