هـمـهـمـات جــــــواد تجـــــره عــــــربة

همهمات جواد تجره عربة


هل أنا حقاً حقيقة
أما أنا رمزٌ
لبعض الصدق
في مرآتها
رمزٌ لكل الخوف
مرسوماً
بخارطة الهروب
أنا ..
أنا هل أكونُ
أنا الحقيقة
أم أنا
بعض السراب
وبعضي الآخر
مرهوناً لديك
مكبلاً بالنار
في قَدَرِ الوجوم
وفي الغيابِ
وبعض أحزان الغروبِ
أنا ..
هل يكونُ
الكون كوناً
حين يصبحُ
ذلك اللونُ له لوناً
أنا، هو، أنت
أم هي، نحن
نبض المعبد الوثني
صمت الصوتِ
صوت العشبِ
حين يموتُ
أم موت السكون
بحرِّ نيران الحروبِ
تراه ذاك الصمت
قبري، قبرنا
قبر الجماهير الكسيحة
قبرهم قبر لنا
قدرُ الشجيرات الصغيرة
حين نزرعها
بأرض من حجر ..
هو حزننا
حزني أنا
حزنٌ لأقدارٍ
ترامى وقعها
وقع الحوافرِ
حين يجرفها الصرير
وصمتها
صمت البلابلِ في الشتاء
حقيقةٌ أبديةٌ
هي صمتنا الأبدي
صمتي
صمتها
صمت المقابر
كلهم سيان
حتى صمتهم
صمت لبعض الصمت
بعضي
بعضها
بعض النحيبِ أنا
وصمت الصمت
في العينين
حين تجود بالأمطار
أزمان البكاء ..
فهل تراها
تبتسم حقاً لنا الأشياء
أم نغدو حيارى
حين تبتسم المقاصلُ
فوق صوت الحقِ
في وجه البنادقِ
حين تهتز المفاصلُ
روعةً
خوفاً
وحزناً
حين تختبئ الحقيقة
في الخنادقِ
حين يبدو الزيف
جرحاً ماثلاً
في عمقِ أوجاعِ الحقائقِ
إنه زمن المهازلِ
يا مهازل فامرحي
هذا زمانك
فاسرحي
فالكل سرحانٌ
ولا يدري
ولا يدرون حقاً
أننا ندري
فلا تتعجلي ..
شتان بين العشقِ
في زمن رديء
كل شيء فيهِ
مقبوض الثمن
شتان بينهما
وشوقُ حقيقة
مشتاقةٍ حقاً
إلى حضن دفيء ..
سوقنا
أنت الذي نبتاع فيك
عزاءنا
بعض الرثاء
رثاءنا
وبكاءنا
بعض البكاء
وحزننا
حزن القوافي
شعرنا
دفء المرافي
وعدنا
هجر المنافي للمنافي
قهرنا
أنت الذي نبتاع منه
حقيقةً ذكرى المواجع
والمفاجع
بعض أقدار السفاهة
حين تصبح عملة للسوق
في عصر النخاسة
سوقنا
سوقٌ تباع به الحقائق
كل شيء
قابل للبيع
فيك يباع
يا تاريخنا المصلوب
ظلماً في المشانقِ
أنت يا ذاتاً لنا
أخرى
قتلنا الصدقَ
في عينيك ليلاً
ثم سرنا في الجنازة ..
خوفنا
خوفي
وخوف الخوف
في جوف الأضابير العتيقة
خوفهم
خوفٌ
من الزيف المقنعِ
عنوة بالحق
في زمن الهلامِ
فزيفهم
للحق ضدٌ
زيفهم
زيف الحقيقة
زيفهم
زيفٌ يحاكي واقعاً
نور الظلام
وبعض أضواءِ الدجل
هو خوفنا
ألا يصير لنا حقيقة
أن تصير لنا النهاية ..
سوقنا
سوق التعاسة
سوقنا
سوق لنا
نحن الذين نبيع
حتى
عشقنا
دمنا
منازلنا الصغيرة
والدمى الصرعى
وأشلاء البشر
تلك التي تمشي
على قدمين
أو ليلاً تنام على الجرائد
فوق أرصفة الذهب
خوفاً من
الخوف البغيض
وخوفها خوفٌ
من الأوساخ
أوساخ المدينة ..
كلهم فقراء جوعى
كلهم عطشى
إلى يومٍ
يفيض النهر
حتى يرتوي
جدب المدينة
جدبها
جدب الجروف
وجدبهم جدبي أنا
عطش الحروف
وجدبنا
ذاك الذي لا يرتوي
يا خوفنا
خوفاً لبعضي
منك يا بعضاً
من التاريخ منسياً
بقارعة الدروب
لحزننا ذاك الأبي
ودمعنا ذاك العصي
وحزننا المنسوج قهراً
في المحاجر
حين تحتبس الدموع
بلا سبب
هو حزننا المخلوق مسخاً
دون حزن العالمينَ
و شوقنا للنور عفواً
حين تنطفئ الشموع
بلا سبب ..
الله أكبر أنت يا الله
تعلم ضعفنا
ضعفي أنا
ضعف التي
أهوى أنا
ضعف الغضب
عجزي وعجز الناس
عجز النور
حين يصارع الظلماء
منبوذاً وحيداً
إنه زمن الفجيعة
إنها حقاً
متاهات التعب



علاء الدين
19/02/2003