|
الرسوم المسيئة تطيح وزيرين أمس ، وتردي العشرات واستفزاز المتطرفين للمسلمين مستمر
|
قتيلاً و35 جريحاً بمظاهرة احتجاج في بنغازي
الرسوم المسيئة تطيح وزيرين إيطالياً وليبياً
قتل 11 متظاهراً وأصيب 35 آخرون برصاص الشرطة الليبية خلال مظاهرة الليلة قبل الماضية أمام القنصلية الإيطالية في بنغازي احتجاجاً على الرسوم المسيئة إلى الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، وتقرر بعد الحادث إقالة وزير الأمن العام الليبي وإحالته إلى التحقيق، فيما حملت مؤسسة ليبية رسمية وزير الاصلاحات الإيطالي روبرتو كالديرول المسؤولية عن المظاهرة بسبب عنصريته وإعلان نيته ارتداء قميص يحمل الرسوم المسيئة، وقد اضطر الأخير إلى الاستقالة بعد ضغوط عليه داخل الحكومة الإيطالية.
وأفاد شهود بأن الشرطة الليبية في بنغازي اشتبكت مع المتظاهرين، مستخدمة القنابل المسيلة للدموع ثم الرصاص الحي لتفريقهم، عندما هاجم نحو ألف متظاهر بعد صلاة الجمعة مبنى القنصلية الإيطالية في المدينة وأحرقوا الطابق الأول فيه، وكان مقفلا وفيه ستة موظفين لم يصب أي منهم بأذى.
وقال سيف الإسلام القذافي نجل الرئيس الليبي لوكالة “فرانس برس”: إن أحد عشر شخصا، بينهم أربعة مصريين وفلسطينيان على الأقل، سقطوا قتلى في الأثناء، فيما أصيب 35 شخصاً.
وأعلنت مصادر الشرطة أن متظاهرين تمكنوا من الانفصال عن التظاهرة الأساسية التي سارت في وسط المدينة وتوجهت إلى مقر القنصلية الإيطالية، البعثة الدبلوماسية الغربية الوحيدة في المدينة. وأراد المتظاهرون التعبير عن إدانتهم لما ورد على لسان وزير الإصلاحات الإيطالي عضو رابطة الشمال المناهضة للأجانب روبيرتو كالديرولي.
وعرض التلفزيون الليبي لقطات لاشتباكات بين محتجين يلقون الحجارة وقوات الأمن التي تحمل بنادق في شوارع حول مبنى محترق، وسمع ما يشبه صوت أعيرة نارية خلالها، كما بثت صور سيارة مدنية يرجح أنها تابعة للقنصلية وهي تحترق، وسيارات أخرى شبت فيها النيران.
وجاء في بيان رسمي اثر التظاهرة أن “ليبيا استنكرت ما قامت به مجموعة من عمل غير مسؤول لا يعبر عن أخلاق الشعب الليبي، كما أنها تؤكد موقفها الصارم من الإساءات التي تعرض لها الإسلام”.
وغداة الحادث، أعلنت أمانة المؤتمر الشعبي العام (البرلمان الليبي) أمس أنها قررت إيقاف وزير الأمن العام نصر مبروك عن العمل وإحالته إلى التحقيق، وإيقاف كل من له علاقة بالحادث وبالمسؤولية عن الأمن في بنغازي وإحالتهم إلى التحقيق، ودانت “الاستخدام المفرط للقوة والمعالجات غير المناسبة التي تجاوزت حدود الواجب من الشرطة”، وأكدت “أسفها وأسف كل الليبيين على وقوع ضحايا بسبب أعمال الشغب وإفراط الأجهزة المعنية في معالجتها”، ووصفت القتلى الذين سقطوا بالشهداء، وأعلنت اليوم يوم حداد على أرواحهم.
وأعرب “المؤتمر الشعبي العام”، والذي يعد أعلى سلطة تشريعية وتنفيذية في ليبيا، عن تعاطفه مع حق المشاركين في التظاهرة في إبداء غضبهم إزاء الإساءة المشينة التي توجهها القوة الصليبية العنصرية إلى الدين الإسلامي والمسلمين، وناشد المحتجين في الوقت نفسه الالتزام ب”حدود الاحتجاج وإبداء الغضب”.
وحمّلت مؤسسة القذافي للتنمية، التي يترأسها سيف الإسلام القذافي، الوزير الإيطالي مسؤولية التظاهرة. وقالت في بيان أمس إنها تعتبر “هذه التصريحات العنصرية الحاقدة بمثابة الدافع الباعث على القيام بردود أفعال مصدرها الاستفزاز وجرح المشاعر وإهانة المقدسات”، وأضافت أنها “تحمل هذا الوزير والحكومة الإيطالية وزر ما نجم عن ردود الأفعال هذه من حوادث وأحداث مؤسفة وضحايا أبرياء”.
ودعت المؤسسة “الحكومة الإيطالية إلى أن تتخذ فورا ما يتطلبه الموقف من إجراءات ضد هذا الوزير العنصري الحاقد، بما يكفل الاعتذار للمسلمين، وفي حالة عدم قيامها بذلك فسوف تشهد علاقاتها ومصالحها مع ليبيا مرحلة حرجة وحاسمة، وتصبح عرضة لإعادة النظر والتقييم”.
وأعربت مؤسسة القذافي عن “أسفها الشديد لما نجم عن الحادث من ضحايا في الأرواح”، ودعت إلى “ضرورة إجراء تحقيق قضائي فوري لتحديد المسؤولية عن الطريقة التي تم فيها استخدام القوة ضد المحتجين وأسباب عدم اللجوء إلى طرق أقل عنفا لتفريق التظاهرة”.
وأعلن في روما في وقت لاحق أن كالديرولي استقال من الحكومة الإيطالية إثر ضغوط من زملائه فيها. وكان قد طالبه بذلك رئيس الحكومة سيلفيو برلسكوني وكل قادة الأحزاب المشاركة في الحكومة بعد التظاهرة العنيفة في بنغازي.
وكان برلسكوني في معرض طلبه من كالديرولي الاستقالة قد شدد في الوقت نفسه على أنه “لا يملك أي سلطة لإرغامه” على ذلك، ورد الوزير المعني أنه مستعد للاستقالة في حال طلب منه زعيم رابطة الشمال أومبرتو بوسي ذلك، وفي حال قام العالم الإسلامي ببادرة تهدئة، بحسب تعبيره. وكان المذكور قد ظهر في نشرة إخبارية على القناة الأولى الإيطالية، وهو يرتدي قميصا عليه الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. ونقلت صحيفة “كورييري ديلا سيرا” أمس عنه أنه لا يشعر أنه مسؤول عن القتلى الذين سقطوا في تظاهرة بنغازي، واعتبر أن “الحضارة الغربية هي المهددة”. (وكالات) http://alkhaleej.ae/articles/show_article.cfm?val=240879
|
|
|
|
|
|