|
كما خرجت سوريا من لبنان .. لتخرج مصر من السودان
|
كما خرجت سوريا من لبنان .. لتخرج مصر من السودان
محمد سليمان - كاليفورنيا
mzdarfur-bery@ yahoo.com
نعم .... فإن أسوأ الإستغلال و الإستعمار هو إستغلال و إستعمار من يتقمص دور المستعمر الأجنبي
فالمسالة مسألة حرية و حياة و مسألة مصالح ... و إستفادة .
و من هو المستفيد من هذه العلاقة مع مصر ... بالحساب كدة . بالطبع سيرتجف بعض السودانيين المتمصرين من مجرد عبور فكرة كهذه بخاطرهم . ... لأن مصر لهم كالماء للسمك ( في أذهانهم و أوهامهم ) و هنا تكمن المذلة و الخنوع و العبودية .
لأن الذي إرتفع الي السماء يوم 111956 كان بمثابة قطعة قماش بثلاث ألوان .فالإستعمار المصري لم يبارحنا شبرا . . بل تم أستعبادنا و إستغلالنا و إغراقنا بماء النيل . حلفا ... أتذكرونها؟؟ ماء النيل الذي لا يحق للسودان الإستفادة منه ... لأن الري المصري يراقب كل قطرة ماء نتجرأ أغترافها .
من فرط تعودنا علي " الري المصري " خلناه كيانا سودانيا خالصا و لم نفطن أن كلمة " المصري " تشير الي كيان أجنبي تغلغل فينا فبات كالملاريا ... قدرا أستسلمنا له .
و لنعد النظر في كل تفاصيل هذه العلاقة الغريبة .... و هل نحن حقا " أخوات" ؟؟ منذ الإستقلال ( لنوفر الجدل من أين نبدأ .. هل منذ أن تعود محمد علي علي إرسال أولاده و أصهاره لياتوا له بالذهب و .. العبيد و أشياء أخر ) نعم .. منذ أول يناير 1956 ظلت هذه العلاقة تميل لمصلحة طرف واحد علي حساب الطرف الآخر.
- مارست مصر تدميرا إقتصاديا علي السودان و حاربته في صادراتها ( المحاصيل النقدية ) بالوقوف حائلا بين السودان و الأسواق الأوربية ( مصر تستورد تلك المحاصيل النقدية بثمن بخس مستفيدة من الإتفاقيات الثنائية الإستغلالية من تكامل و غيره و تعيد تصدير تلك المنتوجات بأسعار عالية الي أسواق العالم . بالطبع لا غرو أن السوداني " طيب . "
- حرصت مصر علي أن لا يستفيد السودان من النيل برغم أن النيل و فروعه و بعض منابعه يغطي أراضي شاسعة و كان الأولي للسودان الإستفادة من هذه المياه لكنه مكبل بإتفاقيات جائرة .
- تعامل مصر السودان بأنانية مفرطة و تضع مصالحها ليس فوق مصالح السودان فحسب بل و فوق حياة شعبه و حضارته ... السد العالي و غرق حلفا و مناطق النوبة الحضارية مثالا .
- تحرص مصر علي توقيع إتفاقيات دفاع عسكري مشترك مع السودان . المفهوم عادة أن مثل هذه الإتفاقيات العسكرية الغرض منها درء أي عدوان علي أي من الطرفين . لكن مصر هي التي أعتدت علي السودان و أحتلت أراضيه عسكريا ( مصر هي الدولة الوحيدة التي تحتل أراضي سودانية عسكريا). أي مثل المافيا يفرض عليك أتاوة حماية .. ممن ؟ رجل المافيا يقول لك : مني أنا . أي إن لم تدفع ... هو الذي سيعتدي عليك .
- الإستخفاف بالسودان و شعبه عامة .... فكلما تحدث مشادة أو خصام بين الأنظمة السياسية تلجأ مصر الي معاقبة الشعب السوداني بإهانتهم في الموانئ الجوية و البرية و البحرية .
- وصلت الحقارة الي قلع أراضي سودانية ( حلايب و شلاتين ) و ضمها الي مصر .
- تعودت مصر علي الإستفادة من محن الشعب السوداني ( و الليبي و الفلسطيني ). فبفضل قمع الإنقاذ هربت رؤوس الأموال السودانية ( و بتشجيع ) الي مصر . و هربت معها الكفاءات و الشباب . هؤلاء الخمسة ملايين سوداني الذين يعيشون في مصر ليس مجانا . اليوم تسعي دول غنية ( أمريكا مثلا ) الي إستقطاب ليس الميسورين فحسب بل الشباب الطموح ( مثل الذين إعتصموا بميدان مصطفي محمود ). لأن الشاب الطموح يمكنه العمل و تعليم نفسه ليكون عضوا نافعا و منتجا في مجتمعه ( و الأمم يبنيها أمثال هؤلاء) .
والسؤال هو : ماذا يستفيد السودان في علاقته مع مصر ؟
يجب أن يعرف السودان مصدر قوته:
- فلدينا أراضي شاسعة إذا تغلبنا علي مشاكلنا سنقلبها زرعا وخضرة.
النيل يجري ويمر بالسودان أولا ... ثم مصر .... وليس العكس ( أي مفتاح الحنفية تحت يدنا) -
- يمكننا التعامل مباشرة مع كل العالم بما فيها أمريكا ... دون الحاجة الي وساطة مصرية.
- السودان تنوعه العرقي و الثقافي هو أكبر ثروة له ( ما تقول لي البترول و لا الزراعة) .
لكن قبل خروج مصر من السودان .... يجب أن يخرج الإنقاذ من السودان ( الي لاهاي مثلا ) .
و بعدها .... يمكن بناء سودان جميل يسع الجميع .... و تعود كل الطيور المهاجرة .
و الأهم ... يعود الخمسة مليون بمصر ( إلا من أبي ... و مرمي الله ما بترفع ) .
و يعود للسوداني عزته و كرامته التي سلبها منه أحدهم سطا بليل يوم 30 يونيو 1989
|
|
|
|
|
|