|
|
 مشاكوس ومشكسات عائدات النفط
|
هذا المقال للصحفي [عادل الباز] أنقله لكم ليثري الحوار حول إقتسام عائدات النفط
SATURDAY, FEBRUARY 25, 2006
حكومة غشاشة وحرامية !!! 2/2
عادل الباز
بالأمس قلنا إن الحكومة صامتة على اتهامات الحركة (فوق رأى)، وهذا الرأى نفسه غير معلن فكيف يفهم الشعب السودانى ما يجرى . قلنا لو إن هذه الاتهامات تنحصر فى حوش المؤتمر الوطنى لكان ذلك شأنا يخصه، اما ان تطالنا هذه الاتهامات كسودانيين شماليين، فمن حقنا ان نعرف ونفهم هل الحكومة بالفعل تأكل أموال الجنوب بالباطل؟ أم ان ذلك مجرد افتراء وطمع من الشريك وتلويحات تستخدم كأدوات ضغط لأجل أشياء أخرى؟. الحكومة لا تستطيع ان تبوح وفى فمها ماء لماذا لا أفهم ؟. لنأخذ مثلا التهمة الاولى التى تقول إن إنتاج آبار البترول نفسه مجهول!!. هذا البترول يخرج من آبار بها عدادات جمرة خبيثة لا يمكن التلاعب فى ما ترصد من ارقام منتجة، اذن لا افهم كيف ستغش الحكومة فى ذلك، ويمكن للحركة ان توفد مراقبا لها فى حقول الإنتاج . وهب ان الحكومة انتوت الغش فى الأرقام فعشرات الشركات المنتجة لهذا النفط تحسب نصيبها من الانتاج باللتر وهى التى فعليا تدير هذه الحقول، فكيف يمكن ان تسمح للحكومة ان تخبئ انتاجا كهذا يبلغ «200» ألف برميل فى اليوم ؟ . إلا ان تكون الحكومة تخدع هذه الشركات التى تنتج البترول نفسها، او ان كل هذه الشركات متآمرة معها..؟ مرة أخرى هذا النفط لا يُنقل (بالجرادل)، انما عبر خط يمتد آلاف الكيلو مترات، تحسب أرقامه عند مناطق تجميعه اولا، وفى محطات إعادة ضخه وحتى المصافى فكيف ستغش الحكومة عبر كل هذه الرحلة وتسحب يوميا ما يزيد عن «200» ألف برميل ؟ .ثم ان هذا النفط أيضا يُنقل عبر البحر ببواخر لها حمولات مرصودة ومحددة، ولها فواتير شحن، فهل الشركات الناقلة تتآمر أيضا مع الحكومة لتسرق نفط الجنوب ؟. قال لى مسئول كبير لا أعرف لماذا فضل حجب اسمه ان الحركة منذ 9 يناير 2005م الساعة الثانية عشرة مساءً تعرف عبر حساب دقيق تطلع عليه بالساعة كل برميل منتج من النفط. اذن لماذا هذه الضجة؟ . ببساطة لان الحكومة لا تتحدث وهذا مايثير الشكوك حول تصرفاتها.اذا كان انتاج النفط كما فى الصوره اعلاه، لا يمكن ان يتم التلاعب فيه فكيف يمكن التلاعب فى عائداته . ؟ اكثر ما يحيرنى ان حكومة الجنوب تقول انها لم تستلم مليما واحدا من عائدات النفط والحكومة تؤكد إنها حولت مبلغ «702» مليون دولار لحساب حكومة الجنوب!!!.هذه التصريحات والتصريحات المضادة مستمرة، فبعد تصريحات ربيكا فى امريكا جاء دورالسيد اليفر بنجامين عضو برلمان الجنوب يطالب حكومة الشمال بالكشف عن تفاصيل ايرادات النفط ومصير «700» مليون دولار من أجل الشفافية والمحاسبة أو كما قال !!.الحكومة تؤكد إنها وضعت هذه الأموال فى حساب خاص بالجنوب فى بنك السودان وللجنوب مطلق الحرية فى استخدامه، حكومة الجنوب تقسم إنها لم تستلم مليما واحدا!! بعثتُ أسأل بنك السودان عن هذا الحساب اللغز، ولكنني لم أتلق أىة إجابة. حتى حين تتكرم الحكومة بالتصريح لا نتمكن من التأكد من صحة معلوماتها، كما انه من المستحيل التأكد من صدقية تصريحات قادة الحركة. الملاحظة المهمة هنا ان تصريحات قادة الحركة بحكومة الجنوب دائما ضد حكومة الشمال.قضية استحقاقات الجنوب من البترول فى الحقول التى تقع داخل حدود الجنوب تثير جدلا مختلفا، وأرجو ألا يكون البترول سببا فى نزاع حدودى جديد بعد أبيى . السبب فى هذا النزاع كما أوضح الرئيس البشير فى مخاطبته لجماهير جوبا الاسبوع الماضى، ان مفوضية ترسيم الحدود لم تتكون، والسبب فى ذلك هو ان الحركة الشعبية لم تتقدم بترشيح ممثلها فى المفوضية. إذن كيف تشكو الحركة من تعطيل المفوضية وهى التي عطّلت تأسيسها الشئ الذى كان سيحسم الجدل الدائر حول استحقاقات الجنوب من عائدات النفط على حسب الحدود شمال وجنوب ؟. لماذا لم تصرح الحكومة بذلك ؟ . هل من مهام السيد الرئيس مقارعة تصريحات الحركة؟ أم ان أجهزة الدولة المختصة هى المنوط بها أن تفعل ؟. قلت للأخ نيال بول الصحفى الجنوبى، الحكومة أكدت إنها حوّلت المبالغ التى تعزفون عليها للجنوب، فقال لى أولا أرجو أن يوضحوا لنا كم هى أموالنا؟. حسنا لنقل ان الحكومة قد حوّلت أموالا اقل من استحقاق الجنوب فالحساب ولد. بعد قيام مفوضية البترول يمكن ان تجرى عمليات محاسبة ومراجعة دقيقة لكل جالون زيت اُستخرج وسعره ويتم تقييد ودفع استحقاقات الجنوب فلماذا العجلة ؟ وهل الأموال التى بخزينة الجنوب الآن اُستثمرت كلها وفيم اُستثمرت؟ إذا كانت جوبا حتى الآن لا تجد ماءً ولا كهرباء بحسب تقارير موفدنا الصحفى النابه علاء الدين بشير الموجود الآن هناك؟. لماذا إثارة حالة صراع حول موضوع يمكن حسمه دون ضجيج واتهامات ليس للمؤتمر الوطنى فحسب، بل للشمال كله. يمكن للمفوضية ان تحسم هذا الجدل. واكثر ما يغيظ ان الحكومة يمكن ان تنشر ما اُتفق عليه وما تم بالفعل وتجنبنا ونفسها الاتهامات ولكنها للأسف لا تفعل.جدال كثيف حول الخصومات الحكومية من عائدات النفط، والشاهد فى هذا الأمر ان نيفاشا أفاضت فى شرح أدق المسائل حول قسمة الثروة خاصة عائدات النفط، وقد كنت شاهدا على ذلك. لقد تم شرح وتفصيل العملية كلها من نصيب الشركات والضرائب ونصيب الحكومة وأسعار البيع والأموال التى تجنّب فى حساب خاص حالة زيادة الأسعارعالميا وكل شئ فُصّل واُتفق عليه فما الداعى لإثارة الغبار الآن فى قضايا محسومة.؟بدا لى ان المؤتمر يمتلك فلسفة خاصة فى تقدير الأمور وقد ثبت فشلها، ولكنه لم يقتنع بذلك حتى الآن. سبحان الله كل الأحزاب فى كل الدنيا تضع كسب وجدان وعقل الشعب ضمن أولوياتها فتعنى بصورتها، فى حين يعتقد المؤتمر الوطنى ــ والله أعلم ــ انه ما دام داخل (إطار السلطة) فإن صورته لا خوف عليها وستظل فى عيون الشعب أجمل من موناليزا مهما فعل الأعداء. وهذا وهم سلطوى سرعان ما يكتشفون زيفه. ثم ما ذنبنا نحن؟ إن كانت لكم حساباتكم فذلك شأنكم، فأما نحن فلا ذنب لنا فى صراع تصفية الحسابات هذا. ارحمونا يرحمكم الله من هذه الاتهامات، وقوِّموا صورتكم التي شاهت بما يكفى.
|
|
 
|
|
|
|
شمس الدين محمد العوض
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست