|
|
 سفير الدانمارك لدى أثينا يلتقي بممثلي الصحف العربية
|
التقى السيد (نيلز هجنريك) سفير الدانمارك لدى اليونان فى يوم الثلاثاء 14- 2- 2006 بمقر السفارة الدانماركية بأثينا بممثلي الصحف العربية (الضفتان وبانوراما ) والباكستانية التي تصدر فى اليونان ، حيث تناول السيد السفير من خلال هذا اللقاء ملابسات الأزمة فى العلاقات بين الدانمارك والدول الإسلامية والعربية والناتجة عن نشر صحيفة دانماركية لرسوم تسيئ للنبي محمد (ص) ، مما ترتب على ذلك من خروج مظاهرات غضب وإحتجاج من جانب المسلمين فى كل مكان .
حضر اللقاء من أعضاء السفارة الدنماركية بأثينا كل من السيد (إيميل بافلسين) القنصل العام بالسفارة ، والسيدة (إليني تافلاريدو) الملحق التجاري بالسفارة والتي تولت مهمة الترجمة من اليونانية إلى الدنماركية والعكس ..
بدأ السيد السفير حديثه موضحا موقف حكومته ومقدما إعتذار دولته عن سوء الفهم الكبير حول الرسومات وأسفها العميق لما حدث ، وأن سوء الفهم ناتج عن إختلافات ثقافية وأضاف أن الحكومة الدنماركية تؤمن بحرية الأديان وتقدس حرية الفرد بممارسة شعائره الدينية وأن دولته قامت بعقد الإجتماعات مع ممثلي الجالية المسلمة فى الدانمارك من أجل بناء حوار إيجابي يزيد من روح الترابط مع المسلمين فى الدنمارك ، وبعد ذلك أجاب السيد السفير على أسئلة الصحفيين المتعلقة بموقف الحكومة الدنماركية من عملية نشر الرسوم المسيئة هذه ، فقال أن الحكومة الدنماركية لا تستطيع فرض آرائها على الصحف فى الدنمارك وأن حرية النشر والتعبير مكفولة بحسب القانون فى البلاد لكن الحكومة لا توافق هذه الصحيفة الرأي ، بل موقفها المعلن هو الإحترام الكامل للإسلام ورسوله محمد وأنه ليس هناك شبهة تعمد أو إساءة أو تهكم على أي نحو كان ، وفى نهاية اللقاء قدم السيد السفير إلى السادة الحضور من الصحفيين نص الرسالة التي بعث بها أسقف أسقفية كوبنهاجن وأسقف أسقفية هاذرسليف إلى فضيلة شيخ الأزهر الدكتور/محمد سيد طنطاوي وهذا نصها :
(إلى فضيلة شيخ الأزهر ، السلام من الدنمارك ، بسم اللـه خالق السماء والأرض ، تحيات طيبة وبعد ، لقد أسرنا أن نزور فضيلتكم فى شهر مايو (أيار) من عام 2003 عندما قمنا بالسفر مع وفد من مجلس التعاون الكنائسي فى الدانمارك بمرافقة السفير الدنماركي فى مصر السيد (كريستيان أولدنبورج) ونتذكر هذا اللقاء معكم حيث كانت رسالتكم الدائمة لنا أن كل أبناء أدم إخوة ويجب عليهم التعايش مع بعضهم البعض فى علاقة تسودها الصداقة والثقة المتبادلة وإحترام بعضهم البعض ، لذلك نشعر بأسف شديد جدا على أن صحيفة فى بلدنا قامت بجرح أعمق مشاعر المسلمين الدينية عندما نشرت عددا من الرسوم الكاريكاتورية التي تصور النبي محمد ، بالرغم من أننا جميعا نود حماية حرية التعبير كحق من حقوق الإنسان إلا أننا فى الوقت نفسه نرى أن حرية التعبير يجب ممارستها بشكل مسؤول يراعي مشاعر الغير بحيث أنها لا تنتهك مشاعر الأخرين ولقد عبرنا عن الرأي ذاته فى وسائل الإعلام الدنماركية ، وقد تكون فضيلتكم على معرفة بأن الصحيفة تأسفت على الإستفزاز غير الضروري واستنكر رئيس الوزراء الدنماركي (أندرس فوج راسموسن) ووزير الخارجية الدنماركي د. (بيير ستي موللر) لذلك ، إننا على قناعة بأنكم وأنتم تتمتعون بحكمة عظيمة ولديكم التأثير الكبير على سكان بلادكم سوف تؤكدون على عدم حاجتنا إلى التباعد بين الشعوب فى الشرق الأوسط وأوربا ، بل العكس نحتاج إلى ردم الهوة بين الشعوب التي تنتمي إلى عقائد وثقافات مختلفة وكذلك بالتمسك بالحوار فى هذه الأيام الصعبة حيث أدت الإنتهاكات إلى أساليب تعبيرية شديدة ، ومادمنا على أمل أننا فى المستقبل سنتمكن من توسيع العلاقات الجيدة والودية بين الأزهر والمسيحيين فى الدنمارك، بهذا نرسل لكم أطيب التمنيات وبارككم اللـه.)
