بقلم جان لوي دوبليه واشنطن - ا ف ب امهل الرئيس الاميركي جورج بوش، الرئيس العراقي صدام حسين 48 ساعة لمغادرة العراق والا شنت عليه الولايات المتحدة عملية عسكرية. وقال الرئيس الاميركي في خطاب القاه في البيت الابيض ونقله التلفزيون مساء الاثنين بالتوقيت المحلي "على صدام حسين وابنائه مغادرة العراق في غضون 48 ساعة. ورفضهم القيام بذلك سيؤدي الى نزاع عسكري يبدأ في التاريخ الذي نختاره". ورفض وزير الخارجية العراقي ناجي صبري في وقت سابق اي انذار توجهه الولايات المتحدة الى صدام حسين. ودعا الرئيس الاميركي ايضا العسكريين العراقيين الى عدم المشاركة في القتال ضد القوات الحليفة التي ستدخل العراق لنزع اسلحة الدمار الشامل، دفاعا عن صدام حسين. واضاف بوش في كلمة استمرت حوالى 13 دقيقة "ادعو كل عنصر في الجيش وفي اجهزة الاستخبارات العراقية، اذا ما اندلعت الحرب، الى عدم القتال من اجل نظام ينازع لا يستحق ان تضحوا بحياتكم من اجله". وقال "لا تدمروا آبار النفط، مصدر الثراء الذي يمكله الشعب العراقي. ولا تطيعوا الاوامر لاستخدام اسلحة الدمار الشامل ضد اي كان بما في ذلك الشعب العراقي". واكد بوش ان "جرائم الحرب ستلاحق ولن يفيد بشيء القول، دفاعا عن النفس، اننا كنا نطيع الاوامر". وفي اشارة الى ان الحرب باتت وشيكة جدا دعا بوش الصحافيين والمفتشين الدوليين الى مغادرة العراق. واعلن ان الولايات المتحدة طردت اشخاصا مرتبطين باجهزة الاستخبارات العراقية. وتضع كلمة الرئيس الاميركي حدا للمساعي الدبلوماسية الاميركية والبريطانية التي كانت تهدف الى نزع اسلحة العراق سلميا عبر الامم المتحدة. وتضمن خطاب بوش اشارة الى فرنسا عندما قال الرئيس الاميركي ان "بعض الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن اعلنت انها ستستخدم الفيتو على اي قرار يلزم العراق نزع اسلحته. هذه الحكومات تشاطرنا تقييمنا للمخاطر لكنها لا تشاطرنا عزمنا على مواجهتها". ميدانيا، تعتمد واشنطن على بريطانيا واستراليا فقط لمساندة نحو 255 الف جندي اميركي منتشرين في الخليج وعلى اهبة الاستعداد لدخول العراق. واظهر بوش بعض المرارة حيال فشل المبادرات في الامم المتحدة بقوله ان "مجلس الامن لم يرتق الى مستوى مسؤولياته وسنرتقي تاليا الى مستوى مسؤولياتنا". وقد وضع الرئيس الاميركي نفسه من الان في اجواء احتمال مغادرة الرئيس العراقي ومعاونيه البلاد او في اجواء حرب في حال رفضوا ذلك اذ قال متوجها الى الشعب العراقي "وما ان يسحب التحالف السلطة منهم (المسؤولون العراقيون)، سنوفر الادوية والاغذية التي تحتاجونها". واضاف "سنقضي على آلة الترهيب وسنساعدكم على بناء عراق مزدهر وحر" موضحا ان "العراق الحر لن يشهد حروبا عدوانية على جيرانكم ولا مصانع للسموم ولا عمليات اعدام للمنشقين ولا غرف تعذيب ولا غرف اغتصاب. سيرحل الطاغية قريبا. ويوم تحرركم قد اقترب". اما بالنسبة الى شرعية الحرب من دون ضوء اخضر من الامم المتحدة، فقال الرئيس الاميركي ان قرارات الامم المتحدة السابقة المعتمدة في مطلع التسعينات "تسمح للولايات المتحدة وحلفائها باستخدام القوة لنزع اسلحة الدمار الشامل العراقية". واوضح ان "الولايات المتحدة تملك السلطة السيادية لاستخدام القوة وضمان امنها القومي". وفي الوقت الذي كان يتحدث فيه الرئيس الاميركي اعلنت وزارة الامن الداخلي الاميركية ان مستوى الانذار الارهابي في الولايات المتحدة رفع من المستوى الاصفر (المرتفع) الى المستوى البرتقالي (المرتفع جدا) بسبب مخاطر وقوع اعتداءات مرتبطة بحرب محتملة في العراق.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة