|
ممنوع الفول بالجبنة
|
في يوليو الماضي كنت مسافراً من مدني إلى الخرطوم وبعد أن قطعت تذكرتي في البص (لا أتذكر إن كان سياحياً أم لا) ، أمرتني نفسي الأمارة بالفول وراودتني أن أتناول فول بالجبنة خاصة وأنه كان عندي شعور داخلي بأنني أتوحم (أو قل أتوهم) على صحن فول بالجبنة. وبعد أن دخلت المطعم وجلست مستدبر القبلة ، قل للجرسون هيت لك وجاءني الجرسون يتبسم ويتكشم وقال لي بصوت مقروش (عاوز شنو يا فردة)؟ فقلت : فول بالجبنة رد علي : والله الفول بالجبنة ممنوع فقلت مندهشاً : كيف يعني ممنوع؟ قال: ناس البلدية مانعننا نبيع فول بالجبنة وكان بعنا حانتغرم قلت له: إنت جادي ولا دي كاميرا خفية فقال ضاحكاً : أنا جاد والله فأخذت أضحك باستمرار حتى فكت خرمتي للفول فقلت له : ما الحكمة من تحريم الفول بالجبنة في عهد الإنقاذ؟ فرد بنظرة بلهاء وفيه فاغر فأردفت : يا ربي يكون السبب إنو الفول مذكر والجبنة مؤنث والحكومة ما عاوزة اختلاط؟ فضحك الجرسون.. قلت: برضو ممكن يكون الجبنة في المعارضة وحظروا نشاطها كبقية الأحزاب طيب مش كان الأجدى مداهمتها في قواعدها والقضاء عليها في المهد (أقصد المصنع) قبل أن يخسر المواطن المسكين ويشتريها ولا يستعملها؟ وأنا أتساءل عن إصدار قوانين مضحكة مثل هذه ،مع العلم أنه لم يظهر بعد مرض (انفلونزا الجبنة) في السودان.. تذكرت عندها رواية الدكتور بشرى الفاضل (حكاية البنت التي طارت عصافيرها) ومنظر ذلك السكران الذي ظل يقرأ لمدة طويلة عبارة (ممنوع البصق) المكتوبة على ظهر البص ، فقرأها مرة (ممنوع البص) ومرة ممنوع البصل... بعد ذلك سلمت بقدر الله بإرساله الإنقاذ لنا لترينا العجائب وتناولت الفول بدون جبنة ، فقط كان عليه كثير من الدهشة والأسف الطويل..
|
|
|
|
|
|