|
وداعا ميري
|
دقيقه يا شباب....ما تتخلعو كدا ..ميري ما ماتت ...طفشت بس اها ميري دي منو؟؟ ايوااااااا قلتو لي ميري دي منو؟؟ ميري يا احباب هي بتنا الجديده جديده لنج اتت من الجنوب عندما اتت البيت كان يا دوب جايه من الجنوب ليها اسبوع ما تامه...انا اساسا جيت من السفر لقيتها عن ناس البيت ..وبوصفي جايه جديده للسودان بعد الاجازه مرطبه وبورقتي كما يقال يعني نموذج لفتاه القرن الواحد والعشرون الحنكوشه_ دا طبعا اول ايام قبل ما اخد جرعه الشمس واعود للغباشه والكتاحه_ المهم انا في تلك الايام ضاق صدري بميري التي تصرخ عندما نفتح المروحه وتجري فزعا لمن تصفر حله البرستو والله جد ما ببالغ يا جماعه والادهى من دا غياب لغه التفاهم لانو ميري ما بتعرف عربي ولا نحنا بنعرف نرطن معاها وتحولت لغه التفاهم الى اشارات ووقفات غريبه وقلبت هوبا وغيرو كلو دا هين المضحك انو الوالده بعد عشرين سنه قضتها في الخليج فقد بات عليها من المستحيل التفاهم مع العاملين الا بي لغه اهلنا الهنود _ ميري انت في ينزف غرفه ما بابا انا يخبر انت يسوي نزافه واجد مزبوط او _ هذا في خراب انت يعرف يسوي ترتيب والجميل في الموضوع انو رغم كل دا الا انو ميري والوالده بقوا منسجمين جدا لانو ميري من النوع البيجد كل حاجه مما اضطر ناس البيت انو يتعلمو الحفاظ على حاجاتهم ودا طبعا نوع من التربيه للفوضويين كما انو الاستيقاظ اصبح بدري شديد حتى في ايام الاجازه لانو ميري تشق حلقومها بالغناء كل صباح وهي تقش البيت ولا تفلح محاولاتي ودموعي وتوسلاتي انو تجعلها تصمت _ يا ميري حرام عليك خليني انوم _ نوم كلاص كلاص مافي وبمرور الايام عرفنا قصه ميري انها المسكينه هربت من زوجها الذي يشرب المريسه ويجي يدقو يدقو ميري حسب تعبيرها صدقو يا اخوانا الانسانه دي طيبه خلاص اول مره اكتشف كيف ممكن تحس بزول وتفهمو رغم وجود كثير من الحواجح اللغويه والدينيه والاجتماعيه و و و واصبحت ميري موضوع في البيت اللي يكون داير يعلمها الكلام واللي يكون بتونس معاها غايتو يوم انا سالوها عمرك كم اخر شي اعترفت بيهو انو عمرها خمسه سنوات والنكته انها حلفت انو انا اربعه بس اما الاكل فحدث ولا حرج ميري لا تستسيخ الا الملاح والملاح فقط اما الرز اكتشفت انها تاكلو بالحبه واحده واحده رغم كل شي فقط وقفت معانا كتير ولكن كان لابد للصدام في النهايه ان يحدت ويوم جيت من الجامعه لاكتشف انو ميري خلاص كرشوها بعد ما جاطت وساطت و هددت بدق حبوبه اللي عندها جن مع كل الشغالات وما بتحبهم خالص وبتشالهم اعرف انو ميري مستحيل تقرا الكلام دا لكن بتمنى انو الايام تتيح ليها الفرصه انو تعيش لانو كميه الالم والبراءه والدهشه الفي عيونها تخلي الواحد يقيف يفكر
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وداعا ميري (Re: ود شاموق)
|
سلام مربع
ومية مسا للناس الشغالتهم طفشت
والله يا حنين خلعتيني وقلت في نفسي دا شنو الليلة البورد كلو بكيات والله قربت اشد سلك لي خالتو عشان تجي تمشي معاي العزاء اصلها جنا بكيات وعزاء
بس فرحت لمن عرفت غير كده بس تاني حزنت لمن بكيت لمن عرفت انها طفشت
والله مفروض تدوري عليها لانو جد الناس ديل نقييين من الدواخل مــره
ولك العزاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وداعا ميري (Re: shiry)
|
حكت لي ام احمد ان هناك قصة في حياتها كل ما تتذكرها ينهمر الدمع من عيونها وتجهش بالبكاء والقصة قريبة او مماثلة لقصة ميري وهي ان ام احمد منذ نعومة اظافرها وفي بيتهم في احدي مناطق اوسط السودان قامت وترعرعت في بيت الاسرة لكبير وكانت تري خالاتها في البيت متحركين مع بعضهم البعض ومن ضمن الخالات او اسف الامات كانت امها فلانة طبعا الناس في السودان اغلبهم بنادو الحبوبات بيمة او امي المهم وبنت علاقة مميزة بين امها فلانة وام احمد وام احمد كانت كل يوم تصحي بدري وكعادة الاطفال وفي نفس الوقت تجد ان امها فلانة شغالة في البيت وبتنشد بصوت حزين وبعد شوية تمسك ام احمد ويقعدوا يبكواألأثنين وام احمد تبكي لبكاء امها فلانة لكن لاتدرى لماذا تبكي فلانة نفسها وقالت لي ام احمد انها بمرور الزمن وعندما كبرت اكتشفت ان حبوبتها او امها فلانة عبارة عن رقيق استقدمه اهلها من الجنوب فحزنت ام احمد الي يومنا هذا وعرفت ان ذلك الصوت الحنين الذي كان يبكيها كان هو نقر علي الاوتار كنقر ود جبارة حين ينادي امه في الشمال وكالموصلي عندما يرسل رسالة لامه ولا زالت ام احمد تبكي لتلك الانسانة التي سلبت من اهلها وسرقت انسانيتها فهل ياتري بماذا كانت تتغني ميري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وداعا ميري (Re: حنين)
|
الاعزاء دوما: سمباتيكو ودشاموق shiry abdel abayazid في لحظات الصفاء الانساني....يجتاحك الندم احيانا....ولكننا لانعرف ابدا هل هو من ذلك النوع الذي يدفعك ان تتوقف......ام هو وخز تسكنه مشغوليات الحياه وادعاءات التمدن السخيفه الى ميري ومثيلاتها سامحونا...لاننا لم نفهم ....والاسوء اننا لم نفعل شيئا غناء ميري يا جماعه....كان زي....زي تردد صدى النسمات....هل للنسمات صدى؟ تكاد العباره تقفز من هول تنافرها....لكنه قوي في قمه الرقه...رقيق في قمه القوه....عندما انتهى من مرحله الاحتجاج الاولي....وامارس غتاتاتي واعتصم بالفراش قبل ان استسلم وانهض....كان يحلو لي الاستماع لها....واحاول ان اتخيل كلماتها....واحيانا اقلدها فتبدا بالضحك لا تغني ميري لحبيب....لانها جائعه....ولكنها تغني لاطفالها الاربعه في الجنوب البعيد...لان الجوع لا ينسي المراه اطفالها....فايه ماساه تلك التي تجعل المراه تنسى تترك اطفالها؟؟ وميري قد سلبت ايضا من اهلها ليس السالب بشرا لا يا اعزاء فهو عصر الكمبيوتر والانترنت ما عاد البشر يسلبون عينك عينك كدا....بل يصنعون ما يسلب نيابه عنهم لكي لا يخالفو حقوق الانسان....هو الجوع هو الفقر هو المرض هي الحرب.....هو كل ما ابدعه الانسان في زمن حقوق الانسان هي طعنه لا يحس بها كثيرون....يحسها البعض شوكه......والبعض سيفا.....وبين الاحساس واللا احساس....تنتظر ميري مرحله ما بعد الاحساس
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وداعا ميري (Re: حنين)
|
عــزيزتي حنين
ما تعرضي قصص زي دي تاني نسيتي انو في أرواح مرهفة في البورد ؟ انا بنفعل بي مآسي الآخرين .. و بعيشها اتخيلت ميري .. و هي بتقش في الحوش سمعت غناءها و دهشتها بي انو العالم ممكن يكون فهو أول اوكسيد الكربون و انو الناس ممكن يستعجلوا لدرجة انهم يطبخوا بي حلة البرستو
عَشّه .. كلّمينا
ميرى.. ذكّرينا
كل سنكى أحسن
يبقى ..مسطرينا
كم أنا مندهش بك يا ميري
مــودك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وداعا ميري (Re: حنين)
|
المرهف الرائع مودك شكرا على مشاركتك لنا ولها اه لو علمت ميري بالحب الذي في قلوبكم........ الغاليه وجن فاطمه....ميري....او اي كان اسمها...اناس دافؤن ...نلتقيهم في الحياه ونحن نلهث....ونفترق...ويظل موضع راحتهم في ايدينا دافئا لك الشكر
| |
|
|
|
|
|
|
|