|
الجامعة العربية!!
|
الجامعة العربية!! لا يختلف شكل وطعم المناخ الدولى الذى تنعقد فيه الآن قمة الخرطوم العربية، عن سابقه القريب أو البعيد، فالعالم كله، بما فيه العربي، محصور بين فكي »كماشة الغرب« بكل سطوتها واقتصادها وصناعتها وسلاحها و»إمبراطوريتها« الإعلامية والثقافية وجاهلية »مخابراتها« التى تخترق البروج المشيدة!!. كم هائل من »حجب السيطرة« قادرة جداً على منع العرب وغيرهم من ممارسة »اللعبة السياسية« ومعها »السيادة«، فى الفضاء الحر. ولايكاد »قرار« في هذا العالم يولد قبل أن يمر بكل عواصم »الغرب« بطريق مباشر أو غير مباشر. ومن ثم تصبح »القمم العربية« مجرد منتديات لعرض الكلام »بيعاً وشراءً« ثم ينفض السوق على أمل لقاء جامع في مكان آخر.. ثم لاجديد أبداً إلا أنه »لامانع« من طرح أكبر قدر من الإدانات والشجب والرجاءات والأمنيات!!. وهذا بالفعل حال الجامعة العربية »المكلومة«، ولو أن قادة العرب استثمروها في برنامج طويل الأمد لمناقشة »طموحات« العرب والمسلمين في هذه الدنيا وصياغتها في »برنامج« يستهدف »إيقاظ« الأمة من سباتها العميق عبر عمل »إعلامي وثقافي« يستصحب الدين واللغة والتأريخ وسيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته، لكان هذا أفضل بكثير من قمم تبدأ بكومة أوراق وتنتهى بها ثم تذهب لبطن »الذكريات«. ولكان من الممكن أن نوجد أمة قادرة على المصادمة وفرض »هيبتها« في هذا العالم الظالم!!. لقد ضاع منا الكثير من الزمن وضاعت معه أموال ولم نحرث غير المرارات والفرقة والشتات والقطيعة.. ببساطة ستظل الجامعة العربية هكذا لا تقدم ولا تؤخر.. تفتقر الى »ثقة« العرب والمسلمين.. وتدور في فلك السياسة الدولية التى تقررها واشنطون ولندن وباريس وروما وبون ومن تبعها من عواصم، ومع هذا فنحن قد لا نرفض للجامعة العربية أن تجتمع لأنها على الأقل ستقول لنا ياعرب ويا مسلمين أدعو لنا بالشفاء وطول العمر!!. فتح الرحمن النحاس ****************
|
|
|
|
|
|