تهُبُّ نسمةٌ مباغِتة فتنْحَشِر بين جدران البيت الطينية العالية المحيطة بالحوش من أركانه الأربع .. لتمْرُق بين حناياه الترابية مُخلِّفَةً غباراً ناعماً ينْهَمِر على ( الملايات ) و ( المخدات ) الراقدة في فوضى على ( العناقريب ) المتناثرة هنا و هناك ... و تَصْطَفِـِق النوافذ الخشبية حين تفاجؤها هذه النسمة الشاردة .... تتطاير بعض الملابس من على حبل الغسيل لتستقر على سقف راكوبة مُهْتَرِءة السقف .. بينما يتلاعب الهواء ببقيتها المتشبثة بالحبل فتَخْفق و كأنها ترحب بقدوم النسمة. يطلق ( كيس من النايلون تغير لونه ) صوتاً نشازاً و هو عالق بالسلك الشائك المحيط بسور البيت .. لكنه لا يصمد طويلاً فينفلت محلقاً في الهواء ليهبط فجأة معانقاً نتوءاً آخر .. و يواصل نشازه. أوراق شجرة النيم الضخمة توشوش فروعها و يتساقط بعضها تحت جذعها و البعض يفرش طبقة على أرضية الحوش و الزقاق الخارجي الضيق .. و تتساقط بِضْعُ ثمراتٍ خضراء من ( الحُمْبُك ) غير الناضجة على الأرض مختلطة ( بالصَّفَق ) الأصفر .. و تُهَرْوِل صفيحةٌ فارغة يُمْنَة و يسرة بفعل النسمة مُحْدِثةً صوتاً متدرجاً كأنها تتدحرج من أعلى تلَّةٍ .. تجعل بعض الحمامات المستقرة في غفوةٍ على ( سباليق الماء ) تطير على غيرِ هُدى لتعود لتقف على أماكنها متحفِّزةً و هي تطلق هديلاً حَذِراً ... تعانق بعضها البعض في غزلٍ مَشُوب بالترقب .. يرتفع إلى عنان السماء إعصارٌ يتلوى في عصبية حاملاً معه ما تناثَر في الشوارع و الأزقة .. سرعان ما يختفي في جوف أشجار عتيقة تَحْـتَفي به أغصانها الكثيفة المتشابكة .. فتخمد ثورته .. تَنْدَلِق المياه من الجردل على سطح الحوش المتعطش ليستكين التراب إلى حين .. فيُطْلِق شهقةً حبيسة كمن فاجأه الماء على حين غَرَّة .. فيطْفو فيْح الأرض الساخن ما أن يحس ببرودة الماء المسكوب ... ( المُقْشَاشَة ) تمر على سطح الحوش برفق حتى لا تأخذ فيما تأخذ طبقة التربة ( المرشوشة ) فتضيع البرودة و يتطاير الغبار .. تُحْدِثُ المقشاشة في تربته المرشوشة وَشْوَشَةً ناعمة و مختلفة عن تلك التي تَحْدُثُ عند إحتكاكها الخشن بتربته الجافة. ( بَعَر ) الغنم يتناثر هنا و هناك .. عدة ( شباشب ) إسفنجية تتوزَّع في فوضى على جنبات المكان .. تقبع ( حُــقَّـة ) متكئة على إحدى أرْجُل ( العنقريب ) .. و تتكوَّم عدة بقايا من الصعوط الملفوظ تتوزع هنا و هناك تُفْصِح عن مزاج صاحبها في الليلة الفائتة و تحكي أسرار و مكنونات ساعات ليلٍ طويل .. تصافِح أولى صفحات ( ظل الظهيرة ) طرف الحوش الشرقي .. بشريط من الظل .. من على ( البنبر الخشبي ) و هي قابعة على حباله المرتخية .. تجلس ( ست الدار ) و هي تقطف أوراق حزمةٍ من الملوخية .. و بقربها يرقد ( الكانون ) تغازل فحماته محتويات ( حَلّةٍ ) مُتْرَعَة بالماء و البصل و اللحم .. و البخار يتصاعد محاولاً رفع غطاء الحلة في كسلٍ يحاكي رتابة يوم ( ست الدار ) .. قسمات وجهها تَنمُّ عن أمور عدة تشغل بالها .. تناوش الذباب بأعواد الملوخية و تارةً تستسلم لها فتتركها تمارس هوايتها في الجلوس على وجهها. يوقظها من سرحانها بين الفَيْنَةِ و الأخرى طقطقة الفحم و شراراته المنطلقة تارةً في جنونٍ متواصل في كل الإتجاهات و تارةً أخرى في زَخَمٍ مُتَقطع .. تحادث جارَتَها رقية عبر السور .. و تسألها عن حال جارتهم ( عيشة ) بعد الهذيان الذي أصابها جَرَّاء الملاريا .. تطلبها بعض البهارات .. و ترسل إبنتها الصغيرة .. التي تذهب و يسرقها اللعب مع صويحباتها فلا تعود بالمطلوب.. تُذكِّرها جارتها بموعد سماية جارتهن ... و تواصل رقية : ( ست الدار .. ما تنسي ترسلي لى قروش الصندوق .. أها الصَّرْفة الشهر دة الّلَّتْ بخيتة بت حمد .. يبقالنا صَرْفَة الرَّضِيَّة الشهر الْ بَعَدُو .. ربنا يحْسِن الخاتمة ياخيْتي ) .. تحاول ( ست الدار ) تغيير دفة الحديث .. فهي غير مستعدة بَعْد على دفع القسط الواجب عليها دفْعه.. فتحكي لها عن أخبار البلد و تُسْهِبُ في الوصف بتفاصيل دقيقة .. فتحكي عن شُّح محصول هذا العام.. فقد شرد النيل بعيداً عن ( بوابير الموية ) .. و أن أختها و زوجها تأخّرا في العودة من هناك بسبب مرض خالتها... و عندما لا تسمع من جارتها أي أشارة تدل على أنها تستمع إليها .. تناديها بصوت خفيض : رقية .. يا رقية .. تتأكدْ حينها أنها كانت كمن تحادث نفسها .. فجارتها رقية ( نؤوم الضحى ) .. و تحب النوم في ذلك الظل الذي يسع جزءاً من ( العنقريب ) فقط .. فسرعان ما ستوقظها أشعة الشمس .. ينقلب إتجاه الظل ليعانق طرف الحوش الغربي .. تنشغل ( العناقريب ) واحداً تلو الآخر ... هَبَّات من هواء ناعم تداعب أطراف الملايات .. و تُغْري بنومةِ قيلولة هادئة. يعلو شخير هنا .. و راديو يطلق صوتاً خفيضاً .. و ( عنز ) تمارس هوايتها بِحَكِّ جلدها على طرف العنقريب بتمهلٍ محاولة مضغ طرف الملاية المتدلية.. و صحيفة يومية يتبقى جزء منها على العنقريب .. و أجزاء من صفحاتها تتبعثر هنا و هناك في أنحاء الحوش. يكتسي الحوش لوناً شاحباً عندما توفي والد ( ست الدار ) .. و يحتضن ( العنقريب ) الذي حملوا عليه الجثمان ( مَتْكُولاً ) على الجدار .. و يرقد ( البرش ) مطوياً بجانبه و كأنهما يتقبلان العزاء في صمت .. تَعْبـُُرُه ( صواني الشاى ) و ( صواني الطعام ) جيئةً و ذهاباً .. بينما ترقد أحذية نساء متنوعة على أطرافه المجاورة للبرندة .. يتخذه المُعَزُّون مَعْبَراً للدخول لتعزية ( ست الدار ) .. ثم تعود وتيرة الأيام إلى سابق عهدها بنفس الإيقاع .. و ذات الحوش .. تكتسي ذرات ترابه لون الفرح ..عندما إحتفل أهل الدار بزواج ( فاطنة ) .. بِكْرِيَّة البيت .. و القَيِّمة على الحوش .. تَدُبُّ أقدام النساء على أديمه منذ إنطلاق أول زغرودة بمناسبة ( فَْتح الخَُشم ) و ( قولة الخير ) .. مروراً بـ ( دقَّ الريحة ) .. و الفُرْجَة على الشيلة .. و إستقبال القادمين من القرى للمكوث طيلة أيام الفرح ... و تنسرب دماء ( الذبائح ) بين مسام تربته .. و ترقد مخلفاتها طويلاً على أديمه تستقبل جحافل الذباب .. و بعض الكلاب الضالة و القطط المتربصة. و يضج سطحه بعدة ( كوانين ) و قدور الطعام و ( كفتيرات ) الشاى الضخمة و هرجلة النساء في صخبٍ يغمره فرح كامن بالدواخل. يَعْبُرُه ( سعد ) و دموع أمه و إخوته تودعه حتى الباب في بكاءٍ مكتوم عند سفره .. و تفرهد جنباته بزغرودة ( ست الدار ) عند عودة ( سعد ) بعد غربته الطويلة .. و تمتليء ساحته بصناديق ( البيبسي ) الفارغة و جوالات الفحم .. ثم يُخَيّم ِ عليه السكون المُطْبِق .. كمواسم الجدْب في العتامير بعد خريفٍ كثيف المطر .. ينتظر حركة دولاب الحياة .. و تأتيه الأحداث طواعية فيتلقاها صاغراً .. و يسْكُن و يهجد ... سكون لا يحسه إلا أهل الدار .. يجترون أحداثهم عندما يعبرونه في رواحهم و غدوهم دون التوقف خوف إنزلاق الذاكرة في متاهات لا يرغبونها وقت مجيئهم و ذهابهم. فكل ركنٍ فيه سِفْرٌ من الأحداث غير مكتوب .. و لكنه محفور في أغوار الوجدان و قيعان النفس . و يقف هو شاهداً صامتاً على كل هذا و ذاك ..