أيؤيك نورمان سوينسن
أسقف أسقفية كوبنهاجن
نيلس هنرك أرنت
أسقف أسقفية هاذرسليف
2006/2/9
وكذلك رسالة الإعتذار من جانب رئيس تحرير صحيفة
(يولاندس بوستن) التى نشرت الصور التي أساءت للنبي محمد(ص) .. وهذا نصها :
حضرات المواطنين المسلمين
السلام عليكم ورحمة اللـه وبركاته دعوني أولا التأكيد على أن صحيفتنا (يولاندس بوستن) تؤمن وتثمن حرية الإنتماء الديني وتساند الديمقراطية وتحترم كل فرد ، نحن نعتذر عن سوء التفاهم الكبير الذي حدث حول الرسومات التي شبهت الرسول الكريم محمد وأدت إلى نمو مشاعر العداء للدنمارك والدنماركيين بما فى ذلك الدعوة إلى مقاطعة البضائع الدنماركية ، وهنا إسمحوا لي بإيضاح بعض النقاط أملا إزالة سوء الفهم هذا ، قامت صحيفة (يولاندس بوستن) بتاريخ
2005/9/30 ميلادية بنشر إثنتي عشر صورة للنبي محمد رسمها رسامون دنماركيون ، ومن المهم جدا الإشارة إلى ان هذه الرسومات لم يكن القصد منها النيل من شخص النبي بتاتا أو الحط من قيمته ، بل كانت مدخلا للحوار حول حرية التعبير عن الرأي التي نعتز بها فى بلادنا ونحن لم ندرك حينها مدى حساسية المسألة للمسلمين الذين يعيشون فى الدنمارك وملايين المسلمين فى العالم ، كما أن نشر هذه الرسومات لم يتعارض بأي شكل من الأشكال مع القوانين الدانماركية فيما يتعلق بحرية الصحافة وإبداء الرأي ، ولكن هذه الرسومات أساءت كما يبدو إلى ملايين المسلمين فى كل أنحاء العالم ولذلك نحن الأن نقوم بتقديم إعتذارنا وأسفنا العميق لما حدث لأن هذا بعيد كل البعد عن قصد الصحيفة التي سبق لها أن حصلت على جائزة الإمتياز من مفوضية الإتحاد الأوربي وذلك إثر نشرنا العديد من المقالات فى ملحق خاص يدعو للتعايش السلمي والإحترام المتبادل بين الدانماركيين وكل الأقليات الأخرى فى الدنمارك وهذا الملحق شمل العديد من المواضيع التي تحلت بالإيجابية عن الإسلام والمسلمين .. والذي حدث فيما بعد هو أن رسومات (مقصودة) مسيئة للإسلام ونبيه الكريم (محمد) نشرت وعرضت فى العالم الإسلامي ، هذه الرسومات لا تمت إلى صحيفتنا ولا علم لنا بها ونحن منها براء لإنها لم تنشر فى يوم ما على صفحات (يولاندس بوستن) نحن نحرص دوما ونؤكد على الأخلاق الرفيعة المبنية على أسس إحترام المبادئ ، لذا فإننا نبدي أسفنا العميق كون البعض مازال يعتقد بصلتنا وعلاقتنا بهذه الرسومات المغرضة .. وكي نعود إلى الرسومات الإثنتي عشر والتي نشرت لدينا ، فإن البعض يعود إلى سوء فهم مبني على إختلافات ثقافية دون أن نفضل ثقافة على أخرى ، قدمت وكأنها حملة شرسة نشنها على المسلمين فى الدنمارك والعالم أجمع ، هذه الفكرة نرفضها ونشجبها لأننا نؤمن بحرية الأديان أيا كانت ونقدس حرية الفرد بممارسة شعائره الدينية ولم ولا نفكر بالمساس أو الإعتداء على أي ديانة ، فإننا نأسف على إساءة فهمنا ، ونؤكد أن المقصود لم يكن أبدا النيل من أحد .. وفى محاولة جادة من طرفنا لإزالة سوء التفاهم هذا عقدنا العديد من الإجتماعات مع ممثلي الجالية الإسلامية فى البلاد وتمت الإجتماعات فى جو إيجابي والحوار كان بناء ، كما أننا نسعى وبكل الطرق إستكمال روح الترابط والحوار مع المسلمين الدنماركيين ، إن رغبتنا أولا وأخيرا هنا فى الصحيفة التعايش السلمي بين الشعوب ونتمنى أن تسود روح الحوار حتى لو إختلفت الأراء .. أخيرا دعوني وعلى لسان صحيفة (يولاندس بوستن) أعلن إعتذاري لما حدث وأعلن إستنكاري الشديد لأية خطوة تستهدف النيل من أديان قوميات أو شعوب معينة وكلي أمل أن أكون بهذا قد أزلت سوء التفاهم .. مع أطيب التمنيات.
كارستن يوسته
رئيس تحرير صحيفة
(يولاندس بوستن)
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست