السودان العربى.......د عمر عبد العزيز

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 04:00 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-10-2006, 09:50 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السودان العربى.......د عمر عبد العزيز

    السودان العربي ........................... د. عمر عبدالعزيز
    لا معنى لعروبة السودان خارج نطاق التعايش المديد بين الأنساق الثقافية والاثنية التي ميّزت السودان بوصفه حالة مثلى لعبقرية الهوية العربية القائمة على التواشج والتعاطي المتفاعل مع الثقافات الأفريكانية، والشاهد أن السودان المتجدد والمتنوع إنما استرخى تاريخيا في أحضان الحقيقة المفارقة لمنطق العشيرة والقبيلة الأكثر ضيقا، فيما كان الانتساب السلالي مقدمة أساسية للتفاعل والتساكن، حتى أن “خلاسية” السودانيين أمر يتجاوز بمراحل خلاسية سكان أمريكا اللاتينية، ويشكل شاهدا تاريخيا على العمق الحضاري للثقافة العربية المحمولة على جناح التسامح والتعايش والتثاقف.

    في الحالة السودانية يبدو الحاضن العربي متسعا لتفاصيل العناصر الثقافية المجتمعية المتعددة، وتتحول اللغة في مثل هذه الحالة إلى حمّالة أبعاد وتراكيب وقابليات اخرى، والشاهد أن الآداب السردية السودانية العربية، وكذا فنون المعالجات البصرية، والموسيقى. كل هذه الروافد الثقافية تحمل في طياتها ثقافة عربية افريكانية، فيما تختزل الآداب الدينية والتاريخية متعددة المنابع، ودونما قلق أو تخشّب.

    ليس السودان الحالة العربية الوحيدة، لكنه الأكثر سطوعا في هذا البعد الذي نجد له ظلالا في موريتانيا واريتريا وتشاد ومالي والسنغال وجيبوتي والصومال، ما يحيل الوعاء العربي الحضاري إلى فضاءات تتجاوز جغرافيا الجامعة العربية وخريطتها التليدة المرسومة بمداد “سايكس بيكو” والمكرسة بوصفها نهاية العمق العربي في إفريقيا وآسيا.

    لا يشعر أهل السودان بأنهم ينحدرون من منابت مجبولة على التطاحن والتنافي تأكيدا لمركزية هذه الاثنية أو تلك، ولا يعتقد حكماء السودان أن ما جرى في المدى القريب المنظور يستجيب لحكمة التاريخ ، وتضاريس الجغرافيا الثقافية الموصولة بتعايش الأنساق وتكاملها، بل بالعكس. فالسودان كان ولا يزال النموذج الأكثر جلاء لعبقرية الهوية القادمة من أساس التفاعل والتكامل، لا التنافي والتقاتل، ولهذا السبب تتسم العروبة التاريخية في هذا البلد الكبير بخصوصيات مداها فراغ الصحراء والسهول الممتدة، وأريجها دهشة الغابة وألوانها الملتهبة.

    الصحراء ليست المدى المفتوح لمتاهة الترحّل والانتقالات فحسب، بل حالة مقرونة بالنظر إلى الزمان والمكان في بعديهما الأكثر نسبية وتحررا من قيود الارتهان للضرورة الفيزيائية، والغابة ليست حالة استحضار بيوسيكولوجي للخرافة، بل أنها أيضا بانوراما للزمان والمكان الأكثر حميمية في الالتصاق بالكائنات والنواميس.

    السودان العربي ليس له إلا أن يكون إفريقياً بهذا المعنى الذي أشرت إليه، والسودان الإفريقي لا يمكنه الانخلاع من الهوية العربية بالمعاني الثقافية الأكثر شمولاً، فالعروبة هنا تتجاوز مرابع “بني عبس”، إلى فضاء الصحراء والغابات المترعة بالعناصر والحيوات والآماد. إنها عروبة تعيد تأصيل المفهوم، فيما تكشف عن خفايا السر الكبير وراء الإسلام الحنيف والهوية العربية المفارقة لمنطق العشيرة الضيق.

    إذا أسقطنا هذا المشهد الواقعي التاريخي على ما جرى خلال العقود الأخيرة من الحرب الأهلية المدمرة، سنكتشف دون أدنى ريب أن النخب السياسية السودانية وقعت في مطب المفارقة الإجرائية والسلوكية لطبيعة البلاد وأهلها، بل للتاريح وحكمته، فسار الجميع على درب الآلام، وانتشرت المظالم، وتحولت السوية الإنسانية إلى حالة من التعصب المتبادل، واجتراح المبررات لتعميم المفارقة، وصولا إلى محطة “نيفاشا” التاريخية، التي ما كان لها أن تكون لولا كل البلايا والتضحيات والآلام.

    شكلت اتفاقية نيفاشا مخرجا للمحنة، ووضعت ملامح فرضية نظرية تطبيقية لسودان جديد لا مركزي، تكون المواطنة فيه معيار الهوية، والمشاركة طريق التسيير، غير أن نيفاشا وقفت على ثنائية “السلطة - الجنوب”، وبالتالي فإنها أعطت للجنوب ما لم تعطه لبقية أقاليم السودان التي دفعت بدورها ثمن المركزية الفجة للنظام الشمولي، فإذا بنيفاشا الأمل تتحول في منظور المستقبل المرئي إلى خيار من اثنين: دولة كونفدرالية يكون الجنوب فيها طرفا، أو دولة جنوبية تنفصل عن الشمال.

    ومثل هذه السيناريوهات ستكون مفجعة على كل الأطراف، ذلك أن انفصال الجنوب سيضع الجنوب على عتبة خلافات سياسية لن تكون اقل حدة من تلك التي كانت بين المركز والجنوب، واذا سارت صيغة نيفاشا الحالية قدما فان بقية أقاليم السودان التي تستشعر الغبن ستطالب بنصيبها في السلطة والثروة، مما يعيد العجلة إلى الوراء.

    إن المطالبة بسودان جديد تقتضي “نيفاشا” المتجددة التي تنزاح إلى كل أقاليم السودان وتحقق صيغة فدرالية اتحادية أساسها التشارك وعنوانها المواطنة المتساوية ورهانها الفصل الإجرائي بين العقيدة والحياة دون مساس بما عرف عن التشريع الإسلامي بالضرورة، وفي النطاق الذي لا يفرض على الآخر غير المسلم ما لا يرتضيه من أحكام.
                  

03-11-2006, 03:19 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العربى.......د عمر عبد العزيز (Re: mohmmed said ahmed)

    Quote: السودان العربي ليس له إلا أن يكون إفريقياً بهذا المعنى الذي أشرت إليه، والسودان الإفريقي لا يمكنه الانخلاع من الهوية العربية بالمعاني الثقافية الأكثر شمولاً، فالعروبة هنا تتجاوز مرابع “بني عبس”، إلى فضاء الصحراء والغابات المترعة بالعناصر والحيوات والآماد. إنها عروبة تعيد تأصيل المفهوم، فيما تكشف عن خفايا السر الكبير وراء الإسلام الحنيف والهوية العربية المفارقة لمنطق العشيرة الضيق.


    التحية لك دكتور عمر المسكون بحب السودان وعشق فنه

    وتسلم ، محمد سيد احمد
                  

03-11-2006, 03:24 AM

محمد الأمين موسى
<aمحمد الأمين موسى
تاريخ التسجيل: 10-30-2005
مجموع المشاركات: 3470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان العربى.......د عمر عبد العزيز (Re: Agab Alfaya)

    أشكرك كثيرا أخي محمد سيد، لأنك لفت الانتباه لهذه الشخصية العبقرية المحبة للسودان الغارقة في جماليا الفكر والفن..
    إن القراءة لدكتور عمر عبد العزيز هي المتعة بعينها.. فهو التشكيلي والاقتصادي والإعلامي والمفكر والفيلسوف.. وفوق ذلك هو شعلة من التواضع تتحرك بحرية تامة بين ضروب المعرفة.. فله أجمل التحايا.. ونتمنى ألا يبخل بفكره الثاقب وملاحظاته العالمة على السودان والسودانيين.
                  

03-11-2006, 05:09 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
د عمر (Re: mohmmed said ahmed)

    د عمر عبد العزيز من القلة النادرة التى تعرف عن السودان ويكتب عنه بمعرفة وحب
    هذه الرؤية المتقدمة للعروبة كثقافةوفكر اكثر رحابة وانسانية وفيها المخرج والسبيل
    والحالة السودانيةهى احدى تجليات المثال لوحدة قائمة على التنوع مشرعة نوافذها للافريقى والعربى ولكل الثقافات بمختلف الالوان والاشكال
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de