ياخى انت زول عجيب....تعرف انا محتاج ومحتاج بشدة لسياحة قد عشتها من قبل ووجدتها هنا تعرف يا استاذ انا بحب( الحُمْبُك )بصوره قد لاتخطر ببالك اهو ما زال موجود ام ضاع كما ضاعت منى بعض الاشياء الموجوده هنا واصل اخى العزيز دى اجمل عيديه
01-14-2006, 04:05 AM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22489
عزيزي وليد كل سنة و إنت بألف خير و القابلة على أمانيك و قد حققها المولى عز و جل.
Quote: انا بحب( الحُمْبُك )بصوره قد لاتخطر ببالك اهو ما زال موجود ام ضاع كما ضاعت منى بعض الاشياء الموجوده هنا
إذن نحن أخوان في ( الحمبك ) فأنا أعشقه لدرجة أنني كنت أذهب لأحياء أخرى بعيدة من منزلنا لأملأ جيوبي منه .. الحمبك نوعان .. أهل الجزيرة و النيل الأبيض يقولون حمبك لتلك الثمرة القانية الإحمرار ( لا أذكر إسم شجرتها ) .. في عطبرة كنا نسمي ثمار شجرة النيم ( حمبك ) .. و أظنه لا زال موجودا رغم ما أصاب شجيراته من تقطيع و إهمال. باقي الأشياء لا تزال موجودة في معظم القرى رغم دخول بعض الأشياء إلى بطن الحوش .. فقد تربع ( الدش ) أو الصحن اللاقط بعض الحيشان .. و تمدد حوض رخامي لزوم غسيل العدة و الوضوء .. و قامت مظلات لتقي العربية حر الصيف و مطر الخريف ..
شكرا على المرور بحوشنا القديم .. أرقد عافية
01-14-2006, 01:01 AM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22489
ما كان من أمر الحيشان يدخل في صميم التقاليد السودانية الأصيلة .. لا زالت بعض قواعدها سالمة لم تدك حصونها إمتدادات الغرف لزوم تمدد عدد أفراد الأسرة .. و البعض تتعلق بعض شوائب ذكراه كلما مروا بجدرانه الخارجية .. و البعض لم يعد ير حتى هذه الجدران .. مجرد مساحة يعبرها للوصول إلى مرقده ..
شكرا على المرور ( بحوشنا ) ..
تحياتي أيتها الكنداكة الجميلة
01-14-2006, 01:21 AM
ودقاسم
ودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146
ألا توافقني بأن السودان كله .. بأهله .. و ترابطهم .. و ثقافته .. و موروثاته .. و تقاليده .. و ترابه .. و نيله و أنهاره .. كل هذا و ذاك عبارة عن درر ترقد في أصدافها تتلألأ في صمت تبحث عن من يغوص فقط لإخراجها إلى السطح ؟
نعم .. الدر في أحشاء الوطن كامن ..
لك الود
01-14-2006, 02:51 AM
Ahmed Daoud
Ahmed Daoud
تاريخ التسجيل: 01-30-2004
مجموع المشاركات: 755
Quote: افتقدت النوم فى هذه الحيشان الجميله لسنوات طويلة ومطاردة القمر ........
