محاورات فى الواقع السودانى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 11:12 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-20-2006, 06:21 PM

عاصم ابوبكر حامد نور


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
محاورات فى الواقع السودانى

    محاورات فى الواقع السودانى



    يعيش المجتمع السودانى اليوم ازمة ركود و احباط ، و تترجم هذه الازمة فى
    الحياة اليومية التى نعيشها من دون وعى جدى بها ونقدى جذرى لها ، ومحاولة
    مواجهة هذه الازمة الراهنة التى تسيطر على عقولنا وافكارنا وسلوكنا من دون ان
    نعى ابعادها المستقبلية .

    تظهر هذه الازمة فى الخطاب الاجتماعى والثقافى و السياسى ، وفى سيطرة انظمة
    الحكم الاستبدادية التى توالت على حكم السودان ، وكذلك فى حركة التيارات
    الفكرية و الاجتماعية الضاغطة التى تتطلع الى استيعاب هذه الازمة ومحاولة
    تجاوزها ، و من ثم تحقيق التغير الاجتماعى و اعادة بناء البُنى الاجتماعية و
    السياسية التقليدية على اسس عقلانية رشيدة وفى مضامين جديدة تقوم على انتاج و
    اعادة الانتاج البنيات و الهياكل الاساسية و تشكيل مؤسسات المجتمع المدنى
    وتطبيق حقوق الانسان ، ومن ضمنها حق كل مواطن رجلاً ام امرأة فى الحرية و
    المساوأة و العدالة الاجتماعية ، وكذلك المشاركة فى عملية التغيير لتحديث بنيات
    المجتمع القديم على اسس التعددية و التفاهم و الحور و احترام الرأى و الرأى
    الأخر . ان الازمة التى نتحدث عنها اليوم ،ليست ازمة الحاضر السودانى ، اى
    بمعنى ان تاريخ السودان اليوم هو امتداد لتاريخ القديم الذى نبع منه الازمة
    ابتداءً من الدويلات و الممالك السودانية القديمة التى لم تعترف فى سياقاتها
    البنائية بمفهوم العقل ، و الانسان الأخر بل كانت القاعدة هى العبد و السيد،
    الطاعة و اللامساوأة ومن ثم توارثها الاجيال اللاحقة اى بمعنى ان الذين تولوا
    السلطة فى السودان بعد خروج المستعمر لم يغيروا من نظرتهم للاخر السودانى بل ظل
    المفهوم القديم موجوداً و بالتالى امتلكوا مصادر الانتاج ووسائله ، فتوترت
    علاقات الانتاج نتيجة للظلم الموجود ، فكانت الفقر و الحرمان المتوطن فى بعض
    مناطق السودان مثل الجنوب و الغرب و الشرق و بما ان تلك المناطق مناطق منتجة ،
    الا انها لم تجد من المركز سوى البطش دائماً . اذن الازمة هى ازمة فكر ، ازمة
    مفاهيم ،ازمة الاخر اى الجدل القديم بين السيد و العبد ، الصرع من اجل البقاء .
    و ما الحركة الشعبية لتحرير السودان الا الابن الذى تمرد على الخطاب الابوى و
    السلوك الابوية بقراءة تريخى و تحليل للاوضاع السودانية مع غياب المنهج الجدلى
    فى اطروحات الحركة الشعبية .

    ان هذا لازمة قد انتجت ازمة الفكر السودانى : - يقول شكسبير " انا انتقد اذن
    انا موجود " ويقول فوكو "الفكر ليس ما يجعلنا نؤمن بما نفكر او نرض بما نفعل ،
    بل هو ما يجعلنا نطرح مشكلة ما نحن عليه بالذت " .

