من أساطير الإغريق القديمة أن قاطع طريق كان يعذب ضحاياه بأن يمددهم علي سرير لديه فإذا كانت الضحية أطول من السرير قطع جزءاً من ساقيها، وإذا كانت أقصر منه جر ساقيها بكل قوة، حتي تنخلع مفاصلها، لتصل الي نهاية السرير في كلتي الحالتين تتعرض الضحية لجحيم الآلام حتي الموت، ويبقي السرير مقياس تلك اللعبة الحقيرة. في أيامنا هذه يقوم قاطع الطريق الأمريكي بنفس اللعبة مع العراق الضحية، فجميع ما يجري في العالم وفي العراق يجب أن يتطابق مع مواصفات طول وعرض سرير بوش. فالعراق يجب أن يكون منتجاً ومخزناً لأسلحة الدمار الشامل فإذا لم يستطع مفتشو الأمم المتحدة إثبات ذلك فان أمريكا علي استعداد لممارسة الكذب والإدعاء بأن لديها معلوماتها الخاصة التي تؤكد عدم تطابق طول العراق مع مواصفات سريرها والعراق يجب أن يكون مصدراً للشر في العالم فإذا صعب إثبات امتلاكه لأسلحة تمثل خطراً عسكرياً علي أمريكا تبدأ أسطوانة الانطباع الأمريكي بوجود علاقة ما بين العراق وتنظيم القاعدة. وإذا قيل بأن دولاً أوروبية في مجلس الأمن غير مقتنعة بعد بضرورة الحرب أنبري قاطع طريق أمريكي آخر بوصف السرير الأوروبي بالقدم والتأخر وبافتقاره للمواصفات الحديثة التي تميز السرير ـ المقياس الأمربكـي ـ وإذا قيل بأن أمريكا ستذهب الي الحرب وحيدة، إلا من تابعيها الصغيرين الذليلين، تفاخرت بأن اثنتي عشرة دولة ستشاركها، متجاهلة المئة والثمانين دولة الأخري التي ترفض الانصياع لمنطق شروط سريرها وهكذا تتكرر الصورة نفسها عند الحديث عن كل ما يتعلق بحاضر العراق ومستقبله سواء أكان بمصير قيادته الحالية أو بمن سيحكمه مستقبلاً أو بمن سيستولي علي ثروة نفطه. فالمهم في هذه التمثيلية المضحكة أن لا يطول السرير ولا يقصر لكي لا تنجو الضحية من مصيرها المحتوم: قطع الأرجل أو خلع المفاصل تحت سمع وبصر وسعادة وعربدة قاطع الطريق. ولكن هناك فرقا بين الأسطورة الإغريقية وأسطورة عصرنا الرديء وهو تجمهر بعض من الأقزام العرب المذعورين حول قاطع الطريق لمشاهدة عملية التعذيب بلذة الجبان وابتسامة العبد الذليل المحتقر لكن الذي لا يحسب له هؤلاء هو أنهم سيتمددون يوماً ما علي نفس السرير طال الزمن أو قصر أما الفرق الآخر بين المأساة الإغريقية والملهاة الأميركية فهو أن عملية التعذيب تلك تتم في عصرنا تحت أضواء ومعرفة كل وسائل الإعلام المؤثرة في العالم والتي، وهي تعرض الجريمة القادمة، تدعي بأنها تمارس الموضوعية المعقولة في عرضها هذا لصراع المعذب القاتل وضحيته لكن موضوعية هؤلاء تذكر الإنسان بالوصف الساخر الذي أطلقه الإعلامي الفرنسي جون ـ لوك جودارد علي موضوعية الصحافة الألمانية أيام فترة الحكم النازي: دقيقة لهتلر، ودقيقة لليهود في عصر النازية الجديدة الذي تؤججه، ويالسخرية القدر، الولايات المتحدة الأمريكية وتابعيها الصغيرين، انكلترا و إسرائيل ، أصبحت موضوعية وسائل إعلامهم: عشرون دقيقة لبوش وبلير وشارون وخمس ثوان لعشرين مليون عراقي.
لك تحياتي الخالصة و في الحقيقة الطرح يؤكد ما يجري حاليا في الساحة الدولية و سياسة الغاب التي تتبعها الادارة الامريكية وقطع الارجل و المفاصل لكل من يطول علي سريرها و المدهش يحدث هذا علي مسمع و مرأي العالم وكانها مسرحية او فلم سينمائي يثير من يشاء و يغضب من يشاء ولكن هذه بداية نهاية الامبراطوريات ...... انشاء الله يطول عمرك ولكن السرير راجيك راجيك وامريكيا شايلة كرابها وحايمة الله يكون في العون وزي ماقلت الناس كانت موهومة بالفيتو و الناتو و الوهم اصبح حقيقة مرة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Elsadiq
بدرالدين شنا
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست