|
مصائب قوم
|
مصائب قوم في بعض الدول الأفريقية لا تكمن المسألة في الموت . فالموت حق والجميع يموتون . وإذا فقدت عزيزاً لديكم ? صحيح أن الأمر محزن إلا أن الإنسان بطبعه يتغلب علي الحزن . ولكن كيف يتغلب علي الديون التي تتراكم عليك وانت تقوم بدفن عزيزكم ؟ الإسلام دين رحمة وبساطة ? يقضي بأن يدفن الميت بعد أن يصلى عليه ويحزن القلب وتدمع العين ولا نقول ألا ما يرضي ربنا . ولكن التقاليد الاجتماعية التي تطغى في كثير من الأحيان علي البساطة هي التي تجلب المتاعب وتراكم الديون في حالة دفن الميت في بعض الدول الأفريقية . وقد يكون الشخص طيلة حياته غير ذى أهمية من أي نوع . أنه فقط أحد أفراد العائلة ولكن في بعض الدول الأفريقية تقضي التقاليد أن تجرى له طقوس ومراسم دفن قد تكلف أهله أكثر مما كلفه هو طيلة حياته . ولهذا اعتاد الناس أن يتركوا جثث أقربائهم في ثلاجة المستشفي حتى يدبروا تكاليف نفقات الدفن . قرأت خبراً في إحدى المجلات الأفريقية قبل مدة يقول أنه قبل عامين عندما توفيت والدة أحد موظفي بنك من البنوك المشهورة في دولة أفريقية ، تركت الجثفة في المستشفي لمدة تسعة أشهر حتى يتمكن ذلك الموظف من بناء منزل فخم في قريته لاستقبال المعزين وعلي رأسهم مدير البنك . وعندما مات المستر جودين جيكيلوبا متأثراً بجراحه عندما أطلقت عليه النار من أحد الأشخاص وكان مديراً لمجموعة من الشركات في ليجوس بنيجيريا في فبراير من عام 1991م تكبدت تلك الشركات ما قيمته 3 ملايين نايرا من العملة النيجيرية لدفنه ( حوالي ربع مليون دولار.) وقد لجأت بعض السلطات المحلية في بعض الدول الأفريقية لوضع رسوم علي كل يوم يمر علي الجثة وهي في المستشفي بعد الأسبوع الأول إلا أن ذلك لم يجعل الناس يعجلون باستلام جثث ذويهم من المشرحة فهم بكل بساطة يضيفون تلك الرسوم والغرامات الى ما يقومون بجمعه من أفراد العشيرة أو القبيلة لمقابلة تكاليف الدفن وبما أن مصائب قوم عند قوم فوائد فإن الصحف المحلية هي المستفيد الأكبر من إعلانات الوفاة فقد تأصلت هذه العادة الاجتماعية الجديدة حتى أصبحت ملازمة لعملية الدفن . وتكلف تلك الاعلانات كثيراً وتعتمد عليها الصحف كثيراً في زيادة إيراداتها فتلك أخبار مضمونة إذ أن الناس لا محالة سيظلون يموتون كل يوم وسيظل ذووهم يدفعون تكاليف إعلانات الوفاة. وكأي مراسم دفن عادية في دولة أفريقية أن يقوم أهل المتوفى بذبح الأغنام والأبقار وإطعام المعزين لعدة أيام كما أن هناك فرقاً موسيقية تشترك في تلك المراسم وعلي أهل المتوفى أن يظهروا حزنهم علي فقيدهم بنثر الأوراق المالية علي أفراد تلك الجوقات الموسيقية والذين تكبدوا المشاق وجاءوا معبرين عن حزنهم وولوعتهم بدق الطبول وعزف الألحان الموسيقية الشجية وفوائد قوم عند قوم مصائب أيضاً
محمد عبدالله الريح ــــــــــــــــــــ
|
|
|
|
|
|