رحمى سليمان .....نيل الخرطوم وحاديها

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-22-2024, 07:31 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2002م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-04-2003, 10:36 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رحمى سليمان .....نيل الخرطوم وحاديها

    الاستــــراحه

    رحمي.. نيل الخرطوم وحاديها وريحانة مجالسها


    يوسف الشنبلي

    عاش فقيراً معدماً ولكنه كان عفيفاً لا يسأل الناس الحافا بالرغم من انه امتلك ناصيةالقلم منذ زمان وكان يمكن ان يستأجر مداده لحياة رطبة، واستعاض عن ذلك بنزعة ارستقراطية لا تتعدى الكلمات الفخمة الباشوية ولكنه لم يكن ابداً من اصحاب الياقات البيضاء بالرغم من ارتياده صالونات العاصمة وفنادقها ومنتدياتها ومنازل الزعماء السياسيين وحفلات الدبلوماسيين، حيث لم يكن سهلا اغفال «رحمي» او تخطي اسمه في المناسبات، وذلك للاستئناس بافكاره واستقراء آرائه في الاحداث السياسية وغيرها من وتائر الحياة.

    حيث كان يعكس ذلك بتجرد تام لانه لا ينتمي لاي تيار سياسي، وكان يسبح دائماً في الوسط ومن هنا يجد نفسه قريباً من «الازهرست» وبحسبانه ايضاً أحد أبناء الخرطوم كان مشدودا الى يحيى الفضلي مرشح الدائرة، واذا كان جثمان الفضلي خرج من «بيت الاوقاف» فان جثمان «رحمي» غادر منزلا بالايجار نصفه من الطين انهار عندما ضربت الامطار المدمرة العاصمة عام 1988، وعندما جاء صديقه المرحوم صالح عرابي مهرولا من منزله المهدد بالغرق في تلك الليلة انفجرا رغم درامية الموقف في ضحكة مجلجلة بشوشة وهما يرددان «كالمستجير من الرمضاء بالنار» ورغم الصواعق الحارقة والرعد اصرا على تناول فنجالين من القهوة في ربوة لم تصلها السيول خارج المنزل.

    لا يمكن تخيل الخرطوم بدون «رحمي» الا اذا تخيلنا هذه المدينة بدون نيلها الخالد، فقد كان حاديها شعرا وعاشقها نثرا وسابر اغوارها تاريخا وابراز رموزها ثقافة وبناة ناديها العتيد وريحانة مجالسها واحد رواد صحافتها.

    تعاونا في عملين صحفيين بعد الانتفاضة مجلة «الدستور» وصحيفة «التلغراف» عندما دخل الى مكتبي في ظهيرة احد الايام كان معي اربعة شبان انجليز يرتدون «افرولات» جاءوا مع مستر لاد مدير مكتب الدستور في لندن لتركيب مطبعة الخرطوم، قلت للشبان هذا استاذنا رحمي سليمان الذي قام باجراء حوار صحفي مثير مع «ريتا هيوارث» عندما قضت ليلة في الفندق الكبير بالخرطوم وهي في طريقها الى «لندن» بعد ان صورت احد افلامها في غابات افريقيا، و ان العديد من صحف العالم اعادت نشر الحوار الفلتة، لانه لم يكن من السهل ان يصل اي صحافي الى هذه الممثلة البارعة التي تحيط السرية بكل تنقلاتها ويضرب حراسها عليها سياجا قويا، لم يبد الشبان اية دهشة كما توقعت، ويتساءلوا بينهم من هي «ريتا هيوارث» هذه، قلت لهم هذه الممثلة التي تعرض لها حاليا ثلاثة افلام في مصر من واقع صحيفة «اخبار اليوم» التي امامي واثنان في الخرطوم تعد واحدة من «ماسات» التاج البريطاني، هنا اطلق «رحمي» ضحكته الباشوية قائلا «ديل ناس كرتون ساكت انتو فاكرين اي زول عيونو خضر فهمان، بتاع الورنيش عندنا مثقف اكثر منهم».

    عندما تولى الاستاذ عبد الباسط سبدرات حقيبة الاعلام والثقافة استفسرني عن احوال «رحمي» فلم اخف شيئا ولم تمض ايام تلفنني مكتبه يسأل عن رحمي وان احضر معه ودار بينهما حوار «بعيدا عن السياسة» وتعرف الى «مهنة المتاعب» وتأثر عندما قال له الوزير «نحن تعلمنا الكثير من «اخبار رحمي» لقد صقلت صحيفة «الاخبار» جيلنا سياسياً وثقافياً وفنياً وكروياً، ما حدث بعد ذلك ليس قابلا للنشر ولكنه لم يكلف خزينة الدولة مليما واحدا وخرج رحمي ليدفع ايجار المنزل المتراكم لعدة شهور واشهد الله بان سبدرات لم يطلب من رحمي شيئا وكذلك لم يطلب هو شيئا «سياًسيا او مادياً» فقط الوفاء للرمز وليس الشخص ومن اناس خارج تركيبة الحكم، واشهد ان «رحمي» استعصم بقوة رغم غلبة الدين.

    لقد كان ضيق ذات اليد سبباً في حجب عدد كبير من الكتب والمذكرات التي خطها قلم «رحمي» وهي تحتاج لارشفة قبل ان تلتهمها «الارضة» التي وصلت الى سريره الخشن العتيق، وهذه مهمة المجلس القومي للصحافة ووزارة الثقافة ودار الوثائق وصحيفة «الرأي العام» حيث إن ابنيه «محمد» و«ابوبكر» مازالا زغب الحواصل يدرجان في المرحلة الثانوية الهمهما الله ووالدتهما وذويه الصبر والسلوان وامطر على قبره شآبيب رحمته، وهكذا الموت نقاد بين يديه جواهر يختار منها الجياد.



    للأستفسار أو طلب معلومات يرجى مراسلتنا على العنوان التالى
    [email protected]
    ©جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع صحيفة الراي العام 2002
    Copyright © 2001 AL RAYAAM NEWSPAPER. All rights reserved








                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de