و أظن القمر يتوقف عند إستدارته أمام كل الحيشان .. ينتظر مطاردتنا له كما في الأيام الخوالي .. و عندما يمل الوقوف و الإنتظار .. يدلق خيوط ضوءه الفضي بكل حنان على أطراف الحوش .. لتأتي ست الدار و تدلق عليه جردلاً من الماء .. و لا تزال أماكن العناقريب تحمل آثار أرجلها الخشبية محفورة كما البصمات على الأوراق ..
إنه الزمان الجميل ذاك يا أبوحميد .. أرقد عافية
01-14-2006, 04:47 AM
Mohamed Abdelgaleel
Mohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415
Quote: تقبع ( حُــقَّـة ) متكئة على إحدى أرْجُل ( العنقريب ) .. و تتكوَّم عدة بقايا من الصعوط الملفوظ تتوزع هنا و هناك تُفْصِح عن مزاج صاحبها في الليلة الفائتة و تحكي أسرار و مكنونات ساعات ليلٍ طويل ..
أبو جهينة .. إنها هي .. حياة فقراء ريف السودان بتفاصيلها .. فأكمل اللوحة .. ننتظر
01-15-2006, 07:06 AM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22489
تعرف يا محمد .. كثيرون من أهل المدن عندما يذهبون لقرانا و يمكثون بها عدة أيام و يعودون لرتابة أيام المدينة .. فإنهم يحنون لتلك الأيام التي قضوها بالقرى .. و يقول معظمهم بأن أهل القرى أغنياء بقناعتهم و عفويتهم و حياتهم البسيطة .. و أنهم أهل المدن فقراء إلى الهدوء و راحة البال ..
هناك أطفال مغتربين لم يتأملوا القمر و النجوم بتمعن إلا بعد رجوعهم للسودان.
أرقد عافية
01-14-2006, 08:07 AM
AMNA MUKHTAR
AMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702
يكتسي الحوش لوناً شاحباً عندما توفي والد ( ست الدار ) .. و يحتضن ( العنقريب ) الذي حملوا عليه الجثمان ( مَتْكُولاً ) على الجدار .. و يرقد ( البرش ) مطوياً بجانبه و كأنهما يتقبلان العزاء في صمت
هذا المنظر مألوف..!!
كأنه لوحة تشكيلية علقت فى الخاطر.
01-16-2006, 02:14 AM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22489
Quote: يكتسي الحوش لوناً شاحباً عندما توفي والد ( ست الدار ) .. و يحتضن ( العنقريب ) الذي حملوا عليه الجثمان ( مَتْكُولاً ) على الجدار .. و يرقد ( البرش ) مطوياً بجانبه و كأنهما يتقبلان العزاء في صمت
هذا المنظر مألوف..!!
كأنه لوحة تشكيلية علقت فى الخاطر.
كلما يموت واحد .. .. ثم ألتفت إلى داخل الحوش .. و أرمق العنقريب مادا أرجله الأربع و كأنها أصابع تحذر الناس و تنبههم إلى أنهم ( على آلة حدباء يوما محمولون ) .. ثم أنظر إلى البرش مطويا في حزن و مهابة .. ترخص الدنيا في عيني .. ( عنقريب و برش و مساحة لا تتعدى المترين في باطن الأرض ) .. و لا زلنا نتطاحن .. العناقريب في السودان تستحق تمثالا يتم وضعه في متحف قومي قبل أن تندثر بفعل هجمة السراير ..
شكرا على المرور
01-14-2006, 09:51 AM
تيسير عووضة
تيسير عووضة
تاريخ التسجيل: 12-20-2005
مجموع المشاركات: 7136
و هذه هي ( لدايات ) المحبة القديمة .. : البيت و الإلفة و متلازماتهما . أركان البيت تؤكسد دماءنا و تخلطه بتلك الحميمية القديمة و تندلق عليه محنة الحبوبات و الخالات و العمات .. لتتشكل هندسة البيت و سيمفونية الحوش.