    لم يعد هناك من يجادل فى اهمية الديمقراطية ، و يمكن القول ان خارطة الاحزاب
    السياسية السودانية تتقاسمها ثلاثة انواع :- احزاب السلطة ، الاحزاب العقائدية
    ، الاحزاب التقليدية . النوع الاول يشكل اداة من ادوات الحكم و مؤسسة من مؤسسات
    السلطة وحياة هذا النوع مرهونة بنظام الحكم الذى يرتبط به . ان موضوع هذه
    الاحزاب هو أمن السلطة ،اى المحافظة على بقائها و استمرارها " الجبهة الاسلامية
    فى ايام نميرى " . وتتوزع الاحزاب العقائدية الاتجاهات القومية و اليسارية و "
    الاصولية " . و لهذا الاتجاهات ، كما هو واضح ،ايديولوجيات مقررة بصورة مسبقة ،
    و هى تسعى بناء على هذه الايديولوجيات الى تغيير المجتمع . " الحزب الشيوعى
    السودانى "

    اما النوع الأخير فهو احزاب التشكيلات التقليدية للبنية الاجتماعية ، و من
    طوائف و اثنيات و قبائل " حزب الامة و الاتحاد الديمقراطى " وهى التشكيلات التى
    لم تتوصل الدولة السودانية الى تعويضها ببدائل حديثة . ان موضوع هذه الاحزاب هو
    المحافظة على نفوذ التشكيلات التى تمثلها سواء من داخل او خارج السلطة . ويتضح
    من هذه الخارطة ان اياً من الاحزاب السودانية لم يتشكل على اساس الفكرة
    الديمقراطية . و على فرض التزامتها بالنهج الديمقراطى فى الوصول الى السلطة
    ،فان موضوعها فى كل الاحوال ليس الديمقراطية نفسها . فالديمقراطية بالنسبة لها
    وسيلة ،لضمان السلطة او النفوذ او تحقيق االمثُل الايديولوجية . و الحال فان
    اختزال الديمقراطية الى وسيلة يفرغها من مضمونها . فمن السهولة التضحية
    بالوسيلة اذا ثبتت فشلها فى تحقيق الغاية . كما ان الديمقراطية من حيث المبدأ
    هى وسيلة و غاية معاً . ان قواعد اشتغال الديمقراطية هى التى تكون الغايات ، و
    جوهر الديمقراطية يكمن فى المحافظة على قواعد اشتغالها . و الخلاصة هى ان
    ديمقراطية الاحزاب السودانية مفهوم غير متعين ، و فكر من دون موضوع ، و بكلمة
    واحدة : مطلق : اما الجانب الاخر من الازمة فهو ازمة الاخر و المعروف ان
    السودان بلد متنوع ثقافياً و لغوياً و دينياً و عرقياً ، ان الكائنات البشرية
    تتشابه و تختلف فى اَن معاً هذه هى الملاحظة البسيطة التى يمكن لكل واحد ان
    يقوم بها بنفسه ، المهم هو ان نعرف الى اى حد يمتد ميدان التماهى و اين يبدأ
    الاختلاف ، تشير كلمة " عنصرية " فى مفهومها الدارج الى ميدان للواقع مختلف
    جداً .

    يتعلق الامر من جهة بسلوك يتكون على الاغلب من حقد و احتقار تجاه اشخاص ذوى
    خاصيات جسدية محددة ومختلفة عن خاصياتنا ومن جهة اخرى بايديولوجية، بمذهب متعلق
    بالعروق البشرية و لا يتواجد الاثنان بالضرورة فى الوقت نفسه لكن الغريب فى
    الامر ان بلد مثل السودان يتواجد هذين المفهومين ، المفهوم الدارجى على مستوى
    الشارع ، فكل سودانى مسلم يجد نفسه تلقائياً عربى او يبحث عن الانتماء العربى
    من خلال الدين و اللغة ومحاولة استيعاب و استقطاب الاخر الى جنته العروسلامى
    هذه ، و على مستوى السلطة فان كل الانظمة السودانية كان همها الاساسى تعريف
    الدولة السودانية على انها دولة عربية اسلامية ، متناسين وجود غير العرب ،
    ومحاولة تاسيس هذا الفهم فى المناهج الدراسية ، هذه النظرة هى محاولة البحث عن
    الذات السودانية الموجودة اصلاً . هذا البحث عن الأنا المتعالى اى العروبة هو
    ما يسمى بالعنصرية المادية اى عدم القدرة على تبرير السلوك من خلال حجج علمية .
    هل يمكن ان اكون انجليزياً طالما انا متثقف ثقافة انجليزية و اتحدث اللغة
    الانجليزية ؟.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de