" عم عبد الرحيم"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 01:45 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-25-2006, 09:56 AM

ايهاب نميري
<aايهاب نميري
تاريخ التسجيل: 02-09-2006
مجموع المشاركات: 1238

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
" عم عبد الرحيم"

    الكاتب السوداني في عم عبد الرحيم
    ( عمرؤوس أفكار وخيوط شتى تولف ما بين الخاص والعام والسياسي وغير السياسي , هي التي تنسج مادة الحوارات الحميمة التي تدور في جلسات أنس السودانيين أينما كانوا. وبعض هذه الخيوط أحاديث وملاحظات عميقة حول ظواهر الحياة الثقافية والأدبية والفنية, هي جزء من تقاليد ثقافة المشافهة التي تذرو نسمات الليل الرخوة اللذيذة معظمها. وفي أكثر من جلسة أنس احتل الحديث عن تجربة مصطفى سيد احمد حيزا كبيرا من الأخذ والرد والمساجلة. من بين ما استوقفتني من ملاحظات على هذه التجربة آراء تقول بلا موسيقية أغنية " عم عبد الرحيم" ومحاولة نفيها عن تراثه الموسيقي أو التقليل من شأنها من هذا الباب.

    هكذا يبرز أمامنا حكم نقدي – يصدر بعضه عن متخصصين موسيقيين- يقوم على ملاحظة تتعلق بضعف العناصر الميلودية في الأغنية وانتفاء صفة الغنائية والتطريب عنها. مباشرة أقول إن هذه الملاحظات قد أصابت وأخطأت مكانها في آن. فنحن ندرك أن أحد أهم أسباب تعلق قطاعات واسعة من السودانيين بمختلف أعمارهم وأذواقهم الفنية وتجاربهم الحياتية بأغنيات مصطفى سيد احمد وحبهم لها, يكمن في تلك الموهبة الموسيقية الخلاقة التي فجرت شلالات من أعذب وأجمل الغناء الذي سمعه السودانيون منذ منتصف عقد الثمانينيات وحتى لحظة رحيل مصطفى. كان مصدر تلك العذوبة الثراء والتنوع الموسيقي اللحني والقدرة المدهشة على التطريب لحنا وعزفا وأداءا. من هنا تكون الملاحظة سليمة وفي مكانها قياسا إلى أغنيات مصطفى ذات اللونية المغايرة لتجربة " عم عبد الرحيم". غير أنها ولهذا السبب بالذات تخطئ خطأ فادحا من حيث إصدارها حكما على عمل ليس موسيقيا بالدرجة الأولى! تقريبا للصورة فإنه ليس صحيحا أن نحاكم المسرح بعيون ورؤى سينمائية أو أن نبحث عن الغناء وقيمته الجمالية الأساسية في الذكر والمديح والإنشاد الديني. فمع اختلاف الوسيط واللغة الفنية الجمالية, يختلف الفن نفسه ويتحول من جنس لآخر.

    لأي لونية موسيقية تنتمي أغنية " عم عبد الرحيم" إذن؟ إنها ليست من بنات الغنائية والتطريب أصلا. ولذا فإن البحث فيها عن الغنائية هو بحث أحول وضال لهدفه من الأساس. عم عبد الرحيم ليست أغنية بالمعنى التقليدي الدارج للأغنية, بل هي لون من ألوان الدراما الموسيقية, تؤدي فيها الموسيقى وظيفة فنية أقرب إلى الموسيقى التصويرية incidental music . بهذا المعنى تكون الحبكة الدرامية هي العنصر الغالب والمسيطر على الشكل الفني, بينما تؤدي الميلودية والموسيقى دورا ثانويا داعما ومعبرا عن " الثيمة" الدرامية. " عم عبد الرحيم" يتعذر تذوقها موسيقيا وجماليا بدون إقامة مسرح افتراضي متخيل في الذهن يعطي الشعور بالزمان والمكان والأحداث والشخصيات وهي تتحرك بلحمها ودمها أمام ناظرينا. إستعارة لمقولة "وما العالم كله سوى منصة مسرحية" يرسم الشاعر محمد الحسن سالم حميد صورة متكاملة لمسرح الهواء الطلق, أبعاده المكانية والزمانية هي فناء القرية كلها وامتداداتها الشاسعة الرحبة بفضاءاتها وجروفها ونخيلها ومزارعها وبامتداد قضيب السكة الحديد على حافتها أو عبرها. فهناك طلة الفجر, صياح الديك, ثغاء الأغنام و" نقة" الصباح حول حلة الملاح وغيرها من تفاصيل الحياة اليومية المتعثرة في حوش منزل عم عبد الرحيم. ومن الشخصيات الدرامية هناك عم عبد الرحيم, حاجة آمنة وأم الحسن و" زملان الشقا" وعمال المزارع الذين يبتاعون سلعة العرق والضراع ويقتاتون الإملاق والصبر اليوماتي الما ليه حدود. وبين هذا وذاك علينا ألا ننسى الكجر وعربية الكجر والحمار.

    تبدأ تراجيديا الأغنية بإشراق شمس يوم جديد, صلاة الصبح, ثغاء الأغنام, الهم وهمهمات الصلاة والذكر والتسابيح وتحديات الحياة اليومية وعنتها. يغادر عم عبد الرحيم جراحاته ومآسيه العائلية الصغيرة ليندغم في المأساة الأوسع نطاقا على امتداد القرية كلها ويحدد موقعه من العلاقات الاجتماعية السائدة التي تحكم عليه وعلى أمثاله بلعنة الفقر مقابل تمايز طبقي آخر لا تستشعر فيه الفئات الاجتماعية المحظية وطأة الفقر ولا الجوع ولا المعاناة. فهؤلاء " ناسا حالها زين" كما قال عنهم حميد.

    ربما لم يراجع الشاعر يوما كلاسيكيات العقدة الدرامية التراجيدية كما جاءت في نسختها الأولى لدى الفيلسوف اليوناني أرسطو وصولا إلى دعاة ومنظري الكلاسيكية المحدثة اللاحقين. إلا أنه كتب بقريحته الشعرية – التي لا تخلو من وعي وحس درامي مذهل في معظم ما كتب- لونا من ألوان المأساة في مواصفاتها الكلاسيكية بوحدة فعلها وزمانها ومكانها, وبإيقاعية حدثها وتناميه وتصاعده التدريجي باتجاه ذروته الدرامية المصاغة على نمط هرم أرسطو الشهير الذي يبين قوانين تطور الحدث الدرامي المأساوي. ودونك النهاية التراجيدية المرعبة لحياة البطل المأساوي. فما بين مأساوية الصبح الحزين والهموم البيتية العائلية الصغيرة والطريق إلى عناق مأساة الحياة كلها بهمومها وظلمها وخوائها وفقرها, يتنامى الحدث, يتوتر, يحتشد ويتصاعد إيقاعه باتجاه الذروة المفضية حتما إلى النهاية المأساوية المفجعة تحت لفح هجير شمس الظهيرة الحارقة :

    السكة الحديد يا عمو القطر...

    يا عم عبد الرحيم قدامك قطر....

    السكة الحديد يا عموالقطر...

    وسال الدم مطر وطارت دمعتين

    وانشايح وتر ...

    وطار الخبر لأطفال القرى وعمال الحضر, أدوه الطيور وشالو البحر " دورية الكجر عربية الكجر جفلت الحماروطوح زي حجر" .... إلى آخر تفاصيل المأساة. غير أن البطل التراجيدي هنا ليس بطلا فرديا مثل أوديب وهاملت وماكبث في الأدب الكلاسيكي وما بعد الكلاسيكي. فعم عبد الرحيم هو " كمين بشر" هو محصلة الجمع والتاريخ, إبن طبقته الإجتماعية وسليل فقراء السودان ورمزهم المطلق حيا وميتا. وفي موت عم عبد الرحيم أسطورة تضفي على الموت بعدا وجوديا آخر وامتدادا للحياة في عالم " هاديس" أو عالم الموتى, شأنها في ذلك شأن أسطورة " كان كان العوام الذي غرق مرتين" في تراث أدب أمريكا اللاتينية المعاصر.

    "عم عبد الرحيم يا كمين بشر

    صحي النوم سلام ما يغشاك شر..

    صحي النوم سلام ..." فالبطولة الجماعية لا تؤول إلى الموت والفناء الجماعي تحت كل الأحوال ويذهب الفرد وتبقى الجماعة.

    موسيقيا كان مصطفى على وعي تام بطبيعة ولونية الألحان التي اختارها للأغنية. ولمصطفى نفسه مساهمات سابقة في الموسيقى التصويرية والألحان المصاحبة للدراما. لذلك لم يكن غريبا أن ينأى عن التطريب والغنائية في أغنية لا يجوز فيها الرقص على أشلاء الموتى, ولا الصخب والطرب على إيقاع المأساة. أستثني من ذلك مقطعا واحدا في الأغنية كلها هو:

    ناسا حالها زين

    مصنع مصنعين

    ناسا حالها زين...

    وهو لم يعمد إلى التطريب والغنائية في هذا المقطع بالذات بدافع التلوين اللحني فحسب, وإنما لأن التطريب والموسيقية الراقصة يخدمان الفكرة الدرامية نفسها ويدعمانها ويؤكدانها. فبلغة الموسيقى ولا شيء غيرها استطاع مصطفى أن يقول إن علاقاتنا الإجتماعية متمايزة ومنقسمة بين أولئك الذين يتلوون فقرا وحزنا وألما, وبين أولئك الذين يرقصون ويبتهجون بملذات الحياة الرغدة السهلة التي لا يحسون فيها بوطأة الحرمان ولا المعاناة. التطريب هنا أملته ضرورة التباين الموسيقي musical contrast التي حتمتها ضرورة درامية الواقع الإجتماعي ودرامية الفن. ليس غريبا إذن ألا يكتفي مصطفى بالموسيقى التصويرية وحدها, وأن يدعمها بعناصر درامية واضحة في اللحن من حيث الإيقاع والتصوير الموسيقي اللحني للحدث, بل وبالمؤثرات الصوتية sound effects في أكثر من موضع أحس أنه لا تكفي الموسيقى وحدها لتكثيفه دراميا. راجع مثلا مقطع: حكومات تجي وحكومات تغور

    تحكم بالحجا وبالدجل الكجور

    ومرة العسكري كسار الجبور ....

    ما أود تأكيده في نهاية هذا المقال المقتضب هو أننا لن ننصف " عم عبد الرحيم" فنيا وجماليا إلا حين ننظر إليها من جنسها ولونها ونضعها في مكانتها الموسيقية الصحيحة. الأمر الثاني هو أن مصطفى قطع شوطا كبيرا باتجاه ما يمكن الاصطلاح عليه بأغنية السرد أو الأغنية المحكية the narrative song وهو فتح موسيقي جديد تخلفت فيه أغنية المدينة عن تراث الأغاني المنتمية للثقافات الإفريقية السودانية على وجه التحديد. ثم إنه اتجاه تمضي نحوه الأغنية العالمية كلها. هي مجرد بذرة بذرها مصطفى سيد احمد, تحمل ما تحمل من ملامح ضعفها ومكامن قوتها الموسيقية, غير أنها تمثل طاقة إلهام موسيقي كبير ومشروعا عملاقا نأمل أن نرى زهيراته ووروده وهي تتفتق وتكسو حدائق موسيقانا الجميلة.

    م
    ن
    ق
    و
    ل
                  

02-26-2006, 04:19 AM

قرشـــو
<aقرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: " عم عبد الرحيم" (Re: ايهاب نميري)

    الأخ إيهاب نميرى

    ما أجمل النقل حينما يكون للوحة جميلة تسعد كل من يراها وتسر كل من يقترب منها..

    حقيقة ما نقلته لا يقل روعة عن رائعة الراحل المقيم نفسها فهى القت الضوء الساطع حولها وجعلتنا نعيد قراءتها من جديد والاستماع اليها ...


    فى أزمنة خلت لم اكن استمع للراحل المقيم وكنا نتسامر فاهدانى أحد الاصدقاء الشريط المذكور فوجدت فيه شئيا مختلفا وألقاً جديدا لم يلج الى دواخلى قبلا فسعدت مع "عم عبدالرحيم" وهى تحكى لنا واقعا عشناه وهربنا منه الى الغربة وتحكى عن معاناة اهلنا الطيبين وعن الحياة هنالك ...

    انها عمل متكامل ورائع وجميل ومن الظلم ان ننظر اليه او نستمع اليه كما نستمع الى "شل شل كب لى جالون" فشتان بين هذا وذاك وتنعدم المقارنة تماما...

    لك تحياتى
                  

02-26-2006, 05:49 AM

ايهاب نميري
<aايهاب نميري
تاريخ التسجيل: 02-09-2006
مجموع المشاركات: 1238

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: " عم عبد الرحيم" (Re: قرشـــو)

    حبيبنا الغالي / قرشـــو

    ( عم عبد الرحيم ) قصه انا لمن سمعتها ما عارف وما ح اقدر اوصف ليك انا حسيت باشنو فعلا فيها جزء كبير من الحقيقه الحاصله في السودان او الوضع الحاصل ، انسان غلبان في قريه يوصف حال الزول الغلبان دا وهو داير باي شكل كان انو يوفر لي مرته توب جديد وانت عارف باقي القصه الصراحه فيها ابداع غريب جدا امكن يكون جديد على الاغنيه السودانيه من حيث التوزيع الموسيقي والسرد والاداء وفعلا كان اختيار الفنان المرحوم ( مصطفى سيد احمد ) اختيار موفق جدا لاداء هذه الاغنيه او القصه ، طبعا شباب القايمين فيها جديد اتحدى اي واحد يفهم لي الاغنيه دي او الهدف منها شنو وذي ما قلت ( شل شل كب لي جالون امكن تكون اوضح )و المشكله لانو شل شل مواكبه للعصر دا او الايقاع الخفيف
    شكر ليك ولى مرورك الرائع
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de