أرقدي عافية
(عدل بواسطة ابو جهينة on 01-16-2006, 06:23 AM) (عدل بواسطة ابو جهينة on 01-25-2006, 02:42 AM)
01-15-2006, 00:40 AM
بدرالدين شنا
بدرالدين شنا
تاريخ التسجيل: 07-30-2002
مجموع المشاركات: 3514
سلاااامات يا أبا جهينة 00 ما أجمل هذا الحوش الحافل بهذه الذكريات و التحف0 وشكرا كثيرا على هذه اللوحة التراثية الرائعة المرسومة بالكلمات و بمنتهى المهارة 0 ــ من باب التفاعل مع هذا العمل أرجو أن تسمح لي بهذه الملحوظة أعتقد أنّ ثمار شجرة النيم تسمى الزونيا أو الزونية و في هذا الأمر أرجو ألا يكون قد أختلط على ذاكرتي الخربة ((حابل النيم بنابل الطندب)) أما الحنبك(( و هذه المعلومة متأكد منها تمام التأكد)) فهو ثمار شجرة الطندب و الحنبك صورة طبق الأصل للعنب من ناحية الشكل الدائري ، المضمون ، و المذاق و الجسم الشفاف 0 أما النبق فهو ثمار شجرة السدر0 مع فائق مودتي و تقديرى و أكرر جزيل شكري أخوك / عثمان عوض
01-18-2006, 02:19 AM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22489
Quote: من باب التفاعل مع هذا العمل أرجو أن تسمح لي بهذه الملحوظة أعتقد أنّ ثمار شجرة النيم تسمى الزونيا أو الزونية
حسب علمنا نحن أبناء عطبرة في ذاك الزمان الجميل .. بأن الزونيا كانت شجرتها شجرة ضخمة مثل شجرة اللبخ .. و تنمو على أطراف النيل و كنا نهاجر إليها من الحي الذي نسكن به رغم وجود الخفراء في تلك المنطقة التي كان يسكنها كبار ضباط القوات المسلحة و كبار موظفي الدولة .
Quote: و في هذا الأمر أرجو ألا يكون قد أختلط على ذاكرتي الخربة ((حابل النيم بنابل الطندب)) أما الحنبك(( و هذه المعلومة متأكد منها تمام التأكد)) فهو ثمار شجرة الطندب
أما الحنبك .. فكنا نسمي ثمار شجرة النيم حنبك و هي تلك الثمار الخضراء في بدايتها ثم صفراء عند تمام إستواءها.
Quote: و الحنبك صورة طبق الأصل للعنب من ناحية الشكل الدائري ، المضمون ، و المذاق و الجسم الشفاف 0
و حسب معلوماتي المستقاة من أهل العوض أنسبائي بأن الحنبك هو تلك الثمار الحمراء من الطندب. لذا ففي إعتقادي غير الجازم بأن الحنبك إسم يطلق على نوعين من الثمار. و الله أعلم.
سعدت لمرورك أرقد عافية
01-17-2006, 01:44 AM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22489
كان بقيت معاكم ساعة الإعصار .. أظنو بيجن زيادة .. و يغشاكم كل يوم
Quote: صدقني حوشك دا أجمل من حوش العمدة
كانت متعة ليس بعدها متعة أن أستلقي على ظهري على متن عنقريب يعلوه البرش و أنا أحدق في السماء في ليالي الصيف الجميلة .. تأتيك أغاني يحملها الهواء من حفل بعيد .. و صوت ونسة و ضحكات .. و عشرات الأصوات التي تألفها من كثرة تكرارها بنفس الوتيرة .. و نجيمات تنزلق منتحرة في الفضاء البعيد .. و طائر ليلي يشق صوته عباب الفضاء .. و على صوت نفاط الزير .. تتناغم أنفاسك لتروح في غفوة لذيذة ..
أرقد عافية
01-17-2006, 01:53 AM
أبوذر بابكر
أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610
لو لقيت باب الحوش مقفول .. بس لزو و أدخل .. هو متكول ساكت .. و أقعد إنتظرني هناك .. ناس البيت قاعدين .. خليهم يعملوا ليك شاى .. بجيب حجارة بطارية للراديو و بجي سريع ..
01-18-2006, 03:50 AM
AlRa7mabi
AlRa7mabi
تاريخ التسجيل: 08-15-2002
مجموع المشاركات: 1343
أعيش في خواء رهيب وجفاف يكاد يضرب كل إخضرار بروحي ..
كنت أبحث عن السلوى .. وتغذية الروح
هي الذكريات بمرها وحلوها غذاء للروح
الغريبة أثناء فترة العيد كان معي الخال بدرالدين شنا قلت ليهو بعد تفكير عميق .. (( والله مشتهي افرش لي تبروقة وسط حوشنا واصلي العشا وانبطح على ضهري )) كنت عايز أملى جوفي بالهمبريب الصااااقط داك .. واسرح في ذكريات أيام جميلة لا أظنها تعود أبداً ..
تاني ما حا أقرأ بوستاتك دي .. يا خي بتعذبني كتير خلاس ..
تحية مشبّعة بالمحبة صديقي جلال
رحمابي
01-20-2006, 07:44 AM
احمد العربي
احمد العربي
تاريخ التسجيل: 10-19-2005
مجموع المشاركات: 5829
Quote: واللقيمات مع شاي اللبن المقنن والونسه لي آخر الليل
كنا في عطبرة .. لدينا زريبة خارج الحوش فيها غنم و ماعز و داخل الحوش الحكومي الماهل قفص كبير للدجاج .. و على السطح برج حمام .. شوف الحاجات دي في الزمن الجميل داك .. يعني اللحم و البيض و اللبن متوفر شبه مجاني ..
أما الشاى المقنن .. فكلما ذكرت سيرته .. أشم رائحته تدخل أنفي قسراً ..
عافاك الله
01-21-2006, 02:03 AM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22489
يا لتلك الأيام التي سقى فيها قلمك جداول هذا المنبر .. عرفت أنك تعيش في وحشة عند غيابك حينما قرأت
Quote: أعيش في خواء رهيب وجفاف يكاد يضرب كل إخضرار بروحي ..
كنت أبحث عن السلوى .. وتغذية الروح
هي الذكريات بمرها وحلوها غذاء للروح
Quote: الغريبة أثناء فترة العيد كان معي الخال بدرالدين شنا قلت ليهو بعد تفكير عميق .. (( والله مشتهي افرش لي تبروقة وسط حوشنا واصلي العشا وانبطح على ضهري ))
أتخيل الآن شقيقي بدر الدين و هو يستمع إلى كلامك و لسان حاله يقول : ( لا تشكيلي .. ببكيلك ) ..
Quote: كنت عايز أملى جوفي بالهمبريب الصااااقط داك .. واسرح في ذكريات أيام جميلة لا أظنها تعود أبداً ..
ستعود يا صديقي العزيز بمجرد أن تلاقي أحباب قدامى .. تجلس معهم في ساعات صفا .. على الأقل إجترار ..
أرقد عافية
01-20-2006, 02:39 PM
يوسف السماني يوسف
يوسف السماني يوسف
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 3838
**** تَنْدَلِق المياه من الجردل على سطح الحوش المتعطش ليستكين التراب إلى حين .. فيُطْلِق شهقةً حبيسة كمن فاجأه الماء على حين غَرَّة .. فيطْفو فيْح الأرض الساخن ما أن يحس ببرودة الماء المسكوب ... ( المُقْشَاشَة ) تمر على سطح الحوش برفق حتى لا تأخذ فيما تأخذ طبقة التربة ( المرشوشة ) فتضيع البرودة و يتطاير الغبار .. تُحْدِثُ المقشاشة في تربته المرشوشة وَشْوَشَةً ناعمة و مختلفة عن تلك التي تَحْدُثُ عند إحتكاكها الخشن بتربته الجافة ****
صورة سردية جميلة لواقع ادلغت علية اعاصير المدنية فاكتسي الحوش بوافد الغربة واصبح مكان البنبر كرسي . شكلت ملامح لوحة ربيفية تسكن في الوجدان .
لك التحية
01-22-2006, 07:17 AM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22489
Quote: صورة سردية جميلة لواقع ادلغت علية اعاصير المدنية فاكتسي الحوش بوافد الغربة واصبح مكان البنبر كرسي .
رغم رياح التغيير التي كستْ الحوش الآن .. إلا أن بعض الأحداث التي مرت .. يقف الحوش شاهداً صامتاً عليها .. كمناسبات الأفراح و الأيام الحزينة .. و ساعات الإنتظار .. و السفر و الإياب من السفر .. الآن الحوش يحتضن الكراسي و تعريشة للعربية و برندة أو مظلة لزوم المناسبات .. و تبرز الأجزاء الخلفية للمكيفات مشوهة رونقه الواسع ..
Quote: شكلت ملامح لوحة ربيفية تسكن في الوجدان .
بلا شك أن الحوش سيظل رمزا أزليا لتجمع الأسرة و الأحباب.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة